على متن حافلة صغيرة (باص) مررنا بجوار فندق عدن موفمبيك – أضخم فنادق المدينة - وأخذ أحمد الحسني وعلي يامي يسردان قصة 17 عام قضوها في خدمة الفندق قبل أن يتم تسريحهم مع باقي العمال بحجة خضوع الفندق لعملية ترميمات إجبارية من قبل وزارة السياحة أثناء استعدادات اليمن لاستضافة خليجي20 عام 2009 م. الحرارة مرتفعة في عدن حاضرة مدن الجنوب .. وخط الجسر أخذ يطول،كنت منصتا لحديث الصديقين عن ذكرياتهما يصاحب ذلك تنهيدات آلم على ضياع الفندق وفقدان تلك الأيام..صرخ صاحب سيارة أخرى من الخلف كان يريد التجاوز –وكنا نسير ببطء ولم نأبه للطريق-أخذتني الذكريات معهما وعشت لحظات جميلة، قبل أن يقاطعنا مالك السيارة الأخرى الذي تجاوزنا بسرعة عالية كسرعة الأيام والسنوات التي مرت على إغلاق فندق عدن دون معرفة الأسباب الرئيسية التي أطالت فترة إغلاقه. "انتهى الحال بموظف عمل معنا إلى جمع قوارير البلاستيك ليبيعها في سوق خردة بمئات الريالات،"هكذا يقول يامي عن واحد من أهم عمال فندق عدن. من يصدق أن عامل الخدمات الشاب "صديق محمد " هو ذلك الشاب الذي شوهد في أحدى تجمعات بيع العلب البلاستيكية، بعد أن قضى أكثر من 15 عاما يعمل في أضخم فنادق المدينة . "صديق محمد" أحد الشباب الذي تم تسريحهم من الفندق وصل به الحال إلى جمع علب المياه ليتمكن من العيش ، فيما هناك بعض الموظفين يعانون حالة نفسية ,وآخرون لم يتمكنوا من تسديد قيمة العلاج كمثل العم ناجي الذي أصيب بفشل كلوي ويقف في مأزق بسبب المبلغ المطلوب منه تسديده . منذ سنوات وعباس محمد ينتظر عودته مجدداً للعمل، بعد أن تلقى وعود هو وزملائه بالعودة مجدداً بعد أن تنتهي شركة مقاولات من استكمال بعض الترميمات في مبنى فندق عدن - أشهر فنادق المدينة – بيد أن هذا لم يحدث فمنذ أكثر من خمس سنوات تمكنت إدارة الفندق من التخلص من 149 عاملاً فندقياً ، متخذة من الترميمات حجة لإغلاق الفندق إلى غير رجعة . عملية ممنهجة التقينا المدير العام للفندق فضل الهلالي وهو آخر مدير للخمس السنوات الأخيرة من حياة الفندق ، واختصر علينا الكثير من الكلمات وقال معلقا على سؤالي عن من وراء إغلاق فندق عدن ؟ قال : لا تتعب نفسك حال فندق هو جزء مما يمر به الوضع في الجنوب بشكل عام. بهذه العبارات المختصرة أوضح الهلالي أن إغلاق الفندق هو عملية منظمة وقعت على آخر المؤسسات الحكومية في الجنوب وأخرجتها عن الخدمة ، وأضاف الهلالي : هذا ليس مستغرب على هذه الحكومة التي انتهجت هذا النهج مع كافة المؤسسات في الجنوب . إذا ثمة ما يشبه المسرحية أدارتها عدة جهات انتهت بخروج فندق عدن عن الخدمة على الرغم أن 45 مليون دولار صرفت لترميمات داخلية ، فيما تطالب الشركة المنفذة بأكثر من 20 مليون دولار لاستكمال الترميمات ..