انور سلطان ان الاحتلال اليمني يستخدم القاعدة كورقة ليس الا لتدمير مدن الجنوب، وليست ابين ببعيد، ولارهاب الشعب الجنوبي كما حدث في الشحر وغيل باوزير، وكورقة استرزاق، وايضا ورقة توت لصرف الانظار عن حدث سياسي ليس في صالحه كما حدث في مليونية المكلا الاخيرة. وايضا لايهام الشعب الجنوبي ان القاعدة اكثر خطرا عليه من الاحتلال نفسه الذي استخدمها لاحتلال الجنوب. ان القاعدة ليست خطر حقيقيا على الجنوب، فقوامها لا يسمح لها بان تسيطر على الجنوب. وبهذا فالاحتلال اليمني يستخدم وهم خطر القاعدة لابعاد انظار الشعب الجنوبي عن خطر الاحتلال نفسه القائم في الجنوب. ان الاحتلال العسكري اليمني الذي حل منذ 1994م هو التدمير الحقيقي والكارثة الواقعة التي يجب ان تزول، واذا كانت القاعدة خطرا، فلم تكن كذلك الا لوجود الاحتلال، فبوجوده وجدت، كما وجدت عصابات المخدرات وتجارتها، وكما وجد الخوف وانعدام الامن، وكما وجدت البطالة، وغير ذلك من سلبيات ومضاعفات وعوارض للاحتلال. فالاحتلال هو الاصل الذي يجب ان يُعالج. على الجنوبيين، وخاصة المشايخ والاعيان، ان يبلغوا القاعدة ان السيطرة على المدن او الاقتراب منها لن يفيد القاعدة بل سيعطي الاحتلال اليمني وجيشه، الذي تدعمه امريكا لقتال القاعدة، ذريعة فقط لتدمير مدن الجنوب والاضرار بمصالح الناس، واذا لم ترد القاعدة عداء الناس لها عليها ان الا تجعل من نفسها ذريعة الاحتلال. كما ان على اللجان الشعبية ادراك هذه الحقيقة والا تتورط في حرب القاعدة، ان مهمتها المساعدة في حفظ الامن لا حرب القاعدة، لان المهمة الاخيرة مهمة الاحتلال الذي جلب كل الكوارث والجرائم الى الجنوب ووطنها فيه. ان العمل على ازالة الاحتلال اليمني للجنوب هو الهدف الاساسي الذي لا يجب ان تنصرف الانظار عنه، لانه هو الكارثة الواقعة والحاضنة لكل السلبيات الاخرى التي جاءت معه. وعلى الجنوبيين ان يتحولوا الى قاعدة سياسية موحدة وقوية في ارضهم حتى يتمكنوا من طرد هذا الاحتلال. وذلك عبر التنازل والانفتاح اكثر على بعضهم، والاستجابة لعقد مؤتمر جنوبي جامع، وان يتعبرو دعوة المؤتمر الجنوبي الجامع مبادرة لا املاء، كما قرأ بعض ضيقي الافق. اما اشتراط ان يحوز هذا المكون او ذاك الغالبية في قوام المؤتمر لضمان سيطرته، وليس الانطلاق من ان تكون الغالبية هي للهدف والفكرة، فلن تكون نتيجته الا التلاشي والاضمحلال للحراك. ان هذه القيادات التي تتصدر المشهد عليها ان تعرف انها ليست كفوءة وليست مقنعة للكثير، ناهيك ان تكون ملهمة، ولا يرغب الكثير في يسير خلفها، ولا خلاص من هذا الامر الا بانشاء تنظيم سياسي عبر مؤتمر جامع يستطيع ان يعيد الزخم الى الشارع بشكل اكبر، ويكون هذا التنظيم، وليس فلان وعلان، هو القائد للشعب وطليعته النضالية. تاج