محليات هجرة "التربية" ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 13/05/2014 تتحمل وزارة التربية والتعليم الكثير من الأعباء والمسؤوليات لضبط العملية التعليمية ولم يكن ينقصها وضع لوائح الانضباط السلوكي للمدارس، وفيها تحدد أصول التعامل بين المدرّسين والطلبة، كما تحدد بنقاط أخرى السلوك السليم المفترض أن تتبعه إدارات المدارس . وفي ذهننا أن اللوائح يجب أن تكون للطلبة فقط، لأنهم ما زالوا صغاراً ولا يفهمون جيداً معنى المسؤولية وحدود الممنوع . العجب ينطلق من مفهومنا "القديم"، بأن السلوك التربوي وأسس التعامل بين المدرّسين والطلبة من جهة، وبين المديرين والهيكل التعليمي والطلبة أيضاً من جهة أخرى، هو من الركائز التي يجب أن تبنى وتنشأ عليها المدارس . وكل البنود مفترض أنها معروفة وهي المنهج الذي تتبعه كل الإدارات ويطبقه كل المعلمين بلا استثناء . وإلا، فإنهم لا يصلحون لهذه المهنة ولا يليق بهم تربية أجيال وأجيال، وتعليمهم الأخلاق إلى جانب العلم . لكن يفوتنا أن هناك من يبني بلا أعمدة ولا ركائز . من هنا نشكر وزارة التربية والتعليم لوضعها لوائح الانضباط السلوكي للحد من العنف، فالأستاذ الذي يحتاج إلى مَن يوجه سلوكه لا شك يعاني نقصاً تربوياً، وخللاً في الإحساس بالمسؤولية وتحمّل أعباء أجيال تتوالى . فلماذا يحتاج الجسم التربوي اليوم إلى لوائح تذكره بواجباته وأصول تعامله مع أبنائه التلاميذ؟ لماذا أصبح علينا التواصل وفق شروط وأوراق وقوانين، بينما كان التعامل في الماضي وفق لوائح يمليها الضمير الإنساني والتربوي والذي لا يحيد عن الشروط الأخلاقية المتوفرة بالفطرة والموروث الاجتماعي لدى كل معلّم، يوم كان ضميره الحي هو محركه الأساسي ومنهجه الأول خلال ممارسته مهنته؟ مؤسف أن يحتاج الهيكل التربوي إلى لوائح تذكره بضميره الإنساني ومسؤولياته "الأبوية" . فكيف يقدر أستاذ أن يضرب تلميذاً بكل هذا العنف (حدث مؤخراً)، والحوادث تتوالى مرة من معلمة ومرة من معلم؟ نعرف جيداً أن المسألة ليست منتشرة ولا تشكل ظاهرة، لكن الحالة الواحدة تكفي، والضربة الواحدة من أي معلم لأي تلميذ تكفي لتؤلمنا جميعاً ولتهزنا كي نسأل ونسأل ونبحث عن علاج يضمد جراح الهيكل التعليمي ولا نكتفي بعلاج للطالب المضروب . المنتشر هو أزمة سقوط "التربية" من سجل التعليم . البعض يتمسك بالكلمة فيطبق التربية البدنية، والبعض لا يعنيه الأمر لا من بعيد ولا من قريب . ويسألونك: أين أهل الطالب ألا يربونه؟ وكأن المسؤولية ليست مشتركة، أو كأن الطالب لا يقضي في المدرسة وقتاً يفوق وقت جلوسه في بيته مع والديه . من يتحمل مسؤولية هجرة "التربية" والاكتفاء ب "التعليم"؟ إنها ليست مسؤولية وزارة بل مسؤولية مدرسة ومدرسين . هل علينا أن ندور في قلب دوامة بلا حلول، بين أولياء أمور تخلوا عن أدوارهم، ومدرسين رموا الحمل عن ظهرهم، ومديرين ينظرون إلى المدرسة بعين "البيزنس"؟ دوامة تطحن الطالب، وبعد ذلك يقولون لك "جيل اليوم بلا أخلاق وعنيف" . مارلين سلوم [email protected] الخليج الامارتية