رغم أنه لن يغيب عن الشاشة خلال شهر رمضان المبارك، إلا أن الفنان بلال عبدالله لم يتخلص من إحباط قال إنه أصبح يلازمه بسبب ما وصفه ب«سياسات إنتاجية عقيمة، كرست ضمور حضور الفنان الإماراتي»، معتبراً أن «الدراما هي المشهد النشاز في ركب نهضة وطن يشار له بالبنان في شتى المحافل». عبدالله اعتبر أن «تخلف الفنان الإماراتي عن الركب هو نتاج طبيعي لغياب المبادرات الرسمية التي تضمن تحقيقها مؤسسات الدولة، ما يفرغ الساحة لأفراد يعملون وفق منظومات شللية تسيطر عليها لغة تبادل المصالح». وأشار عبدالله إلى أن حالة الإحباط هذه ليست فردية، ولا يدفعها ضمان وجوده في الموسم الدرامي الأهم المرتبط بشهر رمضان، مؤكداً أن «حالة الإحباط السائدة انتقلت بالأساس من المسرح، إلى الدراما التلفزيونية، بعد أن اصبحت الأخيرة الأوفر ربحاً، لتصبح محط اهتمام المنتفعين». قصص مبتكرة نفى بلال عبدالله أن تكون مرحلة الخمسينات والستينات قد أصبحت مستهلكة تماماً من خلال الدراما التراثية، مشيراً إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين الإلحاح على معالجة زمن بعينه، وبين أن تتم هذه المعالجة من خلال قصص درامية مبتكرة. وأكد عبدالله أن الكاتب جمال سالم يغوص في «حبة رمل» إلى تفاصيل جديدة في نسيج هذا المجتمع، مؤكداً أنه فوجئ بملامح الشخصية التي يؤديها في المسلسل، وعلاقتها بسائر الشخصيات، خصوصاً الفنان عبدالله زيد الذي يؤدي دور ابنه الوحيد الذي لايزال على قيد الحياة. ورغم ميله إلى تركيز الدراما المعاصرة على الدراما الاجتماعية وكذلك الرومانسية، إلا أنه أكد أن هذا النوع من الدراما التراثية يبقى مطلوباً، للتأكيد على هوية الدراما الاجتماعية خصوصاً، وهوية المجتمع المحلي عموماً، الذي انتقل في غضون عقود قليلة من نمط اجتماعي إلى نمط آخر مغاير قادر على التكيف مع مستجدات العصر الاقتصادية على تشعبها. سطحية «الكاميرا الخفية» برر بلال عبدالله عدم مشاركته في برامج «كاميرا خفية»، رغم مداومته على ذلك لسنوات بغياب الأفكار الجديدة، واعتماد معظم ما يقدم حالياً على أفكار وصفها ب«السطحية». وتابع: «هناك الكثير من التسريبات سيئة السمعة التي تؤشر إلى أن ثمة مواقف يتم طبخها في إطار برامج الكاميرا الخفية، وهذا أمر أرى أنه في حال ثبوته يجب أن يحذف الفنان المتورط فيه من سجلات جمعية الفنانين، أو نقابة الفنانين، أو غيرها من روابط الفنانين، كما ان الأفكار السطحية المكررة أيضاً تبقى بمثابة مشاهد ساذجة لا تقدم جديداً للجمهور». وتابع: «يتورط الكثيرون في غاية الضحك، رغم أن الكاميرا الخفية يجب أن تترفع عن فكرة الضحك على المشاهد، لمصلحة نقل مشاهد واقعية تتسم بالمفارقة الشديدة، وربما تدعو إلى إعادة النظر في ظاهرة ما». كلهم «خانوك» استدعى الفنان بلال عبدالله مقولة «كلهم خانوك» ليعبر بها عن رأيه في حقيقة عزوف الكثير من الكبار لفن الخشبة، مضيفاً: «لا يعود التخلي هنا للفنانين أنفسهم بقدر ما يفرضه سياق طغيان الكسب المادي، وحضور قيم المنفعة الذاتية على حساب الفن الحقيقي الذي بات أشهر تعليق بشأنه أنه لا يطعم خبزاً». وأضاف: «الكثيرون من الفنانين هجروا الخشبة إلى التلفزيون، بعد أن سيطرت المجاميع على الإنتاج المسرحي، فوجدوا الوجوه ذاتها ايضاً مهيمنة على إنتاج الأخير، ولكن بثياب المنتج أو المنتج المنفذ هذه المرة». وتطرق عبدالله في حواره ل«الإمارات اليوم» إلى تفاصيل تصوير مسلسلي «حب في الأربعين» و«حبة رمل» اللذين ينوع من خلالهما ظهوره الرمضاني، مؤكداً أنه مستمر في الغياب عن برنامج «الكاميرا الخفية» على شاشة تلفزيون «سما دبي» للعام الخامس على التوالي. وفي توقيت متماس وجد عبدالله نفسه متوائماً مع شخصيتين متباينتين، على الأقل من حيث المرحلة الزمنية أحدهما رجل عصري اربعيني في مسلسل «حب في الأربعين»، والأخرى شخصية أب مسن في مسلسل تراثي هو «حبة رمل» الذي انتقل إلى تصويره الآن في مدينة العين بأبوظبي، ويخرجه باسم شعبو. المسلسل الذي يعود نصه للكاتب جمال سالم يجسد فيه عبدالله شخصية «مبارك» الأب الذي لم يتخل عن عفويته، رغم حبه الشديد للمال، حيث يدور السياق الدرامي في بداية مرحلة اكتشاف البترول، وبشائر التحول الاجتماعي والاقتصادي. ويرى عبدالله أن هناك فارقاً جوهرياً بين أن يكون ثمة تكرار في اهتمام كتاب الدراما بهذه المرحلة الزمنية المهمة التي شهدت إرهاصات تأسيس نمط اجتماعي جديد، وبين تقديم معالجات مبتكرة ومتنوعة، والغوص في أعماق النسيج الاجتماعي وفق رؤى لا تكرر اطروحات الآخرين، مضيفاً: «وهذا هو المختلف، في (حبة رمل)، التي تكرر اهتمام درامي بهذه المرحلة، دون ان تكرر المحتوى الدرامي نفسه». ويتابع: «من خلال شخصية مبارك يسعى المخرج والكاتب إلى جذب المشاهد لتفاصيل تلك المرحلة من خلال واقع أب مسن يسعى إلى تزويج ابنه بزوجتي أخيه الراحل من أجل الحفاظ على سلطة المال، حيث يشارك في العمل الفنانون عبدالله زيد وهدى الغانم ورزيقة طارش». ويشترك مسلسل «حبة رمل» مع «حب في الأربعين» في أن كليهما سيعرضان على شاشة تلفزيون أبوظبي، رغم أن الأخير أنتج في إطار شراكة مع تلفزيون الوطن الكويتي الذي سيعرض ايضاً المسلسل خلال شهر رمضان المقبل. ويصنف عبدالله المسلسل في إطار «الدراما الرومانسية»، مشيراً إلى ان العلاقة التي تربطه ببطل العمل الفنان الكويتي خالد أمين، تجعله قريباً من سياق الظروف النفسية لأمين الذي يلعب دور طبيب نفسي ينسج قصة حب مع طبيبة، بعد رحيل زوجته التي تركت له ثلاث بنات، حيث يرتبط «عبدالعزيز» (الفنان بلال عبدالله) الذي يجسد شخصية طبيب أيضاً بقصة حب أيضاً مع إحدى زميلاته، لتدور القصة الدرامية في فلك «حب في الأربعين». الامارات اليوم