رؤيتها للنجاح انعكست على أسلوب حياتها، فهي ترى أن النجاح بمفهومه الشامل يجب أن يتحقق في جميع مناحي حياتها، ولا يقتصر على تحصيلها العلمي فقط، وبهذه الرؤية كانت مريم محمد المرزوقي طالبة الهندسة الكهربائية في كليات التقنية العليا في العين مبادرة في المشاركة في أنشطة الكلية، إضافة إلى تفاعلها مع الحياة الطلابية وحرصها على مساعدة زميلاتها، وتعتبر مريم الثقة في النفس ووضوح الأهداف من أهم مقومات النجاح، وبدونهما يفقد الإنسان الدافعية إلى البذل والاجتهاد، وآخر نجاحاتها تكريمها من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وحصولها على "جائزة نيكاي للإبداع الأكاديمي" . جائزة "نيكاي" للإبداع الأكاديمي كانت من نصيبك هذا العام، لماذا؟ - تمنح هذه الجائزة تشجيعاً للطلبة المتفوقين أكاديمياً، ولها عدة اعتبارات أهمها الحصول على معدل عام يبلغ 3.5 والمساهمة الفاعلة في الحياة الطلابية وأنشطة الكلية والخدمة المجتمعية، وبالنسبة لي فإنني حصلت على تقدير عام 3.8 ، أي ما يعادل امتياز مع مرتبة الشرف، أما على صعيد مشاركاتي في أنشطة الكلية والحياة الطلابية، حرصت منذ دخولي الكلية على أن أكون مبادرة في توظيف مهاراتي في أي نشاط طلابي يتم تنظيمه داخل وخارج الكلية، كما أنني أحب مساعدة زميلاتي في مجال تخصصي، إضافة إلى مساعدة الطالبات المستجدات على التأقلم مع الحياة الجامعية . ماذا يمثل لك تكريم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي؟ - تكريمي من قبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أشعرني بلذة النجاح، وأن تعبي لم يذهب سدى، وأحسست أيضاً بالفخر بنفسي وبما أنجزته خلال سنوات دراستي في الكلية، ولاشك في أن هذا التكريم، يعبر عن تقدير الكلية لاجتهادي، ويمنحني الثقة في أن كل طالب مجد سيجني ثمار تعبه . حرصك على التفوق بدأ من أية مرحلة دراسية؟ - بدأ حرصي على التفوق في المرحلة الثانوية لأنني في هذه المرحلة أدركت قيمة العلم، وأنني يجب أن أؤسس مستقبلي على أسس متينة، باجتهادي وحرصي على تحقيق التفوق، وأستطيع أن أقول إنني تربيت في أسرة تقدر قيمة التفوق وتسعى له، ولهذا تفوقت في جميع مراحل الدراسة، ومنذ دخولي كلية التقنية العليا كان هدفي ألا يقل معدلي التراكمي عن 5 .،3 والحمد لله حصلت على معدل أعلى . من الذي يقف بجانبك لتحقيق التفوق؟ - اتكالي الأول على الله سبحانه وتعالى، هو معيني في كل ما أقوم به، ومن ثم عائلتي التي تقف بجانبي دائماً وترعاني وتدعمني، ولا أنسى دور أساتذتي في الكلية، الذين لم يبخلوا علي بكل ما لديهم من إمكانات وخبرات علمية وشخصية . في رأيك هل للمعلم دور رئيس في تفوق الطالب؟ - بالتأكيد يلعب المعلم دوراً أساسياً وفعّالاً في تفوق الطالب وسعيه إلى التميز، فهو المعلم والموجه والمشجع للطالب على طلب العلم والتفوق فيه، والمعلم المتميز في اعتقادي هو من يحث طلبته على التعلم الذاتي وبناء النفس، وهذا ما أكدته تجربتي الشخصية، حيث كان اهتمام أساتذتي بي عاملاً رئيساً في تفوقي . إذا اجتهدت ولم يتحقق هدفك، هل يصيبك ذلك بالإحباط؟ - لا أنكر أنه إذا لم تأت النتائج وفقاً لتوقعاتي، أصاب بالإحباط أحياناً، ولكن وقوف عائلتي وأساتذتي وصديقاتي بجانبي يساعدني على تخطي هذه الحالة . ما مقومات النجاح بالنسبة لك؟ - الثقة بالنفس ووضوح الأهداف من أهم مقومات النجاح، ومن دونهما يفتقد الإنسان الدافعية للبذل والاجتهاد، أيضاً تنظيم الوقت عامل مهم في تحقيق ما نطمح له، إضافة إلى التحلي بروح التفاؤل والإرادة والتحدي، وعدم التخلي عن مساعدة الآخرين عند الحاجة إلينا . هل يقترن النجاح بالنسبة لك في مراحل الدراسة فقط؟ - النجاح الحقيقي لا يتحقق بالحصول على أعلى الدرجات العلمية فقط، لأن النجاح بمفهومه الشامل يجب أن يمتد إلى جميع مناحي حياتنا، ويمكننا من القيام بدورنا تجاه مجتمعنا ووطننا . ما طموحك بعد التخرج؟ - بعد إنجازي لبرنامج البكالوريوس في الهندسة الكهربائية، أطمح إلى إكمال دراستي العليا والحصول على درجة الماجستير، وأتطلع أيضاً للحصول على فرصة عمل أخدم بها وطني وأرد له الجميل وأسهم في بناء مجتمعي . هل يمنعك حرصك على التفوق من وجود اهتمامات أخرى لديك؟ - التفوق الدراسي لم يمنعني من ممارسة أي نشاطات أخرى خلال سنوات دراستي، فأنا مؤمنة بأن بناء الذات لا يتحقق بالتحصيل العلمي فقط، ولهذا كنت حريصة على تنظيم وقتي لكي أتمكن من المشاركة في برامج وأنشطة طلابية تساعدني على تطوير شخصيتي، إضافة إلى ممارسة هواياتي التي تساعدني على الترويح عن نفسي وتجديد نشاطي، حيث إنني من هواة رياضة المشي وتنس الطاولة .