الفاشر - قنا: ترأس سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الاجتماع الثاني لمجلس إدارة تنمية وإعادة الإعمار في دارفور الذي عُقد هنا أمس. كما ترأس سعادته أمس أيضًا بمدينة الفاشر الاجتماع الثاني للجنة منسقي الحوار والتشاور الداخلي في دارفور، بحضور سعادة السيد محمد بن شمباس، المبعوث المشترك للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة رئيس بعثة "اليوناميد" في دارفور، والسيد إبراهيم كمارا، ممثل الاتحاد الإفريقي، وعدد من الشركاء وممثلي الدول المعنية. التزام بتنمية الإقليم وأكد سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء لدى مخاطبته الاجتماع الثاني لمجلس إدارة تنمية وإعادة إعمار دارفور التزام دولة قطر بتعهداتها فيما يخص المشروعات التي يتم تنفيذها في إطار برامج الإنعاش المبكر، لافتًا الى أهمية الانتقال من المنح الإنسانية الى المشاريع التنموية. وتابع سعادته قائلاً في هذا السياق إن قطر ملتزمة بالتزاماتها تجاه تنمية وإعادة الإعمار في دارفور، مبينًا أن كثيرًا من هذه المشروعات تم تنفيذها رغم بعض الظروف الأمنية الصعبة أحيانًا. كما أوضح أن قطر خصصت مبلغ 88.5 مليون دولار لمشروعات الإنعاش المبكر، ومن المتوقع أن تتم مناقشة هذا الموضوع مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وتوقيع اتفاق بهذا المبلغ قريبًا، مشيرًا إلى أن قطر دفعت 10 ملايين دولار من إجمالي المبلغ المذكور. كما أشار الى أنه تم تنفيذ مشروعات إسكان وإنعاش مبكر في 5 قرى بولايات دارفور الخمس بكامل خدماتها من مدارس ومراكز صحية ومراكز شرطة وغيرها من الخدمات وذلك بمبلغ 31 مليون دولار، بهدف جذب وتشجيع النازحين واللاجئين للعودة الطوعية.. وقال إن هذه القرى تتسع لقرابة 150 ألف نسمة، متمنيًا أن تتم عملية التوزيع بطريقة لا تسبب مشاكل وترضي الجميع، وحدد سعادته شهر أكتوبر القادم لعقد الاجتماع الثالث بالخرطوم. توحيد الرؤى من ناحية أخرى، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء في الكلمة التي ألقاها أمام الاجتماع الثاني للحوار والتشاور الداخلي الدارفوري - دارفوري إن هذا اللقاء يهدف للتحضير لآلية الحوار والتشاور الداخلي في دارفور للوقوف على التقدم الذي تم إحرازه في الاجتماع الأول في ديسمبر الماضي ولمعرفة ما يمكن عمله في المرحلة القادمة. ونوّه سعادته إلى أن وثيقة الدوحة للسلام في دارفور هدفت أن ينظر الحوار الدارفوري - دارفوري الى قضية دارفور من المنظور الاجتماعي وذلك عن طريق إيجاد علاقة بين الأطراف المتنازعة وتوحيد الرؤى تحت قيادة تمثل كافة أهل دارفور بالتركيز على الحل الداخلي وإقناع الحركات المسلحة بالانضمام إلى مسيرة السلام، لافتًا إلى أن أهل دارفور يتأثرون كثيرًا بالمدخل الاجتماعي للعلاقات والأواصر التي تربط بين الناس، وقال إنه بهذا الحوار ستكتمل الرؤية وسيقف الناس على ما هو واجب لتحقيق السلام. وأشاد سعادة السيد آل محمود في سياق متصل بورشة عمل آلية التخطيط للحوار الدارفوري الداخلي والتشاور التي نظمتها "اليوناميد" يومي 18 و19 فبراير الماضي بالتعاون مع مركز دراسات السلام بجامعة الفاشر. تعزيز التصالح الاجتماعي وقال: إننا نتفق مع مخرجات الورشة على ضرورة اعتماد واتباع منهج فعّال وشامل للحوار والتشاور بمشاركة واسعة تبدأ من القاعدة الى القمة لحل القضايا في كل المستويات. وشدد سعادة آل محمود في كلمته على أنه يتعين على هذا الحوار، بالإضافة إلى ما تم ذكره، الدعوة لتعزيز التصالح الاجتماعي والتعايش السلمي بين جميع مكونات مجتمع دارفور وكذلك نبذ النزاعات والاحتراب القبلي وتعزيز دور الإدارة الأهلية في تسوية النزاعات المحلية. وطالب سعادته بضرورة اشتراك النازحين واللاجئين في هذا الحوار بالرغم مما يعانيه هؤلاء من أوضاع إنسانية مؤلمة. وتوقع أن يرسل هذا الحوار رسالة قوية للحركات المسلحة التي لم تنضم بعد الى التخلي عن العنف والجلوس الى مائدة التفاوض مع الحكومة بأسرع وقت ممكن، لأن هذه الحوارات لا يمكن أن تؤتي أكلها إلا إذا تهيأت لها الأوضاع الأمنية المستقرة. ونبّه سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الى أنه على أهل