عوض احمد بن جميل منكم نتعلم الصمود كم أثلج صدورنا ذلك الموقف الشجاع والملحمة البطولية التي خاضها شباب ديس المكلا ، عندما تصدوا بأسلحتهم الخفيفة لمجنزرات وطائرات جيش الاحتلال ، فردوها على أعقابها تجرجر أذيال الهزيمة ، لان قادة ذلك الجيش )الهمام( لم يعملوا حسابا لإرادة المقاومين وغابت عن أذهانهم مفردات التضحية والوفاء ، فكانوا يظنون أنهم يستطيعون بعتادهم الثقيل واستخدامهم ليس للقوة المفرطة وحسب ، بل لأقصى مالديهم من قوة ، أن يكسروا إرادة الشباب وإجبارهم على الاستسلام وبالتالي استباحة حيهم . ولكن من أين لمثل ذلك الجيش العشائري أن يعي ويفهم مثل هذه المفردات . لقد سطر أبناء الديس ملحمة وطنية بكل المقاييس ، ستسجل في تاريخ مقاومات الشعوب بأحرف من نور ، وبالتأكيد سيكون لها أثر وتأثير على مسار ثورتنا السلمية في حضرموت والجنوب عامة ، الذي نحن مازلنا مصرين على أن تبقى حراكا سلمياً ، رغم محاولات المحتل لجرنا إلى المواجهة المسلحة .. وبالطبع السلمية لا تعني السماح لقوات الاحتلال باقتحام منازلنا ، فحق الدفاع عن النفس والعرض كفلته الشرائع السماوية والمواثيق الدولية والعرف الاجتماعي .. لا وإلف لا لن تنكسر الإرادة الحضرمية و الجنوبية أبدا" وقطعا لن تستطيع عنجهية المحتل كسر شوكة أسود الديس الأبطال الذين سطروا ببسالة أروع ملاحم الصمود في الدفاع عن النفس والشرف والعزة والشموخ والكبرياء ، وبمواقفهم البطوليه المشرفه تلك نالوا احترام وتعاطف ومساندة كل أحرار حضرموت والجنوب ، الذين سارعوا للتعبير عن رفضهم لعربدة وهمجية جيش الاحتلال واستعراضه الساذج لمختلف أسلحته بما فيها الطائرات لترويع السكان الآمنين في بيوتهم ، بل أنه لم يكتفِ بالاستعراض والتخويف فقصف منازل المواطنين وقتل شاباً وجرح عديدين ، ولولا رعاية الله ولطفه ثم ثبات الشباب وصمودهم الأسطوري لبلغ عدد الضحايا العشرات . فتباً لهذا الجيش البربري وتباً لكل من أيده من أبناء حضرموت والجنوب من أدوات الاحتلال ، وتباً لكل من شرعن لتك الجرائم أو بررها بتأديب عصابات الفوضى واللصوص ، متناسيين أن عصابات الفوضى ماهي إلا صنيعة أجهزة النظام الإستخباراتية ، ولا تأتمر إلا بأوامرها . فنحن نفرق فيما بين الشباب الذين اضطروا لحمل السلاح للدفاع عن أهاليهم ونعدهم أبطالاً شرفاء ، وبين أولئك النفر الذين لا يحملون هماً ولا قضية وطنية ، وإنما ينطلقون من أهداف شخصية أو أجندة استخباراتية فيعملون على زعزعة الاستقرار واستفزاز المواطنين بالسلاح وقطع الطرقات ، فمثل هؤلاء ، لا تتشرف الثورة السلمية بانتسابهم إليها ، وندين ونستنكر أفعالهم مثلما نستنكر جرائم الاحتلال ، فمرجعيتهم واحدة الحضرمي اليوم الحضرمي اليوم