اعتبرت مجلة فرنسية متحف اللوفر - أبوظبي يجسد قيم التعايش المشترك بين الثقافتين العربية والغربية . وأكدت مجلة "فالير أكتيويل" في تقرير مطول للكاتب سيسول برونو أن المتحف يعكس روح الانفتاح والتسامح في أبوظبي، وأن جزيرة السعديات تعد مركز استقطاب للمتاحف الوطنية والأجنبية . وأشار برونو إلى أن معرض "اللوفر - أبوظبي" الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس دائرة النقل رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في 29 إبريل الماضي وفتح أبوابه للزوار بدءاً من 2 مايو الحالي، يكشف لزائريه من خلال تشكيلة تضم 160 عملاً فنياً عن المجموعات القادمة التي سيضمها المتحف إلى مقتنياته خاصة ما يسلط الضوء على الروح السائدة التي تعمل على تنشيط تلك المؤسسة التي لم يسبق لها مثيل مجددة المفهوم التقليدي لهذا المتحف والاستعراض المألوف للأعمال الفنية وفقاً لعامل الجغرافيا والتاريخ . وعادت المجلة بالذاكرة إلى الخطوات الأولى لقيام هذا المشروع على أرض الإمارات وقالت: سبع سنين مضت على الاتفاق بين الحكومتين الاماراتية والفرنسية عام 2007 والتي بموجبها تلتزم فرنسا على مدى ثلاثين عاماً بتقديم المشورة العلمية والفنية حيال الأعمال الفنية المعروضة للجمهور وتنظيم أربعة معارض سنوية . ومن الواضح أنه تم استدراك فترة التأخير التي وقعت في تنفيذ هذا المشروع العملاق، حيث كان من المنتظر تدشينه عام 2002 وكان سيمتد حتى نهاية 2015 وربما حتى 2016 رغم وجود 5 آلاف عامل في المشروع . وتضيف المجلة أن ميزانية تقديرية أولية تم رصدها بنحو 40 مليون يورو قد سمحت بشراء ما يقارب 400 قطعة فنية لما قبل التاريخ - والتاريخ المعاصر . ومن حكمة الإدارة القائمة على متحف اللوفر أبوظبي أنه جمع ما بين الفترتين الزمنيتين . ومن هنا تبرز عالمية متحف أبوظبي في مزج قوة هذين الرمزين . وأكدت أن هذا التعايش المتجانس والمشترك بين الثقافات العربية والغربية يتجسد في البناء المعماري لمتحف المستقبل على جزيرة السعديات التي تشكل مركز استقطاب ثقافي يضم متحف اللوفر إلى جانبه متاحف أخرى وطنية مثل متحف زايد وتوسيع متاحف أخرى أجنبية على غرار متحف جوجنهايم . وفقاً للنماذج المكونة لمتحف المستقبل قدمت المجلة صورة جميلة للموقع وقالت: "المتحف يحتل مكانا ساحريا بين البحر والصحراء" . ونقلت عن لورانس دو كار التي تم تعيينها في يناير الماضي مفوضة لمعرض "أورانجيه" قولها "إن هذا المشروع الهائل هو خير شاهد على روح الانفتاح والتسامح السائدة في أبوظبي" . وأكد أن نموذج المشروع المعماري لجان نوفيل مبتكراً من خلال تنوع اشكال البناء المعماري الكلاسيكي العربي، ومن هنا تشكل شمولية متحف اللوفر في أبوظبي مزيجاً من الثقافة العالمية . كما أن اسم المتحف يكشف عن تحالف ليس له نظير مع أحد أكبر المتاحف العالمية، ومكان متصل بشبه الجزيرة العربية الحديثة . ونقلت المجلة عن مصمم ومهندس اللوفر أبوظبي جان نوفيل القول: الزائر للمعرض سيشاهد العناصر المعمارية التي تجسد اللوفر أبوظبي مثل تتابع المنظر على القبة والبحر والحديقة، إضافة إلى المكونات المعمارية المتمثلة في الأرضيات والجدران والأسقف، حيث تتصف تلك المكونات بطابع الهدوء والسكينة والرقي والتجانس مع المواد والألوان المعمارية في الخارج . وتعترف المجلة بصعوبة التجميع العالمية للكثير من الأعمال الفنية النادرة في مكان واحد لكنها ركزت على أهمية المقتنيات في اللوفر أبوظبي . (وام) الخليج الامارتية