دارفور الذين اتخذت أرضهم مسرحًا لحرب مؤسفة واستغلت قضيتهم لأغراض لا ناقة لهم فيها ولا جمل أن يعضوا بالنواجذ على الحوار الدارفوري ومعهم كافة أبناء السودان الوطنيين الحادبين على سلامة أراضيه وأمنه. ومضى سعادته قائلاً: "إن رهاننا على عزيمة أهل دارفور وقدرتهم على تجاوز المحن هو الذي أعطى المصداقية لعملية السلام في الدوحة، وهو الذي ألهم الوساطة الصبر على التحديات". وشدد على أن قضية الحوار الدارفوري الداخلي والتشاور ضرورة قصوى ليس فقط في إطار تنفيذ وثيقة الدوحة، ولكنها ضرورة ملحة من أجل الاندماج الوطني وعلاقاتها الوطيدة بقضايا التنمية المستدامة. وأعرب سعادته عن تطلعه لأن تتولى آلية الحوار عند اكتمال بنائها معالجة محور الحركات المترددة للحاق بالسلام وفتح آفاق الحوار معها مها كلف الأمر، مشددًا على أن سلامة المجتمع وفتح المسارات السياسية لكافة مكونات الأزمة ، يتطلب الصبر والسعي الصادق المنزه عن الأطماع والخلافات الشخصية. الضرورة الملحة وتابع سعادة السيد آل محمود قائلاً في كلمته: "إننا ننظر لهذا الحوار كضرورة ملحة في ظل عدم وجود كيانات سياسية تجمع أهل دارفور وعدم وجود وسائط إعلامية مستقلة تعبر عن آرائهم ، كما يمكن أن يكون هذا الحوار منبرًا لتقديم العهود لحماية ما تم الاتفاق عليه بسلطة الأخلاق والأعراف والتقاليد وإرادة الأيمان التي عرف بها أهل دارفور". وأضاف سعادته قائلاً : إننا ننظر لهذا الحوار باعتباره أقصر الطرق لتوفير الحلول لمشكلات دارفور وسيكون فعّالا إذا بدأ أهل دارفور بمحاورة أنفسهم أولاً بشرط أن يشمل ذلك كل مكونات أهل دارفور ثم ينظر الحوار بعد ذلك في إجراء حوارات أخرى مع الحكومة أو مع حملة السلاح أو مع غيرهم من أصحاب المصلحة. وناشد في هذا السياق لجان تسيير هذا الحوار أن تنتهج أفضل الوسائل العملية المتاحة لإجراء الحوار ، كما تستطيع اليوناميد أن تساهم بخبراتها في هذا المجال مع الأخذ في الاعتبار السياق العلمي لدارفور والطبيعة الفريدة للمجتمع الدارفوري. وتمنى سعادته في ختام كلمته أن تكلل الجهود بالنجاح وأن تشهد بداية قوية للحوار في القريب العاجل. وقد ناقش اجتماع إعادة الإعمار والتنمية في دارفور المنح التي تم توفيرها وتقديمها لهذا الغرض والبرنامج المعد لذلك والمشاريع والإنجازات التي تحققت بالإضافة الى عرض بعض المشاريع قيد التنفيذ. وبهذه المناسبة قدّم سعادة الدكتور أحمد المريخي مدير عام صندوق قطر للتنمية ومدير إدارة التنمية الدولية بوزارة الخارجية عرضًا للمشاريع التي نفذتها قطر ومجالات الإعمار في التنمية والبناء والتأهيل والعودة الطوعية وتمكين المرأة وتعزيز الوئام الاجتماعي. كما تحدث الدكتور التيجاني السيسي، رئيس السلطة الإقليمية لدارفور، عما قامت به السلطة والحكومة من مشروعات..كما تحدث الدكتور علي الزعتري منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية والتنمية والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالسودان من ناحيته عن استراتيجية تنمية دافور واستحقاقاتها والمطلوب من الشركاء خلال المرحلة المقبلة . وكان سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود قد وصل الى الفاشر أمس في زيارة تستمر يومين يرأس خلالها اجتماعات إعادة الإعمار والتنمية في دارفور والحوار الداخلي الدارفوري- دارفوري والاجتماع الثامن للجنة متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور. وأكد سعادته في تصريحات بمطار الفاشر أن وثيقة الدوحة تسير في تنفيذها حسب ما هو مخطط له، كما أكد أهمية الحوار الدارفوري - الدارفوري لرتق النسيج المحلي في دارفور . وكان في استقبال سعادته سعادة الدكتور التيجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية لدارفور وسعادة السيد راشد عبدالرحمن النعيمي سفير قطر لدى الخرطوم وسعادة السيد عثمان يوسف كبر والي شمال دارفور وسعادة محمد بن شمباس الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة رئيس بعثة "اليوناميد" في دارفور والشركاء. وقد جرى لسعادته بالإضافة الى الاستقبال الرسمي استقبال شعبي كبير بمطار الفاشر. حضر الاجتماعات سعادة سفير دولة قطر لدى السودان. جريدة الراية القطرية