قتل أربعة من عناصر قوات الأمن الأوكرانية وجرح نحو 30 آخرين في معارك جرت صباح أمس في سلافيانسك، معقل الانفصاليين في الشرق، وأعلنت روسيا أن الأزمة الأوكرانية تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا اذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات "الكثيفة" لحقوق الإنسان في هذا البلد، وعرض الأمين العام للأمم المتحدة التوسط في النزاع، وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسن أفاكوف للصحفيين على مقربة من مسرح العمليات، إن معارك كثيفة دارت صباح أمس الاثنين قرب سلافيانسك (شرق) مع سقوط "قتلى" . لكن الوزير الذي كان موجوداً عند نقطة تفتيش على بعد 6 كلم من مكان المعارك، لم يوضح إلى أي معسكر ينتمي الضحايا ولا عددهم . وقال الوزير "إنهم يشنون حرباً ضدنا، ضد أراضينا" في سلافيانسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا . وأضاف "مهمتي هي القضاء على الإرهابيين" . وقال أيضاً إن "التكتيك الوحيد هو التقدم رويداً رويداً نحو وسط" سلافيانسك . وأوضح أنه "لا يوجد حل عسكري، بل يجب أن يكون سياسياً" . وقال رئيس الحرس الوطني ستيبان بولتوراك، إن "خصومنا مدربون بشكل جيد ومجهزون بشكل جيد" . وأضاف "يبذلون كل ما في وسعهم لإجبارنا على استخدام أسلحة ثقيلة، لكننا لن نقوم بذلك لتجنيب السكان المدنيين" . واتهم الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تورتشينوف روسيا بإثارة الحرب . وقال في تصريحات للمحطة الخامسة في التلفزيون الأوكراني: "إنها حرب تحدث ضد بلدنا من جانب الاتحاد الروسي، سواء في الشرق أو في جنوب البلاد" . وذكر أن روسيا تواصل محاولاتها في "الزعزعة الكاملة" للأوضاع في أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو/أيار الجاري، مضيفاً أن القيادة الروسية حققت خططها في شرق أوكرانيا . واعترف تورتشينوف بأن هناك تعاطفاً في المنطقة مع الانفصال عن أوكرانيا "مما يصعب بشدة تنفيذ عملية مكافحة الإرهاب" . وقال إنه تم نصب حواجز على الطرقات في محيط العاصمة بسبب مخاوف من أعمال "استفزازية" يقوم بها عملاء روس متخفون في 9 مايو حين تحتفل أوكرانيا بيوم النصر في الحرب العالمية الثانية . وأضاف تورتشينوف الذي وضع القوات المسلحة الأوكرانية في حالة تأهب للقتال، وأعاد العمل بالتجنيد الإجباري وسط مخاوف من اجتياح روسي، "هناك حرب بالفعل تشن ضدنا، ويجب أن نكون مستعدين لصد هذا العدوان" . من جانبها، أعلنت روسيا، أمس الاثنين، في تقرير رسمي أن الأزمة الأوكرانية تهدد الاستقرار والسلام في أوروبا إذا لم يرد المجتمع الدولي بطريقة مناسبة على الانتهاكات "الكثيفة" لحقوق الإنسان في هذا البلد . ووضعت وزارة الخارجية الروسية لائحة بانتهاكات "كثيفة" لحقوق الإنسان ترتكبها أوكرانيا بواسطة "القوات القومية، المتطرفة والنازية الجديدة" في "كتاب أبيض" نشر الاثنين . وتدعو الوزارة إلى رد دولي "من دون تحيز" تحت طائلة "عواقب مدمرة على السلام والاستقرار والتطور الديمقراطي في أوروبا" . وتتيح اللائحة "التأكيد أن هذه الانتهاكات كثيفة" بحسب الوزارة عند إعلانها عن هذا التقرير الواقع في 80 صفحة . وجاء في النص أن "المهمة الأساسية للكتاب الأبيض هي جذب الانتباه إلى هذه الوقائع، المجموعة الدولية والهيئات الدولية الأساسية، وكذلك منظمات غير حكومية لم تعط حتى الآن الانتباه اللازم وغير المتحيز لهذه الإشكالية" . وأشار البيان إلى أنه نظراً للوضع المتأزم في أوكرانيا، يجب الاعتماد على قدرات مجلس أوروبا من أجل تقديم مساعدة قانونية في إجراء إصلاح دستوري عميق بهذه البلاد، يعتمد على الحوار الوطني الشامل من أجل تجاوز الانقسام في المجتمع الأوكراني . وطلبت وزارة الخارجية الروسية من مجلس أوروبا إجراء تحقيق محايد وغير مسيس في الجرائم التي ارتكبت بأوكرانيا . وذكرت الوزارة، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيشارك في الاجتماع السنوي للجنة الوزارية التابعة لمجلس أوروبا بفيينا . وفي محاولة أخيرة لتجنب مواجهة كبرى، يزور رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ديدييه بورخالتر موسكو غداً الأربعاء وسط دعوات لمجموعته للتوسط بين كييف والانفصاليين في الشرق . وجاء الإعلان عن زيارة بورخالتر إثر اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي أعلنت لاحقاً أن روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستناقشان سبل إطلاق حوار وطني في أوكرانيا . وقال الكرملين في بيان إن "بوتين وميركل شددا على أهمية القيام بتحرك دولي فعال، خصوصاً من جانب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، من أجل خفض