لا جديد على صعيد الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وفي حسابات الدول الغربية والاقليمية فانّ الانتخابات تتقاطع مع الانتخابات المقررة في كل من مصر والعراق وسوريا، وإن يُعتبر الاستحقاق اللبناني الأقل أهمية مقارنة بالانتخابات الرئاسية السورية، بالرغم من الحديث عن ربط الاستحقاقين ببعضهما وأكثر من ذلك لدرجة التباحث في مقايضة الانتخابات اللبنانية بتلك السورية. تقرير خاص (فارس) (بيروت) ويأتي ذلك بحسب المحللين السياسيين من منطلق الرهان على التغيرات في القضايا الاقليمية من جهة والمساومة على الملف الرئاسي من جهة اخرى، وما يستتبع ذلك من تأجيل للانتخابات أو تعطيلها الى مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس السوري المقرر في الثالث من حزيران – يونيو المقبل. ...................................................................................................... يندرج لبنان في خانة تحويله الى صفقة أممية يجري ترتيبها على وقع الاستحقاقات الرئاسية في أكثر من دولة عربية، ومؤخرا يكثر الحديث في الصالونات السياسية عن ربط الانتخابات اللبنانية الرئاسية بتلك السورية وبانّه لن يكون هناك رئيساً للبنان الاّ بعد نهاية الانتخابات السورية، وبذلك يتخوف كثيرون من مختلف الافرقاء اللبنانيين من مقايضة الانتخابات اللبنانية بالسورية، بمعنى تعطيل الانتخابات من أجل المساومة عليها في الملف السوري ككل، وخاصة في ظل الحديث عن موازين قوى عالمية. لا يخفى اليوم على أحد ربط الانتخابات بمسار المفاوضات الاميركية- الايرانية وكذلك الايرانية – السعودية، وعليه يبدو الكلام عن الربط بين الاستحقاقين منطقيا نظرا للعوامل والدول المشتركة التي ستؤدي في نهاية المطاف الى ايجاد تسوية قد تكون شاملة لكل من لبنانوسوريا على حد سواء. وحتى تنضج التسوية يظل مصير الانتخابات اللبنانية مجهولا ومرتبطا الى حد كبير بالملف السوري وعليه فقد يطول الانتظار، فالاستحقاق الابرز يكون في سوريا، وكل الحدث الاقليمي هناك، اما لبنان فيبقى هامشيا، ويحصل بالتالي على الاستحقاق المؤجل وخصوصا ان جلسات انتخاب رئيس الجمهورية الثلاث الماضية لا تتعدى كونها مجرد فصول من ضمن مسرحية لن يرسم نهايتها الافرقاء اللبنانيين انفسهم بل اصحاب القرار. موعد انتخاب الرئيس المقبل وفي هذا الاطار تشير بعض الاوساط اللبنانية الى ان ترابط موعدي الانتخابات في لبنانوسوريا قد يعني العمل على التباحث في ايجاد مخرج مشترك للاستحقاقين معاً، وعندما تكتمل الطبخة في سوريا يتم تحويل الانظار الى لبنان حينها فقط يتم السماح له باجراء الانتخابات الرئاسية ضمن موعداً لن يكون قبل الخامس والعشرين من شهر ايار الجاري أي موعد نهاية ولاية الرئيس الحالي العماد ميشال سليمان. وعلى صعيد متواصل نقلت احد الصحف السعودية خبراً مفاده ان النظام السوري وحسب مصادر خاصة قد أبلغ حلفاءه في لبنان بضرورة منع حصول الانتخابات الرئاسية، وربطها بالانتخابات الرئاسية في سوريا، وكشفت المصادر عينها انّ مسؤولاً سورياً كبيراً أبلغ رئيس حزب لبناني، بضرورة منع إجراء انتخابات رئاسية في لبنان قبل الانتخابات في سوريا. ويُعتبر هذا الكلام مرفوضاً في لبنان رفضاَ قاطعاً بالنسبة الى فريق الثامن من اذار حيث يعتبرون انّه لا مصلحة للرئيس السوري بشار الاسد بتعطيل الانتخابات اللبنانية بل انّ هدوء لبنان واستقراره يشكل عاملاً ايجابياً له، بعكس ما يحاول فريق الرابع عشر من اذار الايحاء به على قاعدة انّ النظام السوري يريد أن يبقي لبنان بلا رئيس لانّه لا يريد له الاستقرار، ولكنهم يعترفون ضمنياً انّه لا قدرة حالية للرئيس السوري على الضغط على ايران أو حلفائه في لبنان في هذا الاطار. تسوية أم انتخابات حرة؟ هنا يعود الحديث عن امكانية التباحث الدولي لايجاد مخرجين للاستحقاقين معاً، وعليه يصبح الاستحقاق الرئاسي اللبناني استحقاقاً مؤجلاً، أمّا ما ستكون عليه المرحلة المقبلة، فيتوقع بعض المحللون أن يتم انتخاب رئيس بشكل مفاجىء بعد تكرار سينرايو عدم الاتفاق بين الافرقاء، وذلك الى مرحلة ما بعد الانتخابات الرئاسية السورية، حينها فقط سيكون هناك رئيساً للبنان، فتكون إثره قد أُنجزت سلة التفاهمات السعودية – الايرانية والايرانية –الامريكية وأستوت طبخة المقايضات الاقليمية. فمتى يحين الاستحقاق الرئاسي اللبناني وفق تلك المعطيات كافة، هل سنكون أمام تسوية شاملة، ام انّ الاستحقاق سيتم بمعزل عن الانتخابات السورية؟. /2819/ وكالة الانباء الايرانية