تحتضن مرافق إدارة الفنون في المنطقة الشرقية العديد من الأنشطة ضمن فعاليات ملتقى الشارقة للخط في دورته السادسة تحت عنوان: "تعارف" الذي تنظمه إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وتشهد المنطقة الشرقية حراكاً فنياً يؤكد شمولية الحالة الفنية التشكيلية والتطبيقية، ويخصص للخط العربي مكانة وحيزاً واسعاً من الاهتمام في المنجز الإبداعي للمنطقة . شهدت المراكز الفنية في كل من كلباء وخورفكان ودبا الحصن منذ سنوات طويلة أنشطة متنوعة من المعارض الخطية التي حملت عناوين مختلفة تؤكد التنوع الثري للحراك الفني، ولم يأت هذا الزخم من فراغ، بل نتيجة الجهود الحثيثة التي تقوم بها تلك المراكز، فهناك برامج خاصة تستهدف تمكين وتحسين الخط بين النشء وجيل الشباب إضافة إلى برامج استضافة فناني الخط من ضيوف الملتقى أو مناسبات إدارة الفنون الأخرى لاستقطاب تجارب متنوعة عربية ودولية ووضعها في إطار من العمل الفني بوجهيه البصري والنقدي . وشارك في أنشطة ملتقى الخط في المنطقة الشرقية 370 فناناً من المستضافين والمحليين، وعلى مدى شهرين ستنظم 24 محاضرة، و30 ورشة فنية، و27 عرضاً للأفلام إضافة إلى الدورات التعليمية المتخصصة ورحلات البرنامج التعليمي، بإجمالي 153 من الأنشطة المتنوعة، التي تحقق أهداف الملتقى المرجوة من نشر الثقافة البصرية . وخصصت ستة معارض فنية كبرى، إضافة إلى 26 معرضاً فنياً مفتوحاً، لأعمال خطية وحروفية، تتوزع زمنياً على فترة الملتقى وهي شهران متتاليان، ولا يخفى دور هذه المعارض في إبراز الأعمال الفنية المتميزة، وتشجيع الفنانين خاصة المبتدئين، ونشر الذائقة الفنية الرفيعة بين أفراد المجتمع، ورفد البرنامج التعليمي والمؤسسي ضمن استراتيجية إدارة الفنون . معرض خطوط تشكيلية الرؤى المعاصرة في معرض خطوط تشكيلية للخط العربي تشتمل على فنانين من مختلف الأجيال، ومن خلال مراكز الفنون في المنطقة الشرقية، وبالتحديد في مركز دبا الحص للفنون يستمر هذا الاشتغال الفني في منطقة تتمتع بخصوصية مجتمعية وبيئية تشكل الرئة الشرقية للثقافة والفن في إمارة الشارقة، غير أن هذه المراكز تؤسس مناخاً أكاديمياً خصباً يجري من خلاله اكتشاف المواهب والإبداعات لدى الأجيال الجديدة، وفي هذا المعرض نتلمس ثمرة هذا الجهد ونقابل ألواناً مختلفة من الطرق التقنية والتوجهات الأسلوبية التي تكشف عن ثقافة مهمة اقترنت بالمهارة والتلقائية . معرض "مجال الحروفيات" تكشف التجارب المشاركة في معرض "مجال الحروفيات" عن عمق العلاقة بين الحرف و التصميم الغرافيكي الذي يبدو في هذا العصر المتسارع بتطوره أكثر ارتباطاً بكل مجالات الحياة، واليوم يجتهد العارضون في نشاطهم الفني اليومي من أجل توظيف الوسائط الفنية الحديثة للتعبير عن أفكارهم الإبداعية، وبالطبع فإن هواجسهم الفنية في هذه الحال تجذبهم بقوة لتتصدر انشغالاتهم الحياتية، وتدفعهم لاستثمار خبراتهم في ضوء مواهبهم في الخط العربي . معرض خزفيات في هذا المعرض الذي ينظمه مركز دبا الحصن للفنون تجتمع أعمال فنية عدة بأبعادها الثلاثة، البعض منها مشغول بتقانة الخزف والبعض منها نحتية، وتعبر بوضوح عن مسار هذه الأنواع الفنية في المنطقة الشرقية . وقد حضر الحرف في مجمل الأعمال ليصرح باحتفالية تلامس جمالياته في تآلف ملحوظ بين المنحوتة وجسد الحرف . رؤية فوتوغرافية في معرض للتصوير الضوئي أقيم في مركز خورفكان الثقافي تلتقي أعمال 26 فناناً وفنانة من دول عربية مختلفة، وتتناول هذه الأعمال التي بلغت 48 لوحة الخط العربي . وكانت عدسة الكاميرا فائقة الذكاء في استهداف الكادر القادر على التقاط الموقف المؤثر، إما بتناقضاته أو بجمالياته البصرية . في أماكن مختلفة من الوطن العربي، واستطاع الفنان المصور أن يقدم لرواد المعرض صورة بانورامية تؤكد عمق العلاقة اليومية التي تربط الناس بالخط، وتكشف النقاب عن جماليات الحرف في تلقائيته التي تبدعها عين الفوتوغرافي . خطاطة من الإمارات في هذا المعرض الشخصي الذي نظمه مركز خورفكان للفنون للخطاطة شيخة محبوب نلحظ مدى الاهتمام بالخط العربي ومدى حرص المراكز الفنية في المنطقة الشرقية على استقطاب التجارب الخطية النسوية، خاصة أن الدولة تنعم بالمزيد من الإبداعات في هذا المجال، وهذا يؤكد مدى ارتباط المجتمع الإماراتي بالخط العربي وجمالياته . تأملات خطية يعبر هذا المعرض المقام في مركز كلباء للفنون عن المكانة الجمالية الأصيلة للخط العربي، فتتأكد من خلال هذه التجارب الشبابية وجديتها الوجهة الحقيقية للمهتمين بالجمالية العربية، ففي الخط العربي الأصيل تُختزل ملامح متعددة من الهوية البصرية العربية والإسلامية . الخليج الامارتية