عدن فري|صنعاء|خاص: القاعدة تجند الشباب لإعدادهم جيلا قادما للتنظيم قالت صحيفة "القدس" العريي أن التسجيل التلفزيوني الذي بثه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتخذ من اليمن مقرا له قبل أيام خلق حالة من الارتباك لدى الحكومتين اليمنيةوالأمريكية على حد سواء، كحلفاء في محاربة الارهاب فياليمن، لما أظهرته المادة المسجلة من حجم الاحتشاد الكبير لعناصر تنظيمالقاعدة وقياداته في حفل استقبال الفارين من السجن المركزي بصنعاء. واضاف الصحيفة والتي تصدر في العاصمة البريطانية بأن الشريط المسجل الذي بثته القاعدة في قناة (يوتيوب) على الانترنت بمدة زمنية 15 دقيقة باسم (أول الغيث) كشف مدى قوة التنظيم وحجم حضوره وتأثيره في المناطق القبلية، لما أظهره من حشود كبيرة تقدر بالمئات من المسلحين من عناصر القاعدة في مكان واحد بعضهم قيادات من الدرجة الأولى وفي مقدمتهم زعيم التنظيم الاقليمي ناصر الوحيشي (أبو بصير). واوضحت الصحيفة بأنه في الوقت الذي أظهر نشر هذا التسجيل ارتباكا في ردود الأفعال اليمنيةوالأمريكية، ذكر العديد من المحللين أن القاعدة في جزيرة العرب وجهت العديد من الرسائل القوية وغير المسبوقة بأن التنظيم أصبح يشكل تهديدا حقيقيا وواضحا للقوى التي تحارب عناصره، على الصعيد المحلي والدولي وأنه صار حر الحركة وأقوى من الاستهداف أو الضرب أو القصف بواسطة طائرة بدون طيار. ونقلت "القدس" العربي عن المحلل المتخصص في شؤون التنظيمات الجهادية سعيد عبيد الجمحي بقوله بان ‘هذا الحشد الكبير لعناصر القاعدة بقياداته وقواعده يكشف عن مقدرة التنظيم في تأمين تحركاته وفي حماية عناصره وفي تنفيذ ضربات نوعية ومتطورة'. وأوضح أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب حشد في هذا الاجتماع عُصارة عناصره وخلاصىة قياداته الكبرى، وهذا يعطي مؤشرا بأن التنظيم أصبح واثق من نفسه ومن اخلاص عناصره وبالتالي جمعهم في مكان واحد، دون الاستعانة بأحد لحمايته أو لتقديم التسهيلات له، حتى لا يتم تعريضه للخطر في حال تمت خيانته، حيث لو تعرض لضربة في هذا المكان ستكون قاصمة وضربة قاضية له. وكشف ‘أن الرسائل الاعلامية التي يوجهها تنظيم القاعدة، تعطي مؤشرات قوية بأنه يهيؤ الأجواء لضربات نوعية، وتعتير انذارات ورسائل مبكرة وتهديدات مبطنة وغير مباشرة لخصوم التنظيم'، في إشارة الى احتمال اعتزام التنظيم القيام بعمليات كبيرة ومختلفة عن سابقاتها. وقال ‘ان الذي ينجح في عمل مثل هذه التجمعات رغم كل الملاحقات والاجراءات الأمنية المعقدة، لا شك لديه ثقة بالنفس ولديه قدرة على تنفيذ أكثر من هذه العملية... وربما تكون لديه مفاجآت أخرى وتطور نوعي في العمليات القادمة'. وأشار إلى أن نجاح التنظيم في حشد هذا العدد الكبير في مكان واحد دليل واضح على خروج جاهزية المنطقة التي اجتمعوا فيها عن الرصد وأنه لديه ‘قدرة فائقة على الخروج والتخفي وأظهر فشلا ذريعا للأجهزة الاستخبارية التي ترصد تحركات عناصر تنظيم القاعدة في الأراضي اليمنية'. وأوضح أن نجاح تنظيم القاعدة الاقليمي في عقد هذا الاجتماع الحاشد ‘أحرج الداخل والخارج' في إشارة الى الحكومة اليمنيةوالأمريكية اللتان تعملان بشكل مشترك في محاربة القاعدة، وربما شكك في جديتهما في ذلك أو في تراخيهما بهذا الخصوص. وذكر الجمحي بحسب الصحيفة أن لدى التنظيم استراتيجية لاظهار أنشطته وتحقيق أهدافه وأن ‘حركته على الأرض وانتشاره في الكثير من المناطق اليمنية تؤكد أن لديه من يساعده ومن يخدمه ويقدّم له الدعم اللوجستي، غير أني استبعد أن يكون في هذا الاجتماع استعان بأي طرف، من أجل لحفاظ على السرية وحتى لا يتعرض لأي ضربة قاصمة، بسبب المخاوف الأمنية من احتمال تعرضه لعملية البيع والشراء، للطائرات الأمريكية بدون طيار، كما حصل مرارا في السابق ضد بعض عناصره'. وقالت الصحيفة أن التنظيم كشف عن وجوه عديد من القيادات والعناصر الوسطية للتنظيم، من الذين تحدثوا في هذا التسجيل، في تحد واضح وصارخ للأجهزة الأمنية بعدم الخوف من ملاحقتهم وعدم الاكتراث بكل اجراءاتهم وأنهم في مأمن، رغم كل تلك الاجراءات، ويعزز ذلك ما قاله أحد المتحدثين في هذا التسجيل ‘كما ترون نحن هنا نسرح ونمرح بحرية كاملة.... ونقول للاخوة في بلاد الحرمين (السعودية) اصبروا فوالله العظيم لن ننساكم أبدا'. وأكدت الصحيفة أن العديد من المحللين قالوا أن كشف العديد من عناصر القاعدة لوجوهم في هذا التسجيل وتوجيههم رسائل تطمين لزملائهم في السعودية ربما يعطي مؤشرا مهما في أن التنظيم يستعد لتنفيذ عملية كبيرة غير مسبوقة وأن هؤلاء الذين كشفوا عن وجوههم قد يكونوا المنفذين المحتملين لذلك، حيث أصبحوا غير خائفين من الملاحقات الأمنية. وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بث مؤخرا تسجيلا تلفزيونيا في (يوتيوب) لاحتفال حاشد، استغرق على مايبدو أكثر من ساعة، لاستقبال بعض عناصره الذين تمكنوا من الفرار، من السجن المركزي بصنعاء منتصف كانون ثاني (يناير) الماضي ضمن مجموعة من الفارين وصل عددهم الى 29 سجينا. وأطلق التنظيم على هذا الاجتماع تسمية (أول الغيث)، دون إبداء أي تفسير لهذه التسمية، والذي عقد في منطقة نائية بين الأحراش والجبال، تشبه الى حد كبير مناطق محافظاتشبوه ومأرب والبيضاء وصعده، والذي أظهر التنظيم في هذا التسجيل قدراته وامكانياته العسكرية ووسائل المواصلات الحديثة، حيث وصل العديد من عناصر التنظيم بسيارات جديدة رباعية الدفع، لا يمتلك مثيلا لها الا كبار مشائخ القبائل. عدن فري