التوتر في أوكرانيا" . وقالت كريستيان فيتز المتحدثة باسم ميركل في بيان إنه خلال اللقاء بين بوتين وبورخالتر "يجب أن تناقش سبل عقد طاولات مستديرة تحت إشراف منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، تسهل قيام حوار وطني قبل الانتخابات الرئاسية" الأوكرانية المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الحالي . وعرض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التوسط لإنهاء الأزمة المتصاعدة في أوكرانيا . ودعا بان كي مون أطراف الأزمة الأوكرانية إلى "حل هذه المشكلة بالطرق السلمية"، مؤكداً "أنا مستعد لأن ألعب دوراً في ذلك عند الضرورة" . وأضاف "أبحث هذه المسألة مع كل الأطراف المعنيين كالقادة الأوكرانيين والروس والاتحاد الأوروبي والأمريكيين" . وعبّر الأمين العام عن "بالغ قلقه" حيال العنف في أوكرانيا، داعياً إلى تطبيق اتفاق 17 إبريل الموقع في جنيف من قبل الجميع . وقال "أحض الجميع بكل قوة على الالتقاء مجددا للنظر في الأخطاء ولماذا لم يتم تطبيق الاتفاق ولماذا ينهمك الجميع في أعمال العنف" . وأضاف "أشدد بكل العبارات الممكنة على كل الأوكرانيين والشركاء لمعالجة هذه المسألة بشكل سلمي قبل أن تفلت من السيطرة وتؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد السيطرة عليها" . من جهة أخرى، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستستقبل الحكومة الأوكرانية التي يترأسها أرسيني ياتسنيوك في 13 مايو/أيار الحالي في بروكسل للبحث في تدابير لدعم كييف . وقالت المتحدثة باسم المفوضية بيا ارنكيلدي هانسن لدى إعلانها عن الاجتماع "إن المفوضية الأوروبية عازمة على مساعدة أوكرانيا والقيام بكل ما بوسعها ليتلقى هذا البلد كل الدعم الضروري على المديين القصير والمتوسط" . وذكرت ارنكيلدي هانسن بضرورة قيام كييف في موازاة ذلك "بإصلاحات سياسية واقتصادية" لكي تصبح أوكرانيا دولة "ديمقراطية ومستقلة ومزدهرة" . وبدأ الاتحاد الأوروبي تطبيق خطة مساعدة أوكرانيا مالية من 11 مليار يورو تقررت إثر توقيع الشق السياسي من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في مطلع مارس/آذار . ووافقت المفوضية خصوصاً على مساعدة مالية طارئة بقيمة مليار يورو وخفض كبير للرسوم الجمركية، فيما تواجه أوكرانيا صعوبات اقتصادية كبرى . واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن "لا شيء يجب أن يعرقل" الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 25 مايو في أوكرانيا . وقال الرئيس الفرنسي في قصر الإليزيه إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إن هذه الانتخابات يجب أن تجرى "في كل أنحاء أوكرانيا" . وأضاف هولاند "يجب إقناع السلطات الروسية والرئيس بوتين بأن الطريق الوحيد الممكن هو الحوار، وبالتالي وقف التصعيد" . وقال وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس إن أوكرانيا ليست بعيدة عن حرب أهلية ويتعين السعي نحو تهدئة التوترات هناك . وأوضح في لقاء أجرته معه إذاعة "فرانس إنترناسيونال" الحكومية أن باريس على اتصال دائم مع جانبي النزاع أوكرانياوروسيا، وأنه يجري مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف من إجل إيجاد تسوية للأزمة . وأعلنت وزيرة الدفاع الألمانية أولازولا فون دير لاين عزمها مراجعة مشاركة المراقبين الألمان، وذلك عقب إنهاء عملية احتجاز مراقبين عسكريين غربيين في أوكرانيا . وأضافت "يتعين علينا أن نطرح على وجه الخصوص تساؤلاً حول كيفية حث الدولة المضيفة بصورة أقوى على تطبيق الضمانات الأمنية" . (وكالات) الاتحاد الأوروبي: الاقتصاد الروسي الخاسر الأكبر في الأزمة الأوكرانية قال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، إن الوضع المتدهور في أوكرانيا يضر بالاقتصاد الروسي أكثر مما يضر باقتصادات دول الاتحاد . وقال مفوض الشؤون الاقتصادية بالإنابة سيم كالا، أثناء نشر التوقعات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي في 2014 و،2015 إن الاقتصاد الروسي "أظهر مؤشرات تراجع" نتيجة التوتر في أوكرانيا . وأشار بشكل خاص إلى خروج رؤوس الأموال من روسيا كنتيجة مباشرة لموقف موسكو المتشدد من أوكرانيا منذ ضمها شبه جزيرة القرم في فبراير/شباط الماضي . وقال كالاس إن "الأموال تهرّب من البلاد"، مضيفاً أن العملة الروسية انخفضت بشكل كبير نتيجة الأزمة . كما حذر من أنه إذا أعاقت روسيا إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي، فإن ذلك يعني "خسارة مالية كبيرة" ستضر بالاقتصاد الروسي الذي يعاني أصلاً الانكماش . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية