صحة برلين – شلل العصب الوجهي يعد من أكثر أمراض الأعصاب شيوعا، وقد يصيب هذا الشلل المعروف باسم 'شلل العصب السابع' أي شخص من دون سابق إنذار.تتشابه أعراض العصب الوجهي مع السكتة الدماغية يستلزم شلل العصب الوجهي الخضوع الفوري للعلاج، للتخلص من آثاره الخطيرة التي تعيق المريض عن التعبير بوجهه أو التحدث أو التذوق. وقد قال طبيب الأعصاب الألماني، غونتر تايسين، إنّ عصب الوجه هو العصب السّابع بين مجموعة أعصاب المخ التي يبلغ عددها ال 12 عصبا، لذا يُسمى هذا المرض أيضاً باسم "شلل العصب السابع"، مع العلم أنّه المسؤول أيضا عن القيام بإيماءات الوجه، كما يعمل على إمداد جزء من الغدد اللعابية والغدد الدمعية أيضا، وله الدور الأساسي في حاسة التذوق بالمنطقة الأمامية من اللسان. وأضاف تايسين أن كل هذه الوظائف، أو جزءا منها، يتعطل في حال حدوث أي ضرر في هذا العصب، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة أنواع من شلل العصب الوجهي هي؛ شلل العصب الوجهي المركزي، وشلل العصب الوجهي الطرفي، وشلل العصب الوجهي مجهول السبب. وأشار تايسين إلى أنّ النوع الأخير هو الأكثر انتشارا، حيث لا يتم التوصل إلى سبب الإصابة بشلل العصب الوجهي لدى ثلثي المرضى تقريبا، ويمكن أن يصاب به أيّ شخص وبشكل مفاجئ تماما. وأردف طبيب الأعصاب الألماني قائلا: "إنّ الإصابة بشلل العصب الوجهي المركزي تنتج عادة عن إصابة في المخ، يمكن أن ترجع مثلا إلى السكتة الدماغية أو إصابة الجمجمة نفسها وكذلك الإصابة بأورام والتهابات بالمخ، أما الشلل الطرفي فيصيب جزءا من العصب فقط". ويوضح اختصاصي طب الأعصاب الألماني، جوزيف هيكمان، من جهته، أن أعراض الإصابة بشلل العصب الوجهي تتشابه مع أعراض السكتة الدماغية، إذ غالبا ما يصاب المرضى بالشلل في ناحية واحدة من الوجه، كما يفقدون قدرتهم على القيام بأية إيماءات كالعبوس مثلا، وكذلك لا يمكنهم تحريك جفنهم بالإضافة إلى تدلي زاوية الفم. عادة ما تتلاشى نسبة 80 بالمئة من حالات الإصابة بشلل العصب الوجهي مجهول السبب في غضون بضعة أسابيع كما قد يشعر بعض المصابين أيضا بتنمّل في الوجنة أو بضغط في الأذن على الناحية المصابة من الوجه، إلى جانب بعض الاضطرابات في حاسة التذوق، وكذلك فرط التحسس تجاه الأصوات. وشدد الطبيب تايسين على ضرورة استدعاء طبيب طوارئ على الفور، إذ لا يمكن للشخص العادي غير المتخصص معرفة ما إذا كانت هذه الأعراض تُعزى للإصابة بسكتة دماغية أم لشلل العصب الوجهي. ويقول هيكمان: "إن شلل العصب الوجهي قد يكون ناجما عن الإصابة بمرض لايم أو عدوى فيروسات الهربس العصبي مثل ما يُسمى بالحزام الناري، وإذا اكتشف الطبيب أن شلل العصب الوجهي هو عرض لأحد الأمراض فإنه يعالج المرض الأساسي حينها". وإذا لم يتحقق الطبيب من وجود مرض أساسي، فإن هذا لا يعني أن شلل العصب الوجهي ليس له سبب. حيث أوضح هيكمان أن العلماء في وقتنا الحالي يتناقشون حول العلاقة بين هذا الشلل وبين إعادة نشاط فيروس الهربس العصبي البسيط. وبَيّنَ الطبيب الألماني أنّ التهاب جزء من الأعصاب، يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بوذمة في القناة العصبية، ربما يكون أحد الأسباب المحتملة للإصابة بشلل العصب الوجهي. وشدد هيكمان على ضرورة الخضوع لعلاج هذا النوع من الشلل، محذرا من أن فقدان القدرة على إغلاق الجفن يمكن أن يؤدي إلى جفاف قرنية العين، مما يؤدي إلى التهابها. لذا ينبغي على المرضى ترطيب أعينهم باستخدام مرهم بانثينول المخصص للعيون، إلى جانب حماية العين ليلا باستعمال لاصقات العين الشفافة. هناك ثلاثة أنواع من شلل العصب الوجهي هي؛ شلل العصب الوجهي المركزي وشلل العصب الوجهي الطرفي وشلل العصب الوجهي مجهول السبب ويطمئن طبيب الأعصاب قائلا "إنه عادةً ما تتلاشى 80 بالمئة من حالات الإصابة بشلل العصب الوجهي مجهول السبب في غضون بضعة أسابيع، في حين تستمر مرحلة العلاج في حالات نادرة للغاية لمدة تصل إلى شهور وربما أعوام، وقد لا يتلاشى الشلل إلا بشكل جزئي، وفي هذه الحالات قد تكون الجراحة خيارا لاستعادة القدرة على إغلاق جفن العين وتجنب إصابة القرنية". من جهة أخرى، أوضح البروفسور ماركوس بلونير، أخصائي الالتهابات العصبية في ميونخ، "أنّه هناك مرض آخر معدي تنقله حشرات القراد يؤدي إلى شلل العصب الوجهي". كما شدّد الطبيب بلونير على ضرورة إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للمريض، للتأكد من عدم وجود أورام تقف وراء الإصابة بهذا المرض. ويوصي الأطباء بتطبيق رياضة عضلات الوجه واستخدام الكورتيزون. ريتاج نيوز