طالب مسؤولون عرب بالعمل على توفير سكن لائق لكل عائلة عربية باعتبار ذلك هدفًا تنمويًا ملحًا، ودعوا إلى وضع خطط لمعالجة مشكلة العشوائيات وضرورة مساهمة القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع الإسكان العربية من خلال وضع سياسات واستراتيجيات لتوفير السكن وتحقيق نظم اقتصادية عربية جديدة في هذا القطاع لسد الفجوة بين الاحتياجات السكنية والمعروض في هذا المجال. دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة افتتح بها مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب في بغداد إلى وحدة الكلمة وتنسيق المواقف في مجالات الاسكان والتعمير، مشدداً على ضرورة العمل لتوفير السكن الملائم لكل مواطن عربي من اجل تنشئة سليمة للعائلة العربية. وأشار إلى أن العراق بحاجة إلى مليونين ونصف المليون وحدة سكنية، ولذلك اتجه إلى بناء مدن حديثة. وأكد أن هذا المؤتمر يشكل واحدة من الخطوات التي تحقق بناء جسور بين العراق والعرب بعد أن كانت قد تهدمت بفعل مغامرات الانظمة السابقة. وشدد على ضرورة العمل من اجل النهوض بقطاع السكن ووضع سياسة تعاونية لتوفير السكن للعائلة العربية ووضع استراتيجيات عربية لتحقيق هذا الهدف. وأضاف أن حقوق الانسان غير محصورة بموضوع واحد بل في مواضيع عدة ومن أهمها توفير السكن الملائم للمواطن، وقال إن توفير السكن للأسر هو دليل احترام المواطن من قبل الدولة التي ينتمي إليها. وأشار إلى أنّ لكل دولة ظروفها ولكن السياقات المشتركة تجعلنا نستفيد من التجارب والدول العربية قادرة على توفير السكن الملائم للمواطنين. ودعا المالكي الدول العربية إلى بناء مشاريع سكنية حديثة بأفضل المواصفات العالمية من خلال سياسة تعاونية هدفها أن الدول العربية هي التي تبني وهي التي تعمل وهي التي تتصدى لكل المعوقات. أما وزير الاعمار والاسكان العراقي محمد صاحب الدراجي فقد أشار إلى أنّ المؤتمر سيخصص حيزاً من مناقشاته إلى الاجراءات المطلوبة لمعالجة مشكلة العشوائيات. وقال إن الربيع العربي خلق تحديات كبيرة تحتاج إلى عمل واسع، أحد مجالاته تحقيق نظم اقتصادية عربية جديدة في قطاع السكن من اجل سد الفجوة بين الاحتياجات السكنية والمعروض في هذا المجال. وطالب بتوحيد مواقف مؤسسات السكن العربية في التعامل مع المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في كلمة القيت بالنيابة عنه إن المنطقة تشهد بعد التحولات والتطورات التي تشهدها الدول العربية تجاذبات اقليمية ودولية. ودعا إلى العمل لتحقيق تطلعات وطموحات الشعب العرب في الحرية والعدالة الاجتماعية. وشدد العربي على ضرورة التنسيق بين الدول العربية في مجال الاسكان والتعمير "نظراً لأن هذا القطاع يمس حياة المواطنين مباشرة". ودعا إلى توفير السكن اللائق للمواطن العربي باعتبار ذلك يشكل مدخلاً تنمويًا في حياتهم وأكد اهمية مساهمة القطاع الخاص في تحقيق هذه الاهداف من خلال تشجيعه على الدخول في استثمارات سكنية. ومن جهته، قال السفير محمد بن إبراهيم التويجرى الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية للجامعة العربية إن مؤتمر وزراء الاسكان والتعمير العرب يعقد تحت شعار "سياسات واستراتيجيات توفير السكن اللائق في الدول العربية" ويتم خلاله على مدى يومين مناقشة اكثر من 20 بحثًا ودراسة من مختلف الدول العربية. وأضاف أن المجلس الوزاري سيناقش ايضًا في دورته 29 هذه سير أعمال لجنة الكودات العربية الموحدة للبناء والمطلوب من لجان صياغة الكودات العربية الموحدة وفق المنهج الموحد لصياغة وإخراج الكودات العربية الموحدة للبناء المعتمد من قبل مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب. وأشار إلى أنّه تقرر عقد مؤتمر الإسكان العربي الثالث وموضوعه "ومدن سكنية متكاملة الخدمات.. حلول إسكانية" في العاصمة الاردنية عام2014. وأكد التويجري ضرورة توفير الدعم اللازم للموقع الإلكتروني للمجلس بما هو متاح لديه من بيانات ومعلومات ووثائق ودراسات متعلقة بالنصوص التشريعية والتنظيمية الخاصة بالتعمير والسكن والحماية الجنائية للمجال العمراني والتواصل على الموقع الإلكتروني من خلال التطورات المستجدة وتنفيذ فقرات البرنامج التنفيذي لمتابعة تنفيذ تكليفات القمم العربية التنموية في ما يخص مجال الإسكان. وأشار إلى أنّ وزراء الإسكان سيناقشون توسيع التعاون العربي مع التجمعات الإقليمية والدول في مجال الإسكان والتعمير من خلال عدد من ورش العمل المتخصصة مع الجانب التركي حول السياسات المتعلقة بحل مشكلة السكن والتنمية العمرانية. وفي ما يتعلق بتبادل المعلومات بين الدول العربية حول المشاريع المنفذة للسكن منخفض التكاليف اوضح أنه سيتم عرض التجارب الناجحة على المجلس وتحميلها على الموقع الإلكتروني للمجلس وسيتم عرض تجربة كل من تونس، المغرب، موريتانيا. وأشار إلى أن المؤتمر سيتناول بالبحث كذلك المستجدات بشأن المركز العربي للوقاية من أخطار الزلازل والكوارث الطبيعية الأخرى من خلال طلب سرعة التوقيع والتصديق على النظام الأساسي للمركز من قبل الدول العربية تنفيذًا لقرار القمة العربية العادية الاخيرة التي عقدت في بغداد في اذار (مارس) الماضي وإعداد تقرير بذلك. يذكر أن العراق يترأس حالياً الجامعة العربية بعد ان عقدت القمة العربية ببغداد في أذار الماضي، وكانت القاهرة احتضنت في 22 كانون الاول (ديسمبر) عام 2010 مؤتمر الاسكان العربي الاول. وسبق لمجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب المنعقد في دورته السابقة في القاهرة أن قرر بالاجماع الاستجابة لطلب العراق بنقل الاجتماعات إلى بغداد، وكذلك استضافة مؤتمر الاسكان العربي الثاني.