المحور الرئيسي في مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان للقضية الجنوبية والتي شكلت المفتاح الرئيسي لحل بقية القضايا المعروضة على جدول اعمال المؤتمر الذي استمر لمدة عشرة اشهر وخرج بمخرجات دستورية وقانونية واجرائية تشكل خارطة طريق لمستقبل الدولة في اليمن وتضع اليمن على طريق مستقبل مشرق وجديد وامن ومستقر اذا اخلصت النية جميع القوى السياسية والاجتماعية بالعمل الجاد على تنفيذ تلك المخرجات وتخلت عن انانيتها بالحفاظ على مصالحها على حساب مصالح الوطن العليا . لعبت القضية الجنوبية الدور الحاسم في تحقيق نتيجتين رئيسيتين وعلى مستويين: فعلى المستوى الوطني : كان للقضية الجنوبية الفضل في الوصول الى توافق القوى السياسية والاجتماعية المشاركة بتغييير شكل الدولة من دولة مركزية شديدة ومتحكمة في كل شي الى دولة اتحادية تتكون من ستة اقاليم اربعة في الشمال واثنين في الجنوب ، دولة اتحادية مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة وسيادة القانون والحكم الرشيد ، اضافة الى ذلك توافق المشاركين في المؤتمر على توزيع الثروة والسلطة بشكل عادل والتي كانت سببا رئيسيا لكل الخلافات والصراعات السياسية التي شهدها وعاشها واكتوى بنارها الشعب اليمني خلال الخمسين عاما الماضية . وعلى مستوى الجنوب : تحققت للجنوب شراكة حقيقية وفعلية في السلطة والثروة لم تحققها اتفاقية الوحدة عام 1990م ، ولا وثيقة العهد والاتفاق في عمان بالاردن عام 1993م ، ولن تحققها حتى اي حرب يكون فيها الجنوب منتصرا ويجرى الحوار والتفاوض بعدها فلن يتحقق ما تم تحقيقة بالحوار المدني والسلمي . هذة الشراكة التي تم تجسيدها في قرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال مخرجاته عبر الفرق التسع وفي وثيقة الضمانات ، ومن تلك القرارات مبداء المناصفة بنسبة 50% للجنوب خلال الفترة الدستورية الاولى التي ستبداء بعد الانتخابات الشاملة التي ستجرى بعد الاستفتاء على الدستور في غضون عام ، هذة الانتخابات التي ستؤسس لقيام الدولة الاتحادية اليمنية الجديدة . شارك الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني بنسبة 50% من قوام المشاركين ومثل الجنوب طيف واسع من القوى السياسيه والأجتماعيه التي توصلت الى قناعة بأن الحوار الوطني وسيلة سلمية لتحقيق آمال وأحلام وطموحات الجنوب بدولة عادلة وامنة ومستقره... وينبغي الأشارة هنا الى ان المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية لم تنص على تمثيل الجنوب بنسبة 50% ، وحل القضيه الجنوبيه وردت في البند الخامس من الألية التنفيذية إلا انها تحولت من البند الخامس الى القضية المحورية الاولى في مؤتمر الحوار الوطني وينبغي لأبناء الجنوب ان يدركوا ان هناك جندي مجهول وراء كل ماتحقق للوطن بشكل عام وللجنوب بشكل خاص ذلك الجندي المجهول هو فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي ، الذي عارض بعض ابناء الجنوب انتخابه ، لابل منع البعض منهم الصناديق الانتخابية من دخولها الى مناطقهم . اليوم وبعد كل هذه النتائج التي تحققت للجنوب وإستعادة دوره ومكانته في يمن اتحادي أمن ومستقر مستقبلاً إن شاء الله.. هذه المخرجات والحفاظ عليها والدفاع عنها وحمايتها وتجسيدها على ارض الواقع بحاجة الى حامل سياسي واداة سياسية تحمل هذه المخرجات على عاتقها وتحوليها الى برنامج سياسي يعمل على ترويجها وتسويقها وتنفيذها ويكون ممثلاً للجنوب في السلطات الأتحادية ويحمل على عاتقه آمال وطموحات ابناء الجنوب ويشارك في العملية السياسية والأنتخابية على اقل تقدير في المراحل الأولى لتاسيس هذا الحامل ان تكون على مستوى الأقليمين الممثلين للجنوب . اصطدم المشاركين من ابناء الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني بمخلتف انتماءتهم السياسية والأجتماعية بمواقف بعض القوى السياسية المشاركة في الحوار والتي لايهمها إيجاد حل سياسي ووطني للقضية الجنوبية وإنما كان همها الحفاظ على مصالحها وديمومتها ، ومن هنا تبرز الحاجة الملحة اليوم لوجود حامل سياسي لمخرجات الحوار الوطني في الجنوب . كنا نأمل ان يخلق مؤتمر الحوار الوطني فرز وإصطفاف سياسي جديد وينتج عنه قوى سياسية جديدة على اساس من المواقف تجاه القضايا الوطنية والسياسية والأقتصادية ، إلا ان ذلك لم يتحقق وخرجت القوى السياسية التي دخلت الى المؤتمر هي نفسها بعد إختتامه ومن هنا تبرز الحاجة الى وجود حامل سياسي في الجنوب لما تمخض عنه مؤتمر الحوار. لذلك على ابناء الجنوب - بمختلف شرائحهم وإنتماءتهم السياسية والاجتماعية وفي المقدمة منهم المشاركين في مؤتمر الحوار - ان يدركو ان الزمن يمر بسرعة وعليهم الأسراع في التواصل والتداول والتشاور والتحاور على تشكيل حزب او تنظيم او حتى إتحاد لقوى سياسية يجمعهم ويمثلهم في الأستحقاقات السياسية والأنتخابية القادمة .. الفرصه سانحة ... ولن تتكرر . [email protected] حضرموت برس