هي ليست حكاية من نسج الخيال أو مشهد في أحد الأفلام الكوميدية، بل حقيقة شهدتها الأوساط الكروية، كأحد قصص انتقالات اللاعبين المثيرة عبر تاريخ الدوري السعودي، لم يتوقع عبدالعزيز الجبرين لاعب فريق الرائد أحد اندية الدوري الممتاز، أن يكون أخر لقاء بينه وبين فريقه، يحمل مشهد الهروب من نافذة شقته متوجها إلى العاصمة الرياض، هرباً من ضغوطات المفاوضات بين الهلاليين والنصراويين الطامحين بنقله من الرائد وهو من بقي بعقده سنتان ونصف. الحكاية بدأت، عندما تم تسريح اللاعب من نادي الشباب ليخطفه نادي الرائد وهناك تألق في الدوري الممتاز هذا الموسم، ليسحر عيون الهلاليين لكن وقت المفاوضات المبكر وخطورة وضع الرائد في جدول الدوري جعل المفاوضات تتوقف حينها، وفي نهاية الموسم اشتعلت المفاوضات من جديد، خاصة .. وأن نادي الرائد يريد أن يسدد ديونه التي تصل إلى عشرة ملايين ريال، والهلال يرغب في اللاعب بنصف المبلغ فقط، وأمام هذا الاختلاف في وجهات النظر، أكد اللاعب أنه سيذهب إلى الهلال بعد موافقة رئيس النادي على ذلك وتوكيله بالمفاوضات، وهو ما جعل رئيس النادي عبدالعزيز المسلم يطلب حضور مندوب الهلال للتوقيع مع اللاعب وانهاء الموضوع. الغريب أن رئيس نادي الرائد لم يخبر أحداً بالمفاوضات الدائرة بين الطرفين، ما جعل مجلس الادارة ينتفض مع اعضاء الشرف عليه ويوقفون الصفقة بطريقة احترافية قبل توقيع اللاعب فأدخلوا الطرف النصراوي في المفاوضات مع اللاعب، الذي خرج فجأة بإحدى الاذاعات ليعلن أن النصر فاوضه وأنه يريد النصراوية. هاتف بعد تلك الأحداث المتلاحقة، جاء إعلان الجبرين، عن عرض النصر قبل وصوله رسمياً إلى مجلس إدارة ناديه، مخالفة رسمية استغلها رئيس النادي ليرفع عليه قضية في لجنة الاحتراف، وهو الأمر الذي جعل اللاعب يغلق هاتفه ويهرب من نافذة شقته ويغيب مباراتين في غاية الأهمية عن فريقه، أحدهما في بطولة الخليج للأندية أمام صحم العماني. بعدها ظهر لاعب نادي الرائد على إحدى القنوات الفضائية، وبعد خمسة أيام كاملة من الاختفاء ليعلن أنه يرغب في اللعب مع النصر وارتداء شعاره العالمي، وكشف أنه استلم مبلغاً يصل إلى ثلاثة ملايين ريال، كي يرفض مفاوضات الهلال، ولا يزال اللاعب وفي سابقة خطيرة يرفض الالتقاء بإدارة ناديه وأعضاء الشرف يرفضون بيعه إلا بالمزايدة لصالح الفريق الأعلى عرضاً، بالرغم من أن رئيس نادي الرائد أعلن تمسكه ببيع اللاعب إلى الهلال مهما كان الثمن، حيث صرح قائلاً: تعهدت للهلاليين ولن ألوي كلمتي فاللاعب الجبرين هلالي. بين تلك التباينات خرج النصراويون قبل يومين، ليمهلوا مجلس إدارة نادي الرائد 72 ساعة فقط من أجل إنهاء ملف انتقال اللاعب أو فسخ المفاوضات، وهو ما ردت عليه الإدارة بتأكيدها بأن هناك قضية بينها وبين اللاعب منظورة في لجنة الاحتراف وحتى الانتهاء منها يبقى الوضع معلقاً. حبيس الوحدة لا يزال لاعب نادي الرائد عبد العزيز الجبرين، حبيس الوحدة والتوتر في سابقة تؤكد أنه لا يزال هناك عدد كبير من اللاعبين السعوديين، بحاجة إلى مزيد من الاحترافية والى وكلاء أعمال محترفين. البيان الاماراتية