الجمعة 09 مايو 2014 10:14 مساءً ( يا أيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) يصادف يوم غدا الأحد الموافق 11/5/2014م الذكرى الأربعون يوماً على رحيل من لا يرحل عن قلوبنا وبهذه الذكرى يشرفني أن أكتب رثائي هذا على روح الفقيد المناضل الكبير والشاعر القدير الجد / صالح علي الغزالي رحمه الله . فاشتاقت نفسي ويدي أن تكتب هذا الرثاء البسيط والذي في بدايته وقف القلم في يمناي باكياً ومتسائلاً ماذا أقول ؟ وماذا أكتب ؟ وبماذا أبدأ وبأي لغة سأكتب ؟ وأي عبارة تستوعب وأي كلام سيفصح , وأي بيان سيكشف ؟ وهل الشعر يجدي أم النثر أجدى ؟ وهل الصمت أنفع أم البوح أرفق وأنجح ؟ آآآآه ثم آآآآه يعجز اللسان ... وتنكسر الأقلام ... ويجف المداد ... وتتعطل اللغة ... وينهزم البيان ... وتتعثر الحروف ... وتتهاوى العبارات ... عن ماذا سأصفح وأبين المكنون ... وأكشف الستر المصون . عن رجل لا ثم لا ... عن مدرسة , لا ثم لا ... عن تاريخ , لا ثم لا . بل عن " رجل في أمة أو أمة في رجل " أجل يا جدنا جمعت جل الفضائل بل كلها ولا أزكيك على الله , فأنت رجل التاريخ .. ورجل النضال ... ورجل الشعر ... ورجل الأدب ... ورجل القصة ... وفوق هذا كله أنت رجل الأخلاق والطيبة . والتواضع والأدب , والتسامح ولين الجانب .. ونقاء السرير , وصفاء النفس والإيثار والتفاني .. وحب المساكين , فكم من فقير ساعدته , وكم من مسكين أعنته , وكم من مريض زرته وفي بيتك احتضنته .. وكم من ضيف أكرمته .. وكم من جار احترمته .. وكم من صديق ورفيق وزميل ومنافس غلبت بحسن خلقك وعلو أخلاقك . أبكيك أي والله وسأضل أبكي عليك لأني اكتويت والتعت بفقد أبي منذ زمن طويل , فكان حُبك وعطفك وعباراتك الأبوية المغلفة بالرفق والحنان خير معين لي على تخطي تلك المحنة . فسأضل أبكي مرجعي ومكتبتي , وموسوعتي التاريخية , فإن نسيت فلن أنسى تلك الأيام والساعات الطويلة التي قضيناها معاً . إما بتفصيل الثورة في اليمن , أو بشرح الكفاح في ردفان , أو برواية شعر , أو بسرد قصة من قصص التراث الكثيرة التي احتوتها ذاكرتك الذهبية , كأنك نهر متدفق بالعطاء , بل بحرً ضم بين أحشائه الكنوز العضام . يؤرقني يا جدي صدى صوتك وأنت تناديني في أيامك الأخيرة والتي اشتد فيها المرض عليك فتناديني بأسماء غير اسمي , أسماء جمعتك بهم ذكريات وروحاً نضالية , أسماء رقصت معك على طرب رحيل آخر جندي بريطاني ونصركم المؤزر على أعتى مستعمرة بريطانية , ثم تنصت مسامعي بدعوات تترى من فمك الطاهر صباح ومساء . آآه ألف آآه من غدر الليالي والزمان ونكد وكبد الدنيا , كنا بغفوة منها حتى جاءت هذه الضربة القاضية التي أوجعت البعيد فكيف بالقريب ؟ حكمتك يارب كنا نأمل ونتمنى أن تكمل مسيرتك .. مسيرة العطاء المباركة .. بغى علينا خطوة كبيرة .. مهمة وحبيبة , وأمنية عظيمة من أعز أمنياتك لنا يا جدنا وهي كيف نكون من بعدك , كيف نحذو حذوك كيف نقتدي بشخصيتك , كان أملنا أن تكون بيننا بتعليمك لنا , بنصحك لنا , بدعائك وابتسامتك وقلبك الكبير ولكن هيهات هيهات فدائماً أعظم الأماني تعتريها الصعاب وأن تحققت . فهل يا ترى يستطيع مركب النسيان أن يسير بنا إلى الأمان ويبقى حديث الروح هو الوصال بيننا , وذكراك العطرة تنير دروبنا وحكمتك تضيء طريقنا وخُلقك هو قدوتنا . أسأل الله العظيم بمنه وكرمه أن يلحقك بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يلهمنا ومحبيك الصبر والسلوان كما ألهمك الصبر والسلوان عن فقدان أعز الأقرباء من الأولاد والأحفاد , إنه على ذلك قدير ,,, عدن الغد