إبراهيم الملا (الشارقة) قدمت فرقة الصواري البحرينية مساء أمس الأول بقاعة العروض في جمعية المسرحيين بالشارقة، عرضها «عندما صمت عبدالله الحكواتي» المشارك ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثالثة عشرة من مهرجان المسرح الخليجي التي تنظمها وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع خلال الفترة من السابع عشر وحتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري بالشارقة. عمل العرض ضمن مستويات درامية متصاعدة، ضد عنوانه وضد حمولاته اللفظية، استنادا إلى عبارة لشكسبير يقول فيها: «وما الحياة إلاّ ظلّ يمشي، ممثل مسكين يتبختر ساعة على المسرح، ثم لا يسمعه أحد، حكاية يرويها معتوه، ملؤها الصخب والعنف». وعلى وقع هذا العبث المروّض في حلبة السينوغرافيا ودلالاتها، يلملم المؤلف والمخرج البحريني الشاب حسين خليل شظايا اللذة والخيبات التي ينثرها الممثل البحريني المخضرم عبدالله السعداوي المشتبك في دور الحكواتي، حيث بدا منهكا وسط صحراء الحكاية، ودونه ألف متاهة وألف خراب، أما شهرزاد التي تتصدر المشهد الأسطوري في خلفية هذا البوح الذبيح، فبدت مثل شبح أو طيف يلوّن الرواية كلها بالدم والدموع وبالصمت الفائض حدّ الصراخ. العرض يتواطأ السرد مع الكتمان هنا، ومنذ بداية العرض، عندما يدخل الحكواتي بجسده وحضوره وهيبته وسط خشبة أشبه بالحلبة المفتوحة وكأن ثمة صراعا سوف ينشب عما قليل بين الحقيقة والوهم وبين الشواهد والأكاذيب داخل هذا النسيج المتوتر والمهيمن على فضاء مريب ومصطدم بثنائية الانتحال والمصداقية وبجاذبات التفكيك والتجسيد، لتبدأ المناورة الماكرة خارج العلبة الإيطالية التقليدية ويصبح الجمهور المحيط بالخشبة من زواياها الأربع هو المراقب المذهول والشاهد الحائر بين ضفتي المأساة والملهاة، حيث الحكاية تجري بينهما مثل نهر لا يتوقف. ... المزيد الاتحاد الاماراتية