وهذه المبالغ من شأنها أن تنشأ فندق جديد. الشركة اتحاد المقاولين العرب ccc"" هي الشركة التي قامت بترميمات الفندق بمبلغ 45 مليون دولار ، فيما يقول عاملون إن الفندق لم يكن بحاجة لكل تلك الترميمات ، وفي الوقت الذي تطالب فيه الشركة مبلغ إضافي مقداره عشرين مليون دولار ، يتساءل الكثير عن مقدار الترميمات الحقيقة داخل الفندق ، وعن مدى الاختلاسات الغير قانونية التي وقعت فيها جهات مختلفة . البسطاء لا قانون يحميهم تحتفظ الصحيفة بملف متكامل يحوي أوراق بخصوص أوضاع العمال الذين يتعرضون للمماطلة وتأخير صرف مستحقاتهم ، ويبدو أنها لن تصرف فمثل هذه الأوامر لا تصرف، لعمال بسطاء ، فصخر الوجيه يتجاهل مثل هذه الشريحة ، ربما يحتاج عمال الفندق إلى قبيلة أو إلى حزب كحزب الإصلاح كي لا يحتاجون لكل هذا الوقت وهذه المماطلة . قبل إغلاق الفندق صرفت أدارة الفندق راتب لكل عامل ووقعت العال على ورق توضح أن الموقع على الورقة د أستلم مستحقاته حتى أخر يوم دوام له في الفندق قبل الإغلاق ، على الرغم أن الأمل ظل يراود العمال بالعودة مجدداً بعد انتهاء الترميمات ، وهذا الذي لم يحدث. ويتهم عصام السنيني مدير مكتب السياحة بصنعاء ونبيل الفقيه وزير السياحة السابق بالوقوف سبباً في وصول الفندق إلى ما هو عليه اليوم . ترميمات وإيقاف نهائي رمم الفندق بشكل أولي في العام 2008 م وافتتح الفندق بعمال جدد غير من تم تسريحهم ، واستقبل وافدين في خليجي عشرين ، وعاد مرة أخرى ليخضع للترميم مجدداً بعد انتهاء الخليجي وما يزال مغلقاً حتى هذه اللحظة . وفي وقت سابق كانت المؤسسة الاقتصادية ستضم الفندق لأملاكها وشرعت في عمل ترميمات بسيطة وحين لم يتم لها الأمر قامت المؤسسة بتعطيل كافة الترميمات التي كانت قد أجرتها على الفندق. تم إيقاف الفندق إجباريا من قبل وزارة السياحية ليخضع للترميمات ويقول المحامي الخاص بقضية فندق عدن إن الحكومة اليمنية عوضت التاجر المؤجر للفندق ب 7 مليون دولار ، قبل أن تسحبه من الملاك ، واستعانة بشركة أردنية لتشغيل الفندق أثناء خليجي عشرين وكان يفترض أن تقوم بتعويض العمال وليس الملاك لكون الفندق يعد مؤسسة حكومية وليس خاصة. وبحسب مذكرة رقم 96 / 6/ 2422 صدرت قرارات وزارية أصدرها رئيس الوزراء باسندوة قضت بتعويض العمال، وصرف المستحقات العمال ،ولكن هذه الأوامر بالصرف لم تلق أي قبول لدى صخر الوجيه الذي رفض صرف المبلغ وأحال التوجيه مجدداً إلى وزارة السياحة وعادة ووزارة السياحة الموضوع مجدداً إلى رئاسة الوزراء التي بدورها وجهت وزارة المالية بالصرف وبقيت الورقة تدور في فلك هذه الثلاثة الأماكن . من وراء إيقاف الفندق. تقول روايات إن رجل الأعمال المعروف وصاحب الثروة الطائلة التي ازدهرت عقب حرب صيف 94 الشيخ حميد الأحمر قدم عروضا لشراء الفندق وضمه لممتلكاته ، بيد أن هذه الصفقة لم تنجح ، خصوصاً أن إحدى الشركات التي تدير الفندق هي شركة تابعة لنجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أحمد علي . ويطالب العمال بمبلغ وقدرة 83 مليون ريال مضاف إليها 60,680 دولار أمريكي لعدد 194 عاملاً، إضافة إلى أتعاب المراجعة والفحص والمتابعة مبلغ، 6,739,98 ستة مليون وسبعمائة وتسعه وثلاثون . لمؤتمر الوطني لشعب الجنوب