مارست الولاياتالمتحدة الضغط على موسكو كي تدفع بالانفصاليين الموالين لروسيا إلى إخلاء الإدارات التي يحتلونها في شرق أوكرانيا، طبقاً لاتفاق جنيف الذي تجاهله الانفصاليون . واعتبرت واشنطن التي تتهم موسكو بالوقوف وراء الاضطرابات، أن الأيام المقبلة ستكون "مصيرية" للوفاء بالالتزامات التي نص عليها اتفاق جنيف بين روسياوأوكرانياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي . في مدينة دونيتسك الصناعية الكبيرة في الشرق، ما زال الوضع الراهن سائدا والانفصاليون يسيطرون بهدوء على الإدارة الإقليمية وهي بناية كبيرة يحتلها منذ نحو أسبوعين قادة ما سمي ب"جمهورية دونيتسك" المعلنة من طرف واحد، وتحيط بها أكياس الرمل والإطارات والأثاث المقلوب في شكل متاريس في ظل حراسة مقنعين، وقال أحدهم "إننا مستمرون كالعادة"، مضيفاً "جاء كاهن أرثوذكسي وسنحتفل بعيد الفصح هذا المساء" . وأكد الكرملين لأول مرة أن روسيا حشدت فعلاً قواتها عند الحدود الأوكرانية، وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم بوتين إن "بعض (القوات) متمركزة هناك وأرسلت أخرى كتعزيزات بسبب الوضع في أوكرانيا" . وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية "أعتقد أن لا شيء يمنع من تطبيع" العلاقات بين روسيا والدول الغربية، مضيفاً "هذا الأمر لا يتوقف علينا، هذا يتوقف على شركائنا"، واعتبر أن روسيا ستقيم علاقات أفضل مع حلف شمال الأطلسي مع أمينه العام الجديد رئيس الوزراء النرويجي السابق ينس ستولتنتبرغ، وقال "نقيم علاقات جيدة جداً بما في ذلك علاقات شخصية، إنه شخص في غاية الجدية والمسؤولية" . ووعد الرئيس الروسي بمنح مكافآت للجنود العاملين في شبه جزيرة القرم التي انضمت مؤخراً إلى الاتحاد الروسي، وقال إن أسماء هؤلاء الجنود لن يتم إعلانها لكن سيتم تقديم مكافأة لهم . وطالب أوكرانيا مجدداً بدفع مديونيات الغاز المستحقة لموسكو في موعد أقصاه شهر، وقال "لا يمكننا الانتظار إلى الأبد"، وأضاف أن روسيا لا يمكنها أن تستمر على الدوام في الإنفاق على شعب يتألف من 45 مليون نسمة، مشيراً إلى أن مديونية الغاز الروسي على أوكرانيا وصلت إلى 2 .2 مليار دولار . وحاولت السلطات الأوكرانية الموالية للغرب التي يطالب هؤلاء برحيلها، مد اليد إلى المتمردين واعدة بلامركزية كبيرة وحماية اللغة الروسية، غير أن فرص الإصغاء إلى الإعلان الرسمي الذي أدلى به في كلمة متلفزة الرئيس بالوكالة اولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسينيوك، قليلة في المنطقة التي يعتبر 70% من سكانها أن المسؤولين يفتقران إلى "الشرعية" . وحذرت الولاياتالمتحدةروسيا من أنها تنوي ''مراقبتها عن كثب'' لتتأكد من أنها تحترم التزامات اتفاق جنيف المفاجئ الذي أبرم الخميس، وينص الاتفاق خصوصاً على نزع أسلحة المجموعات المسلحة وإخلاء المباني العامة المحتلة، والعفو عن الذين يحترمون هذه التدابير باستثناء "الذين ارتكبوا جرائم أريقت فيها الدماء" . وقالت سوزان رايس مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للأمن القومي "سنراقب روسيا عن كثب لنرى إذا كانت تتحمل فعلا المسؤولية التي تعود إليها باستخدام نفوذها الكبير من أجل التحكم أو جعل الميليشيات غير الشرعية تنسحب من المباني التي تحتلها" . وحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف على "الاحترام الكامل والفوري لاتفاق 17 إبريل/نيسان في جنيف" . وفي تأكيد لتلك المخاوف سارع الانفصاليون المعتصمون في مقر الإدارة الإقليمية في دونيتسك، إلى رفض الاتفاق، مثيرين مجدداً مخاوف من تقسيم البلاد التي تعد 46 مليون نسمة والتي تقع على حدود عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي . وزارت رئيسة الوزراء السابقة المرشحة إلى الانتخابات الرئاسية يوليا تيموشنكو دونيتسك حيث تحادثت "ساعات طويلة" مع بعض المجموعات التي تحتل الإدارة، وصرحت بأن "الحوار قد بدأ" وأن "التسوية ممكنة" ووعدت بطاولة مستديرة الأسبوع المقبل . وما زال "الرجال الخضر" المسلحون الذين تقول كييف إنهم عسكريون روس، في حين تقول روسيا إنهم "مجموعات دفاع ذاتي محلية"، يسيطرون على سلافيانسك التي احتلوها منذ ستة أيام، ويسيطر الانفصاليون ومتظاهرون ومجموعات مسلحة على المباني العامة في ست مدن بالشرق الأوكراني الناطق بالروسية . وأعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن حكومة كييف تتخذ إجراءات لنزع فتيل التوتر، وتنفيذ اتفاقات جنيف، مؤكدة أن الحكومة أوقفت المرحلة النشطة للعملية العسكرية، وأوضحت أن هذه الوثيقة تكلف الوزراء وقادة الأجهزة المركزية للسلطة التنفيذية وقادة المقاطعات تنظيم نقاش التعديلات الموافقة على الدستور حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول بإشراك أجهزة الإدارة المحلية، والاتحادات، والمنظمات الاجتماعية، وأوساط العلم والأعمال . وأبدت الخارجية الروسية استعداد موسكو لتقديم أوسع دعم عملية تسوية الأزمة الأوكرانية الداخلية، وقالت في بيان إن تسوية الأزمة الداخلية يجب أن يتولاها مواطنو هذه البلاد بالاشتراك مع بعثة مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأشارت إلى أن غريغوري كاراسين، نائب وزير الخارجية الروسي، بحث الوضع في أوكرانيا، واتفاق جنيف مع أوليغ تساريوف، مرشّح الرئاسة الأوكرانية، رئيس حركة "الجنوب - الشرقي" . (وكالات) الخليج الامارتية