أبوظبي - منّي بونعامه: نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء أمس الأول، في مجلس المتنبي في المعرض، احتفالية بمناسبة مرور 50 سنة على ذكرى رحيل بدر شاكر السياب، وذلك بعد إقرار المكتب الدائم لاتحادات الكتاب العرب عام 2014 عام السيّاب، شارك في الاحتفالية غيلان السياب، والشاعر فاروق شوشة وقدّمها الدكتور إياد عبد المجيد . وأشار شوشة إلى أن السياب في آخر أيامه بدأت تخالطه هواجس، وبدا في قصائده شاعرا يسترجع ذكريات الطفولة من مهدها، وهي الملجأ والملاذ بالنسبة للشاعر عندما يكبر، ويصاب بمثل هذا الداء العضال، وبدأت تلوح في شعره نبوءات الموت، ففي إحدى قصائده الأخيرة يقول في آخرها "رصاصة الرحمة يا إلهي"، فأحسسنا أنه يطلب من الله الطلقة الأخيرة والتسريع برحيله، موضحا أن شعر السياب الأخير كان طافحاً بنفس أيوبي، فهو أيوب عصره، الذي يتراوح صبره بين الإذعان والتسليم في لحظة، والتحدي والمواجهة في لحظة أخرى، وأعتقد أن شعره، وإحساسه بقدرته على الإبداع كان هو العامل الأساسي في صموده، ولم يكن يمضي يوم إلا ويتحفنا فيه بقصيدة . وتحدث شوشة عن لغة السياب بين جيلين، فهو رائد الحركة الشعرية، وأحد الرواد الكبار لحركة الشعر الجديد، مشيراً إلى أن هناك اختلافا مصطنعا بين الدارسين حول أول من كتب القصيدة الجديدة، هل هي نارك الملائكة أم السياب، مؤكداً أن العبرة ليست بمن كتب أول قصيدة، بل من شق طريقا في هذا الشعر، والسياب بين جيل يضم نازك والبياتي وخليل حاوي وصلاح عبد الصبور كان السياب رائداً ومميزاً، وأحس وأنا أتأمل دوره الشعري أنه كان الشفيع الأكبر لقصيدة الشعر الجديد بالنسبة لمتذوق الشعر العربي العمودي . وتطرق غيلان السياب للجانب الإنساني في حياة والده، وقال: "لدى بعض الناس مفارقة بين حياة الشاعر الحقيقية، وبين صورته الأدبية، ومن النقاد من كتبوا وخمنوا أن كتابات السياب لا تمثل حياته الحقيقية، لكني أقول إن السياب كان في البيت مع أهله وإخوانه ومن يزوره من المعارف والأصدقاء هو نفسه الذي تجدونه في شعره وقصائده، فقد كان شديد العاطفة، انفعاليا، صادقا في إبداء مشاعره، غير مكترث بالشكليات والنفاق الاجتماعي، وكان يقول ما في قلبه، وكان صبورا رغم ما عاناه من ألم المرض، ولا أذكر أني رأيته إلا مازحا ومرحا حتى في آخر مراحل المرض . الخليج الامارتية