الإجهاد الوظيفي هو نوع خاص من التوتر الناتج عن الإجهاد والإرهاق في مقر العمل. وهو حالة تنجم عن مزيج من العوامل التي يتداخل فيها البدني بالنفساني أو الذهني. وتتزامن هذه الحالة عادة مع شعور الشخص بشكوك حول مدى قدرته على استدامة كفاءته في العمل، وحبه لما يقوم به. فإذا كنت تجد أنك تشعر بأعراض الإجهاد الوظيفي أو تعيشه حقيقة، فحري بك أن تكون ملماً بمسبباته، وأن تتسلح بالعدة النفسانية والبدنية اللازمة لمواجهته قبل أن يأخذ بتلابيب نفسك وبدنك، فيصعب عليك الفكاك من آثاره، فبالصحة الجيدة يمكنك تحقيق كل شيء، ومن دونها تقل خياراتك ونجاحاتك. يقول خبراء الصحة المهنية النفسانية من عيادات "مايوكلينيك" الأميركية، إنه يتعين على كل شخص أن تكون له وقفات خاصة مع نفسه من فترة لأخرى، يجري فيها حواراً مع نفسه ويوجه لها عدداً من الأسئلة حتى يتحقق ما إذا كان العمل الذي يقوم به يُحقق ذاته ويُسهم في إسعاده، أم العكس. ويمكن لكل شخص أن يُصارح نفسه ويطرح عليها ما شاء له من أسئلة، مثل هل بدأت أتعامل باستخفاف مع عملي وأميل إلى البحث عن كل جانب سلبي لأنتقده؟ هل أذهب إلى العمل على مضض وأستثقل بدء العمل؟ هل أصبحت سريع العصبية والغضب عند التعامل مع زملائي في العمل أو الزبائن والعملاء؟ هل أشعر بنقص في الطاقة والحيوية اللازمتين لتظل إنتاجيتي مرتفعة بانتظام؟ هل أفتقد إلى الشعور بالرضا عما أحققه من إنجازات في وظيفتي؟ هل أشعر بنوع من الغبن تُجاه عملي؟ هل ألجأ إلى الأكل بنهم أو التدخين بشراهة لأشعر بتحسن، أو حتى لا يتفاقم شعوري بالاستياء؟ هل تغيرت عاداتي في الأكل والشرب والنوم؟ هل تُصيبني حالات صداع الرأس أو آلام الظهر أو أوجاع بدنية دون أن أجد لها سبباً؟ وفي حال أجاب الشخص عن أي من هذه الأسئلة بالإيجاب، فقد يكون يعاني فعلاً من الإجهاد الوظيفي. ويُفضل إذا تأكد له ذلك أن يُناقش الأمر مع أحد أصدقائه أو أحبائه المقربين ممن يثق في آرائهم ويرتاح إلى نصائحهم، أو يُراجع اختصاصياً في الصحة النفسانية المهنية. فبعض أعراض الإجهاد الوظيفي قد تكون مقدمة لبعض الأمراض الأخرى كالكآبة أو أحد أمراض الغدة الدرقية. مُسببات الإجهاد إن الإجهاد الوظيفي يمكن أن ينتج عن عوامل عديدة أبرزها: ◆ فقدان السيطرة: ففشل العامل أو الموظف في التأثير على القرارات التي تؤثر على عمله مثل الأعباء الوظيفية والجدول الزمني لتنفيذ المهام الموكلة إليه، يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد الوظيفي. ولذلك، فإن افتقاد الموظف إلى الموارد والمراجع الداعمة التي يحتاجها في دوامه اليومي قد تُسبب له الشعور بفقدان السيطرة، وأحياناً فقدان البوصلة. ... المزيد