اطلع وفد إعلامي من ممثلي الصحف المحلية، خلال زيارة لروسيا، أخيراً، على تجربتها في مجال أنظمة النقل الذكية، وتطبيقها لأول نظام متكامل لإدارة المرور خلال الفعاليات الضخمة، ومعالم البنية التحتية للطرق، إذ نجحت من خلاله في خفض نسبة الحوادث بمعدلات عالية، والقضاء على مشكلة الازدحام المروري. وقام الوفد الإعلامي بزيارة شركة «إن جي أو» الروسية، المتخصصة في هندسة أنظمة المرور الذكية، التي نفذت الأنظمة المرورية الذكية، والمسؤولة عن تنظيم حركة المرور خلال فعاليات الأولمبياد الشتوية التي استضافتها مدينة سوتشي الروسية أخيراً. وطوّرت الشركة قبيل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية، ودورة الألعاب الشتوية للمعاقين في سوتشي، نظاماً متكاملاً لإدارة المرور في روسيا، ليواكب احتياجاتها لاستضافة الفعاليات الضخمة، وأسهم ذلك في تحقيق سلاسة تامة في تدفق الحركة المرورية في المدينة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية، وتحسن إمكانات الطرق، وتقليل الوقت المستغرق في التنقل في المواصلات العامة أو الشخصية، إضافة إلى تحسن أوضاع البيئة في المدينة. وبفضل البرمجيات المتطورة في النظام المروري المطبق في روسيا، أصبح في الإمكان إدارة حركة المرور بشكل أوتوماتيكي أو مؤتمت أو يدوي، إذ يتيح النظام المطبق للمستخدم قراءة ومعالجة البيانات الواردة من أجهزة كشف حركة المرور ومحطات الرصد الجوي، ليتعرف تلقائياً إلى المواقف المختلفة في حركة المرور، والكشف عن الوقائع والحوادث، واتخاذ القرارات والإجراءات الملائمة، وإدارة الإنذارات، وعكس الإشارات الضوئية. ويوفر النظام أكثر من 20 نمطاً خاصاً لإدارة المرور المؤتمتة، تأخذ في الحسبان كل المواقف المحتملة، مثل الظروف الجوية السيئة، أو الأزمات المرورية، أو حوادث المركبات والاختناقات وغيرها، ويمثل كل نمط منظومة مختلفة، يتم تشغيلها بشكل مستقل عن الأنماط الأخرى، لتسهم في إدارة تدفق حركة المرور. وقال نائب مدير شركة «إن جي أو»، ديمتري ليخوته، إن الشركة شاركت في الاستعداد لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2014 التي استضافتها روسيا للمرة الأولى، فقدمت حلولاً ذكية لمشكلة المرور خلال استضافة الفعاليات الشعبية الكبرى، ونجحت في تطوير نظام متكامل لإدارة المرور، أسهم في تحسين نوعية المواصلات المهيأة للركاب في جميع وسائل النقل، بما فيها تلك التي لا تستخدم الشوارع، وكذا إدارة حركة الشحن عبر شبكة الطرق في المدن، والعمل على أتمتة عملية إدارة المرور. وأضاف أن نظم المرور الذكية التي تم تطبيقها أسهمت في خفض الأزمات المرروية بنسبة 25%، وتقليل الوقت اللازم للتنقل بواقع 10 إلى 15%، وتقليل انبعاثات أكسيد الكربون والكربوهيدات والغازات الضارة بواقع 5 10%، فضلاً عن تقليل استهلاك الوقود بنسبة 5 15%. وأشار إلى أن نظم المرور الذكية، التي تم تطبيقها في مدينة سوتشي، وفرت خدمات مرورية سلسة لكل الفعاليات الرياضية، وقضت على مشكلة الازدحامات المرورية، حتى أثناء أوقات الذروة المصاحبة لدورة الألعاب الأولمبية، وأسهم في ذلك أيضاً توفير إمكانات النتقل للمشاركين في الفعاليات الأولمبية وللمقيمين وزوار المدينة، عبر عدد وافر من محطات المواصلات و15 نفقاً و20 جسراً وعدد من جسور وممرات المشاة. ولفت إلى «إن جي أو» تعد الشركة الروسية الوحيدة التي تتمتع بإمكانات متكاملة لتنفيذ المشروعات الضخمة في مجال أنظمة المرور الذكية، إذ توفر أنظمة محوسبة لإدارة المرور وتطوير البرمجيات لتلك الأنظمة وعملياتها، إضافة إلى تصنيع وتوريد أجهزة دفع الأجرة للركاب وتوفير الإضاءة والبرمجيات والعتاد لمجموعة متنوعة من التطبيقات. وذكر أن الشركة طورت برمجيات تتألف من وحدات متعددة، صممت لأتمتة إدارة المرور على الطرق السريعة والشوارع في الضواحي، كما طورت أنظمة تسهم في تحسين عمل مركز التحكم من خلال دمج أبرز مهام إدارة ومتابعة حركة المرور في واجهة واحدة. وأشار إلى أن الشركة تقدم حلولاً للمدن الكبري التي تعاني الازدحام، التي تمثل منظومة معقدة من شبكات الطرق، وتقاطعات الطرق السريعة، والمفترقات، والجسور، والأنفاق، وغيرها، وتضمن الحلول للمدن الكبرى وجود إدارة فعالة لحركة المرور، قائمة على تبادل البيانات بين كل أطراف حركة المرور، ما يوفر إرسالاً متدرجاً لإدارة المرور، منها إشارات الرسائل المتباينة، وشاشات الرسائل المتباينة، والإشارات الضوئية القابلة للتغيير، كما تقدم حلولاً للطرق مدفوعة الرسوم، مثل أنظمة تحصيل الرسوم، وتطبيق النظام المؤتمت لإدارة حركة المرور والإضاءة الخارجية وتزويدة الكهرباء. وتعمل الشركة حالياً على تصميم وإنشاء طريق موسكو-سانت بطرسبيرغ في منطقة 15 58 كيلومتراً، والواقعة شمال إقليم موسكو، وتحديداً في ضواحي خيمكي وسولنشنوغورسك، وفي إطار هذا المشروع، تخطط الشركة لتحسين الظروف المرورية على الطريق السريع الرابط بين كبرى المدن الروسية، عبر تطبيق نظام جديد للتعرفة المرورية، وتحقيق انخفاض ملموس في الآثار السلبية التي تتركها الطرق على البيئة. وذكر ديمتري أن المدن العصرية الكبرى هي منظومة معقدة، تتضمن شبكات الطرق، وتقاطعات الطرق السريعة، والمفترقات، والجسور، والأنفاق، وغيرها، ومن أبرز مزايا بيئة المدن وجود كميات كبيرة من التقاطعات التي تتحكم فيها الإشارات الضوئية ضمن شبكة الطرق، مشيراً إلى أن «إن جي أو» تقدم حلولاً للمدن الكبرى عبر معدات مختلفة لإدارة المرور، منها إشارات الرسائل المتباينة، وشاشات الرسائل المتباينة، والإشارات الضوئية القابلة للتغيير. الامارات اليوم