استنشق عشاق فريق النصر السعودي وجماهيره هواء التاريخ الكبير لناديه بعد أن كادت السنوات الخمس عشرة العجاف أن تصيبهم بموت دماغي للأبد ليأتي مشهد صدارة الدوري السعودي منذ الجولة الثانية وحتى الرابعة عشرة، كالحلم الذي لا يود إي عاشق نصراوي الاستيقاظ عنه لاسيما وأن زمن ماجد عبدالله ومحيسن الجمعان والهريفي ويوسف خميس كان قد وقف شامخا بقلوب النصراويين ليجعلهم قريبين من ناديهم حتى وهو يبتعد عن المنصات .. لكن ضريبة العودة النصراوية لم تقف على حد الساحل الأصفر، بل إن الامواج اعتلت لتثير الكثير من مكنون التنافس التاريخي العنيد بين النصر وجاره الهلال ليشهد مسرح الواقع ارتفاعا هائلا بمنسوب التنافس وصل حد الخروج عن النصر وأحيانا الفكاهة ولم تكن غرفة المواليد بعيدة عن هذا الصراع بل حتى مسابقات الجمال في الصحاري أخذت نصيبها فيما وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة (تويتر) يسجل أرقاما قياسية لهاشتاق ( متصدر_لاتكلمني) والذي اطلقته الجماهير النصراوية ولايزال متربعا فيما الهلاليون الذين تذوقوا الصدارة مؤقتا في الجولة الثامنة يعولون على فرقة الجابر لكسر الفرحة النصراوية وإيقاف الابهار النصراوي . انطلاقة شرارة التنافس المثير، بدأت عندما أطلق أحد مشجعي النصر اسم (المتصدرة) على مولودته الجديدة لينشر وثائق تسجيل الاسم رسمياً أمام الملأ معلنا شغفه بفريقه وفرحته الكبيرة بتصدره الدوري السعودي دون هزيمة، ليأتي الرد الهلالي سريعا بعد ثلاثة أيام حين أبرز مشجع هلالي وثائق رسمية تثبت تسجيل اسم مولودته (الزعيمة) وهو اللقب الهلالي الرسمي الجماهيري لتكون ساحة (تويتر) الساحة الأكثر اشتعالا من كافة الفرق الأخرى لاسيما وأن فارق الاربع نقاط لصالح النصر مازال يشعل الجماهير النصراوية ويسعدها .. فاكهة وبعيداً عن غرف الولادة نتجه إلى الصحراء، حيث رسم مشجع نصراوي عشقه بناء على ما يملكه داخل تلك الصحراء فلم يجد غير الناقة التي يشارك بها في مزايين الأبل السنوي ليقرر تسميتها (المتصدرة) ويعتمد الوشاح الاصفر شعارا لها. وبالعودة للتاريخ، فقد شهد التنافس المثير بين الهلال والنصر فاصلاً من الإثارة الإعلامية فترة تولي الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله رئاسة نادي النصر حيث يعتبر فاكهة الرياضة السعودية ورمز إثارتها الأول دون منازع، ولا يمكن أن ينسى أحد لسعاته تجاه الهلال، فيما كان نده الامير عبدالله بن مساعد رحمه الله رئيس الهلال الذهبي والذي امتاز بالعمل الجبار نحو صعود الهلال للمنصات. تعصب ولم تتوقف حتى اللحظة المناوشات الهلالية النصراوية، التي بدأ يقودها أعلاميو الفريقين من خلال منابر الصحف أو البرامج التلفزيونية أو تويتر بشكل يخرج عن النص المتعارف عليه أحيانا وهو أمر معتاد جدا لدرجة أن أبرز من تم إيقافهم عن العمل الصحفي بالسعودية هم من إعلاميي الفريقين والسبب التنافس المثير والتعصب الأعمى. ويعتبر الكثيرون، أن منافسة الهلال والنصر خلقت التعصب الرياضي بالسعودية نظراً لانعدام الثقافة التشجيعية وهو ما يساهم في حدة المواقف واشتعالها ليصل مدى ذلك للمنتخب السعودي الأول، الذي لم يكن سالما من شرر ذلك التعصب فالهمز واللمز بهويته وتشكيلته وأداء لاعبيه ينطلق أولاً وأخيراً من المدرج النصراوي الهلالي. قضية تعد آخر مشاهد الإثارة الهلالية النصراوية، هي تلك القضية التي كان بطلها عضو شرف نادي النصر ورئيسه الأسبق ممدوح بن عبدالرحمن، والذي اتهم لاعب الهلال سالم الدوسري بتناول المنشطات والهرب من تمثيل الأخضر، كما اتهم لاعب الهلال نواف العابد بمحاولة نيل البطاقة الصفراء الثانية، لعدم مرافقة الأخضر في مباراته الأخيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لأستراليا لينتفض الهلاليون ويتدخل أمير منطقة الرياض للصلح بعد أن غرمت لجنة الانضباط عضو الشرف النصراوي أربعين ألف ريال ..