- شلل الوجه (اللوقان) ، أو ما يطلق عليه شلل العصب السابع للوجه .. مشكلة تفقد الوجه وسامته وجماله ، واضعة المريض أمام معاناة كثيرة على الصعيدين النفسي والبدني ، ولا أقول عارضة ، لأن من الحالات ما يأتي مصاحب لأمراض أو اصابات في الرأس أو الدماغ ، وعليها وعلى العارض من الحالات نحط رحالنا في اللقاء الذي جمعنا بالدكتور/ عارف صويلح أخصائي أمراض نفسية وعصبية ، وقوفاً على المشكلة بظروفها ودواعيها وعلاماتها وكيفية علاجها مع عرض تفاصيل أخرى جاءت ضمنا في هذا اللقاء .. فإلى ما جاء فيه اللوقان وأسبابه فهم حقيقة شلل الوجه (اللوقان) يجعل الكثير من الناس يعدلون عن اللجوء للمشعوذين .. فما أصل هذه المشكلة ؟ وما أسبابها ؟ شلل الوجه (اللوقان) ليس على نحو ما يظنه البعض نتيجة مس شيطاني أو بسبب البرد ، إنما المشكلة تكمن في العصب السابع ، وهو العصب المحرك لاحدى عضلات السمع واللسان والغدد الدمعية ، المسؤول عن حركة العضلات التعبيرية للوجه ومنعكس القرنية ، ووظيفته الأساسية تزويد العضلات التعبيرية للوجه بالأعصاب الحركية. إن أسباب شلل عصب الوجه كثيرة متنوعة .. البعض منها يأتي مصاحب لمرض خطير ، وهذه الأسباب في مجملها عائدة إلى : جلطة دماغية نزفية أو لنقص التروية الدماغية. وجود ورم في الدماغ. سرطان في الأذن الداخلية. اصابة الجمجمة. التهاب الأذن الوسطى. (بيلز) أو (رمزي هنت). ويصنف شلل العصب السابع إلى احادي الجانب ، وثنائي الجانب. ولعل أهم أسباب الأحادي الجانب : الشلل العلوي (المركزي) : وأسبابه : - غالباً ما يكون سببه وعائي. - نزيف أو نقص التروية الدماغية. - وجود ورم في الدماغ. - التصالب المتناثر. ويظهر عموماً بشكل ضعيف في الجزء السفلي من الوجه ، أي لا يؤثر أو يعيق إغلاق العين والجزء العلوي من الوجه ولا تختفي معه تجاعيد الجبهة. الشلل السفلي (الطرفي) : وأسبابه : - غالباً (بيلز بلس Herpes Simplex) - ورم الغدة النكافية. - لوجود إصابة بالرأس. - ورم في قاعدة الدماغ. حيث يظهر بشكل ضعيف في كل العضلات التعبيرية للوجه في نفس الجانب. وسيكون حديثنا فقط حول شلل الوجه أحادي الجانب الطرفي كونه الأكثر شيوعاً في مجتمعنا اليمني. ذكرت أحد أسباب شلل الوجه الذي يطلق عليه (بيلزبلس) .. فهل من توضيح لهذا السبب ؟ (بيلز بلس Herpes Simplex) حالة شائعة حادة يحصل فيها شلل العصب السابع الأحادي ، ناجمة عن إصابة فيروسة على الأرجح ، وهذه الاصابة تؤدي إلى تورم العصب داخل القناة في عظم الجمجمة ، ومن المحتمل أن يكون المسؤول عن بداية فقد توصيل النبضات العصبية ، وبالتالي حدوث شلل في عصب الوجه ، وهذه الحالة تعد الأكثر شيوعاً بين النساء الحوامل ومرضى السكر. طبيعة الأعراض ما الأعراض المصاحبة لشلل عصب الوجه (اللوقان) ؟ أعراض شلل الوجه منها ما يشعر بها المريض ، فمن المحتمل أن يشعر بألم في الوجه وحول الأذن قبل فقد الحركة في جهة واحدة من الوجه. كما يشعر المريض بضعف في حاسة التذوق في الجزء الأمامي (ثلثين من اللسان لدى بعض المرضى) ، وكذا يشعر بضعف واضح في جانب واحد من الوجه. فيما يلاحظ عدم تمكن المريض من الشرب إلا من الزاوية المصابة من الفم. بالإضافة إلى تجمع الطعام في الفم في الجزء المشلول. أما العلامات التي يلاحظها الطبيب ، فهي : - اختفاء تجاعيد الجبهة في الجزء المصاب. عدم القدرة على إغلاق العين في الجانب المصاب. ظاهرة (بيلز) .. محاولة الدوران العلوي لكرة العين في محاولة لإغلاق العين المصابة. - اختفاء ثنية الابتسامة. - فقد القدرة على سحب زاوية الفم عند تبسم المريض ، تبرز معها اسنانه في الجانب المصاب من الوجه يكون فيه انحراف الفم للجهة غير المصابة. اختبارات الاثبات ما الآلية المتبعة للتشخيص والكشف عن المرض بما في ذلك الحالات التي لا يظهر فيها بوضوح وجود شلل في الوجه ؟ لدينا ما يطلق عليه اختبارات الاثبات ، حيث نطلب من المريض ان ينظر إلى الأعلى في حين يكون رأسه مثنى إلى الأسفل لنجد خطوطاً أفقية تظهر على الجبهة ، وبمقارنة نصفي الجبهة إذا كان أحد النصفين مسطح لاتوجد انثناءات فيه، فهذا يدل على أن الإصابة طرفية في نفس الجهة. أما إذا كانت الإصابة مركزية ، أي في الدماغ ، فيظهر الشلل فقط في النصف السفلي من الوجه ، في الجزء الأسفل منه (تحت العين). الأمر الآخر يطلب من المريض أن يغلق عينيه بقوة ، ثم يقوم الطبيب بفتحها بنفسه ليلاحظ القوة التي يحتاجها لكل جانب ، فالعين المصابة تتضح هنا .. ما إذا كان المريض لا يستطيع أن يغلقها بإحكام أو أن الطبيب يستطيع فتحها بسهولة. ومن الاختبارات الأخرى : - اختبار النفخ : حيث يطلب من المريض ان ينفخ وجنتيه ، ثم نضرب الوجنة بالاصبع ليلاحظ خروج الهواء من الفم في الجهة المصابة. التدخلات العلاجية ما الذي تنصح به لعلاج (اللوقان) ولشفاء المصابين منه وما إلى ذلك من تدخلات ؟ علاج حالات شلل الوجه العائد لأمراض أو اصابات في الرأس أو الدماغ يتطلب أولاً علاج العامل أو الخلل الأهم المسبب لهذه الحالة .. من ناحية ، ومن ناحية أخرى هناك حوالي (70-80%) من (بيلز بلس) تشفى تلقائياً دون معالجة ، واحياناً تتخذ المعالجة عدة أيام أو قد تصل إلى عدة شهور. ومن العقاقير التي تستخدم في العلاج ، عقار (بريد نيلون 60 مجم) لمدة ثلاثة أيام ، ثم تنقص على مدى الأيام القادمة ، شريطة أن تبدأ المعالجة خلال الأيام الخمسة الأولى لبداية المرض. وينصح أيضاً بتغطية العين في الجانب المصاب من الوجه لصعوبة غلقها ، وذلك لحمايتها من الجفاف الذي قد يؤدي إلى تقرح في القرنية ، وإذا لم يأت العلاج بنتيجة ولم تتحسن الحالة بعد سنة منه فيمكن اللجوء إلى الجراحة التجميلية. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني