في عام 2012 بلغت مبيعات «دار بومر» الذي أسسها في باريس عام 1995 حوالي 3.8 ملايين يورو، لقاء بيع حوالي 300 قطعة فقط من تصميماته. ظل «بومر» يعرض مجموعاته لزبائنه وفقاً لمواعيد محددة سابقاً في الصالون الخاص بدار «بومر»، إلى أن قرر في يونيو من عام 2013 أن يكون مرئياً أكثر وموجوداً أكثر بين الجمهور، فافتتح متجره الأول في «ساحة فاندوم» في باريس على مساحة 400 م 2، وتوقع حينها زيادة جديدة في أرباحه تصل لنسبة 30 %. في لقاء معه نحاول التعرف إلى ما هو جديد في عالمه الخاص، وما هي مصادر إلهامه التي تثري تاريخ المجوهرات، فيجذب جمهوره بكل ما هو جديد وغير مألوف. أنت اليوم المدير العام لدار «بومر» للمجوهرات، وفي الوقت ذاته المدير الفني لقسم المجوهرات في ماركة «لويس فوتيون». هل ترى أن تقديم تصميمات لأكثر من دار، أمر شاق أم أنه أمر عادي لا يؤثر في إنتاج المصمم؟ لقد اعتدت على ذلك، إلا أنه عمل مرهق بعض الشيء ومؤثر، حيث يفترض علي أن أتمتع قليلاً بحالة من «الشيزو فرينيا»، فأكون بشخصين يعيشان في عالمين مختلفين. إلا أنني، وبالرغم من ذلك، أعشق فكرة التحدي هذه، وأرى فيها مجالاً أكبر للحصول على الفرص والتميز في مجالي. هل تعتقد أنك استطعت إبراز الاختلافات التي تميز التصميمات المقدمة لدارك والأخرى ل «لويس فويتون»؟ بالطبع. والدليل أن الناس تأتي لاقتناء مجوهراتي من كلا الدارين. ولولا إدراكهم للاختلاف الذي يميز هذه عن تلك، لتوجهوا لدار واحدة فقط. الاختلاف بين التصميمات بنظري هو اختلاف جذري، كون مصادر الإلهام مختلفة. ما الذي ألهمك عند تصميم القطع الأخيرة التي قدمتها لهذا العام؟ أشياء كثيرة. فقد جسدت الطبيعة من خلال قطعة الخنفساء المعطرة بأجمل رائحة، والتي لاقت استحساناً كبيراً. كما أنني من عشاق ركوب الماء، والنظر إلى تلك الشمس الأشبه بكتلة من نار وهي تغرق وراء البحار، مع مشهد الطيور المحلقة في السماء. فحاولت أن أعكس هذه المشاعر وأترجمها من خلال تصميماتي. وفي مجموعتي الأخيرة، حاولت أيضاً أن أستبعد فكرة الحدود والمألوف، من خلال البحث عن مواد جديدة، مثل تلك المادة التي تشبه أسفنجة من ذهب تمتص الرائحة وتختزنها بداخلها. كما عملت على طلاء سطح القطع بمادة التيثانيوم، التي تعطي القطعة بريقاً لا يصدق. إنها أشياء جديدة لا نراها عادة في صناعة المجوهرات. من أين أتيت بفكرة المواد الجديدة تلك؟ المصمم هو الشخص القادر على صنع أشياء غير موجودة بعد. فأنا لا أقدم إطلاقاً على تقديم أشياء تم العمل عليها من قبل، وأحاول أن أقدم الأفكار المتقاربة بمنظار مختلف. وقد جاءت فكرة البحث عن مواد جديدة، تبعاً لقناعتي بضرورة تقديم تصاميم متفردة تلتصق بماركة «لورنز بومر» للأبد. وقد اخترت مادة التيتان بسبب خفة وزنها، إضافة إلى اللون المبهر الذي تضيفه لقطعة المجوهرات. فالمرأة تكون مرتاحة جداً بوضع أقراط في أذنيها لا تضيف لها ثقلاً. أما بالنسبة للخنفساء المعطرة، فقد جاءت الفكرة من أنني وجدت كثيراً من النساء يعانين حساسية تجاه العطور، ما جعلني أفكر بشيء ما بإمكانه التحكم بكمية العطر التي تفوح منهن. وبعد أبحاث توصلت إلى تلك المادة التي تحمل العطر دون أن يلامس بشرة المرأة، ويفوح فقط عند الضغط عليها ويتوقف لحين إعادة الضغط من جديد. ما العلاقة التي تجمعك بزبائنك؟ أعشق زبائني وأحترم أذواقهم، فهم يحفزونني دوماً على الاستمرار. كما أحب كثيراً التحاور معهم، لأن ذلك يوجهني إلى تفاصيل دقيقة قد لا أكون متنبهاً لها. إضافة إلى أن نصف المجوهرات التي ننتجها تأتي وفق طلبيات خاصة من عملائنا المخلصين. ما القطعة التي تعتبرها رمزاً لدار «لورنز بومر»؟ الخنفساء المعطرة التي قدمتها مؤخراً. فأنا أعتبرها قطعة إبداعية، ويمكن تصنيفها في خانة الفن أكثر من خانة المجوهرات. إنها قطعة مبهرة بألوانها، وتكرس مقولة إن الشكل هو في خدمة الفكرة دوماً. من الفنانون الذين تستلهم منهم؟ إنهم غير محصورين بعصر معين. فأنا أعشق مثلاً رسومات بيكاسو التي تشكل إبداعات لا يحدها زمن. ما المواد التي تعشق العمل بها عادة؟ المادة التي تجدها في جميع رسوماتي هي المشاعر. فقطعة المجوهرات يجب أن تحرك شيئاً ما في داخل الشخص الذي ينظر إليها. فالنظر إلى قطعة الذهب أو حتى الألماس لا يعني الكثير، إذا لم يأخذك بأفكارك إلى قصة ما أو لحظة من الزمن، أقوم بتوثيقها وترجمتها في تلك القطعة. ما القطعة التي تحلم بتقديمها في المستقبل؟ أحلم دوماً بأن أقدم قطعة تجعل المرأة تشعر بالسعادة عند ارتدائها والنظر إليها في المرأة. فالتوصل إلى تلك القطعة السحرية سوف يكون عملاً عبقرياً أتمنى أن يؤرخ باسمي. بومر في سطور: ولد مصمم المجوهرات الأميركي لورنز بومر في 28 ديسمبر عام 1965 في واشنطن، لأم فرنسية وأب ألماني. انتقل مع عائلته إلى باريس وهو في سن الخامسة عشرة، وتخصص في مجال الهندسة. وأثناء دراسته الجامعية، التحق بصف اختياري بعنوان «التصور، الإبداع، الإنتاج»، والذي يناقش كيفية تقديم منتج جديد، بدءاً من طرح الفكرة الأولية وصولاً إلى عملية التسويق. ومنذ ذلك الوقت بدأ يفكر بتصميم المجوهرات التي يعشق النظر إليها منذ صغره، وكيفية إدخال أفكار جديدة إليها، تجعله يضع بصمته الخاصة في هذا العالم البراق. البيان الاماراتية