يخوض المنتخب المكسيكي غمار منافسات كأس العالم بتاريخ لا بأس به من الانجازات، فقد وصل إلى ربع النهائي مرتين عامي 1970 و1986، وفي السنوات العشرين الأخيرة، اعتبرت كل نهائيات كروية عالمية نسخة مكررة عن سابقتها بالنسبة للمكسيك، آمال عالية، أداء جيد في الدور الأول، ثم العودة إلى الديار عقب خسارة مباراتها في الدور ثمن النهائي، لذلك يمكن القول أن المباراة الرابعة بالنسبة للمكسيكيين أصبحت تشكل نحسا وهوسا في الوقت ذاته. وقبل انطلاق نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل، تبدو الأمور مختلفة بعض الشيء، لكن للأسباب الخاطئة، حيث سيصل "إل تري" إلى البرازيل مصحوبا بالشكوك بعدما خاض مشوارا صعبا خلال التصفيات أجبره على خوض الملحق العالمي النهائي أمام نيوزيلندا. ما يقلق الجمهور المكسيكي فعلا، هو قلة عدد اللاعبين المكسيكيين المتألقين في الملاعب الأوروبية، فمن بين 23 لاعبا اختارهم المدرب المحلي ميغيل هيريرا للتشكيلة الرسمية للنهائيات المقبلة، هناك 7 لاعبين فقط يلعبون خارج البلاد، لكن هيريرا لا يبدو آبها لهذه الحقيقة، فهو يفضل الاعتماد على لاعبي الدوري المحلي، وقد أبدى في وقت سابق امتعاضه من سلوك اللاعبين المحترفين في الخارج وعدم جديتهم في التعامل مع المنتخب الوطني. منذ استلامه مهمة تدريب الفريق أواخر العام الماضي، عمل هيريرا على بث الحماس في نفوس لاعبيه، خصوصا هؤلاء الذين تنقصهم الخبرة الدولية، فكانت النتائج إيجابية، حيث خاض الفريق تحت إدارته الفنية ست مباريات دون أن يتعرض للهزيمة، واجتاز نيوزيلندا مرتين 5-1 و4-2 في الملحق النهائي للتصفيات بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من عدم التأهل عن تصفيات أميركا الشمالية الوسطى.، إثر حلوله رابعا وراء الولاياتالمتحدة والهندوراس وكوستاريكا. وقدمت المكسيك أداء جيدا في المباريات الودية الثلاث التي لعبتها مؤخرا، اثنتان منها اقتصرت على مشاركة اللاعبين المحليين، ففازت على كوريا الجنوبية برباعية نظيفة، وتعادلت مع نيجيريا 0-0 والولاياتالمتحدة 2-2. ورغم أن التشكيلة المكسيكية جلها من الدوري المحلي، إلا أنها تحتوي على عناصر خبرة ضرورية يمكنها التعامل مع الضغوط، خصوصا في خط الدفاع الذي يقف خلفه حارس مرمى أجاكسيو الفرنسي غوليرمو أوتشوا، حيث يتمتع الفريق بوجود قلب الدفاع الأمين رفاييل ماركيز الذي يستعد لخوض مغامرته الدولية الأخيرة قبل الإعتزال، وعلى يمينه يتواجد بول أغيلار ظهير أميركا المحلي الذي يقدم للمنتخب الوطني أيضا ظهيره الأيسر ميغيل لايون. ويدير خوان كارلوس ميدينا عمليات المناورة في خط الوسط بدعم من لاعب بورتو البرتغالي هيكتور هيريرا، وفي خط الهجوم يتألق الهداف الجديد أوريبي بيرالتا بمساندة جناح فياريال الاسباني جيوفاني دوس سانتوس. وتلقت المكسيك ضربة موجعة عندما اعتذر أفضل لاعبيها، مهاجم ريال سوسييداد الاسباني كارلوس فيلا عن عدم المشاركة في المونديال بعد نشوب خلافات بينه وبين الاتحاد المكسيكي للعبة، لكن الغريب فعلا أن لا يستعين هيريرا بمهاجم مانشستر يونايتد خافيير هرنانديز "تشيتشاريتو" في التشكيلة الأساسية بعدما بدا واضحا تفضيله للمحلي بيرالتا الذي أحرز 16 هدفا في 26 مباراة دولية حتى الآن. نقاط القوة تمتع خط الدفاع بالخبرة الدولية بوجود ماركيز وكارلوس سالسيدو (119 مباراة دولية) وفرانشيسكو خافيير رودريغيز وهكتور مورينيو الذي يقدم أداء جيدا مع اسبانيول الاسباني، كما أن وجود أندريس خواردادو لاعب باير ليفركوزن الألماني في تشكيلة الفريق يمنح هيريرا خيارات مميزة، نظرا لإمكانية إشراك اللاعب صاحب المئة مباراة دولية في الدفاع أو الوسط على الناحية اليمنى من الملعب. الأهم من هذا كله أن الفريق منضبط تكتيكيا تحت إدارة هيريرا، كما أنه يسافر إلى البرازيل دون وجود ضغوطات جماهيرية وإعلامية. نقاط الضعف رغم أن الدفاع يتمتع بالخبرة، إلا أن معدل أعماره خصوصا في منطقة العمق مرتفع ما قد يتسبب في بطئه عند مواجهة مهاجمين يتمتعون بالسرعة والمهارة، كما أن خط الوسط يفتقد للقوة الجسدية وعامل الخبرة في المباريات التي تتطلب لياقة بدنية عالية. إذا كانت المباراة الرابعة تشكل نحسا بالنسبة للمكسيكيين، فإنهم قد لا يصلوا إليها هذه المرة، هناك أفضلية نسبية للمنتخب الكرواتي لبلوغ الدور الثاني برفقة البرازيل عن مجموعة تضم أيضا الكاميرون التي لم تعد قوية كما كانت، المباراة أمام كرواتيا ستكون مصيرية، وعلى المكسيكيين أن يكونوا أذكياء من الناحية الفنية لاجتياز فريق لديه أسلحة فتاكة مثل إيفان راكيتيش ولوكا مودريتش وماريو ماندزوكيتش. البرنامج التحضيري: 31-5: مباراة ودية أمام الأكوادور في مدينة أرلينغتون الأميركية. 3-6: مباراة ودية امام البوسنة في مدينة شيكاغو الأميركية. 6-6: مباراة ودية امام البرتغال في مدينة فوكسبروه الأميركية. 7-6: السفر إلى البرازيل. ارقام عن المنتخب المجموعة: الأولى التصنيف العالمي: 19 المدرب: ميغيل هيريرا القائد: رفاييل ماركيز أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ الفريق: كلاوديو سواريز (176 مباراة دولية). أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في تاريخ الفريق: جاريد بورغيتي (46 هدفا). ألوان الفريق الأساسية: الفانيلة الخضراء والسروال الأبيض والجوارب الحمراء. ألوان الفريق الإحتياطية: الفانيلة الحمراء الفائحة والسروال الأسود والجوارب الحمراء الفاتحة. عدد المشاركات السابقة في كأس العالم: 14. الرياضي نت
