توصلت دراسة للمركز الأميركي للصحة البيئية على أكثر من 4000 طفل، إلى أنه كلما ازداد حجم تعرض الطفل للتبغ كلما ساء مستواه الدراسي، وذلك من خلال قياس مستويات «الكوتينين» وهي مادة ينتجها النيكوتين الموجود في تبغ السجائر وحيث تم فحص قدرات الأطفال الاستيعابية في الرياضيات والقراءة والمنطق والمهارات العقلية، وتبين أن هناك نقطة تراجع واحدة في كل وحدة زيادة في نسبة «الكوتينين». الدراسة تحذر من خطورة تعرض الأطفال لدخان السجائر أو ما يعرف ب «التدخين السلبي» على قدراتهم الذهنية، وقدرتهم على التعلم، وخاصة القراءة وتحصيل الرياضيات وعملية الاستنتاج العقلي. ففي بعض الحالات قد يصل إلى حد أن الشخص غير المدخن و المعرض للدخان قد يتعرض لضرر يعادل تدخينه لعشر سجائر في اليوم. وإذا كان الطفل في المرحلة الجنينية، فإنه قد يتعرض لنقص في النمو عند تعرض أمه الحامل للتدخين بشكل مباشر، ويزيد لديه نسبة حدوث إصابات في الأذن الوسطى، أو الإصابة بالربو بشكل مبكر، وضعف وظائف الرئة، ومشاكل في المعدة والجهاز التنفسي، والجهاز العصبي. هناك دراسات تشير إلى تزايد نسبة احتمال إصابة الطفل أيضاً بالسرطان، أو الأمراض القلبية الوعائية، لتعرضه لمخلفات القطران والنيكوتين وغاز أول أكسيد الكربون وغيره من المواد السامة المسرطنة. في جانب موازٍ، تشير بعض الدراسات إلى أن أطفال الأمهات المدخنات هم عرضة لما يسمى بالموت السريري المفاجئ ، بل وقد وجد أن هناك علاقة طردية بين عدد السجائر التي تدخنها الأم ونسبة احتمال حدوث الموت السريري المفاجئ للطفل. وأكثر من ذلك فقد أثبتت الدراسات تأثر الجنين في بطن أمه بالتدخين سواء دخنت الأم أم كانت موجودة فقط في محيط المدخنين. ويلاحظ الباحثون أن الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر بشكل مباشر، يكونوا معرضين أكثر من غيرهم للإصابة بفقدان الشهية، وضعف التركيز والقدرة على الاستيعاب، والخمول وقلة النشاط، والأنيميا، والإصابة بنزلات البرد المختلفة، والتهابات القصبة الهوائية، والتهابات الشعب الهوائية والرئة، وأمراض الجهاز التنفسي، وحساسية الصدر، بل وبعض الأمراض النفسية مثل القلق والاضطراب. كما أن هذه المجموعة من الأطفال تتأخر لديهم نسبة الشفاء من الأمراض المختلفة لضعف الجهاز المناعي. كما تشير دراسات أخرى إلى أن التعرض لدخان السجائر لمدد طويلة نتيجة لتدخين أحد الأبوين يؤدي لظهور أعراض إدمان النيكوتين على حوالي 5% من المشاركين، فالتعرض لدخان السجائر بين غير المدخنين يؤدي لظهور أعراض انسحاب إدمان النيكوتين بهم مثل العصبية ومشاكل النوم والقلق واضطراب الشهية. وغالباً ما تكون رئة الأطفال الذين يتعرضون للتدخين السلبي أقل كفاءة وقدرة على أداء وظائفها مقارنة مع أقرانهم، فالأطفال في طور النمو تكون أجسامهم في غاية الحساسية لأي متغيرات تحدث من حولهم، ويصبحون أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو الشعبي الحادة المتكررة، التي تشكل خطورة على حياتهم، وهم لا يزالوا في طور النمو، ولا يعطي الفرصة للرئتين كي تنمو بشكل طبيعي. فهل يتوخى المدخنون الحذر لحماية أطفالهم؟ المحرر | [email protected] الاتحاد الاماراتية