كتب - عبدالمجيد حمدي: أعلنت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عن افتتاح مركزين صحيين جديدين في الكرعانة والغويرية العام الجاري واستلام أربعة مراكز أخرى خلال العام المقبل، وذلك في إطار خطة لتطوير وإعادة تأهيل المراكز الصحية وافتتاح مراكز صحية حديثة ومتطورة. جاء ذلك خلال إطلاق المرحلة الأولى من الحملة التعريفية بالمؤسسة أمس والتي تستمر لمدة شهر كجزء من حملة تمتد على مدار عام كامل، ضمن سعي المؤسسة لبناء علاقات إيجابيّة وفاعلة مع المجتمع بجميع فئاته. وقالت السيدة مريم الحمادي المدير التنفيذي للإعلام والعلاقات العامة بالمؤسسة إن الحملة ستشهد العديد من الفعاليات التوعوية والتثقيفية بأهمية المؤسسة من خلال التواصل مع مختلف فئات المجتمع، عبر عقد سلسلة من الندوات والورش في المدارس، وصولًا إلى التواصل عبر الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي "واتس آب" و"فيس بوك" و"تويتر". بدأت المؤسسة أولى فعاليات الحملة أمس بلقاء مع المفكرين وأصحاب الرأي من نخبة المجتمع القطري بهدف جس نبض المجتمع حول نظرته لخدمات الرعاية الصحية الأولية وكيفية تطوير خدماتها والوقوف على اهتمامات المراجعين والصعوبات التي يواجهونها في سبيل الحصول على الخدمات الطبية من مختلف المراكز الصحية ال 21 الموزعة عبر الدولة. وقالت الحمادي إن المؤسسة ماضية في اتجاه ربط شراكة حقيقية مع مختلف فئات المجتمع من إعلاميين وشركات خاصة وحكومية، وصولاً إلى مختلف فئات المجتمع العمرية، لأجل تجسيد نظرتها لتطوير الرعاية الصحية الأولية مثلما حددته الإستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية 2011-2016. وعن الهدف العام من الحملة التعريفية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية وخدماتها، قالت إنها تهدف في جوهرها للتعريف بدور ومهام المؤسسة، كما تأتي ترسيخًا للمبادئ الأساسية للرعاية الصحية الأولية من حيث أنها (نقطة الاتصال الأولى مع المجتمع - وتقدم خدمات عالية الجودة - وتتركز خدماتها على الفرد والأسرة). وأوجزت الأهداف الفرعية للحملة في ضرورة التميز في الخدمات الصحية، وذلك بأن تكون المراكز الصحية نقطة الاتصال الأولى والمستمرة للحصول على خدمات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ذات الجودة العالية الآمنة والسهلة المنال إلى جانب التميز في خدمات المراجعين وذلك عن طريق ضمان تركيز خدمات وكادر ومرافق مؤسسة الرعاية الصحية الأولية على احتياجات الفرد والأسرة وصولًا إلى التميز في إقامة الشراكات عن طريق تأسيس علاقات فعّالة مع جميع شركاء مؤسسة الرعاية الصحية الأولية من أجل تقديم خدمات رعاية صحية أولية ذات جودة عالية. وأوضحت أن الفئة المستهدفة من الحملة تشمل جميع فئات الأسرة في المجتمع، موضحةً أن المؤسسة اختارت عبارة "الخطوة الأولى لصحة عائلتك" شعارًا للحملة التعريفية بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، لكونه يعكس الهدف الأسمى للرعاية الصحية الأولية، كما اختارت المؤسسة "التفاح الأخضر" و"القلب الأحمر" اللذين يعكسان أهداف الحملة الرامية لتشجيع المجتمع على اتباع حياة صحية ونمط استهلاكي صحي يعود بالفائدة على قلب وصحة الإنسان. وقالت إن الإستراتيجية الخمسية للرعاية الصحية الأولية تمثل استجابة دولة قطر للتحديات الصحية في المستقبل، وذلك بهدف إنشاء نظام صحي في الدولة يقوم على الرعاية الصحية الأولية الممتازة. ولدى تطرقها إلى إنجازات قطر في الرعاية الصحية الأولية، نوهت بأن حجم التغيير المتواصل في المجال كبير ونوعي، وذلك لأن مساهمة الرعاية الصحية الأولية في تحسين الحياة الصحية في قطر كانت قليلة، حيث إن معظم الاستثمارات كانت تتم في قطاع المستشفيات، في حين أن الرعاية الصحية الأولية تتحول لتكون محور النظام الصحي باعتبارها العنصر الأول والأهم في إستراتيجية قطر الوطنية للصحة 2011 / 2016. وأضافت أن وجود الرعاية الصحية الأولية والالتزام بتعزيز الصحة من شأنه تقليل الازدحام في المستشفيات خاصة لمن يعاني من شكاوى بسيطة نسبيًا مقارنة بالمصابين في الأمراض المزمنة ويمكن للرعاية الصحية الأولية أن تفعل ما هو أكثر بكثير من هذه الخطوة الأولية، فهي تنظر بشكل مثالي لاحتياجات الشخص الصحية برمتها في سياق الأسرة والمجتمع ويمكنها أن تعمل مع شركاء من مختلف القطاعات، كقطاع الأعمال التجارية والتعليم والأنشطة الدينية والمجتمع الأوسع، لتعزيز الصحة والأمان الاجتماعي المنوط بالرعاية الصحية الأولية من خدمات كجانب أساسي من القطاع الصحي- وفقًا لتعريف منظمة الصحة العالمية للصحة- هو الاهتمام باكتمال السلامة البدنية والنفسية والأمان الاجتماعي، وليست فقط مجرد انعدام المرض أو العجز والرعاية الصحية الأولية تسهم في تحقيق الهدف الذي يضمنه التعريف، وذلك من خلال معالجة المرض والعجز لأن عدم وجود مثل هذه الأمراض لا يكون كافيًا بحد ذاته، وإنما هو شرط مسبق وضروري للصحة". وجددت التأكيد أن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تعمل على إدارة المراكز الصحية المنتشرة في قطر وتكرس جهودها لتوفير أعلى مستويات الرعاية الصحية لشعب قطر من خلال 21 مركزًا، حيث تتلخص خدمات الرعاية الصحية الأولية في تشخيص الأمراض وعلاجها وخدمات الأسنان (خدمات وقائية وعلاجية) ورعاية الحوامل وخدمات التصوير التلفزيوني (الموجات فوق الصوتية) وخدمات التطعيمات مرورًا بخدمات التثقيف الصحي وخدمات الصيدلة والأشعة والزيارات المنزلية وخدمات المختبر وخدمات القومسيون الطبي وبرامج المدارس المعززة للصحة، وكذا الخدمات الإحصائية والاجتماعية. وقالت إن المؤسسة تعمل حاليًا بشكل دؤوب من خلال 21 مركزًا للرعاية الصحية الأولية، مقسمة على ثلاث مناطق هي المنطقة الوسطى والمنطقة الغربية والمنطقة الشمالية، من بينها ثلاثة عشر مركزًا في الدوحة، بينما تأتي بقية المراكز في المناطق المأهولة بالسكان في جميع أنحاء البلاد لتقدم باقة متنوعة من الخدمات الصحية التي تعتمد على المكان واحتياجات كل منطقة من خلال مجموعة من الأهداف التي تتلخص في الحفاظ على صحة السكان ووقايتهم من الأمراض، إضافة إلى تشخيص وعلاج المرضى وتقديم دعم طويل الأمد ومستمر للمرضى وعائلاتهم. جريدة الراية القطرية