تونس - "الخليج": أعلنت الحكومة التونسية أنها أفشلت مخططاً إرهابياً كان يستهدف ضرب منشآت اقتصادية وسياحية في البلاد واغتيال شخصيات عامة في الوقت الذي أكدت فيه المصالح الأمنية اعتقالها لعناصر إرهابية كان بحوزتها كميات مهمة من المتفجرات . وعقد رئيس الحكومة المؤقتة المهدي جمعة أمس الأحد، اجتماعاً أمنياً بحضور وزير الداخلية وكبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين بثكنة العوينة العسكرية في العاصمة، ركز على إحباط المخطط الإرهابي واعتقال المتورطين به . وشدد جمعة في كلمته أنه ستتم ملاحقة الأطراف التي خططت لضرب وحدة التونسيين، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية أثبتت جاهزيتها ونجاعتها في إحباط المخطط الخطر الذي يستهدف وحدة التونسيين . وقال وزير الداخلية لطفي بن جدو أثناء مؤتمر صحفي إن وحدات من الجيش والحرس الوطنيين تمكنت من إحباط عملية خطرة، وحجزت كافة المتفجرات التي كان الإرهابيون وهم من حاملي الجنسية التونسية، يعتزمون استعمالها . وأوضح الوزير أن العملية مازالت متواصلة وتم التعرف إلى المخططين وتم اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون حصول أي خطر يهدد الأمن القومي لتونس . وكانت وزارة الداخلية نشرت يوم الجمعة صوراً ل19 عنصراً إرهابياً وصفتهم ب"الخطرين" والمفتش عنهم وطالب المواطنين بالإبلاغ عنهم . وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية من جهته محمد علي العروي إلقاء القبض على 16 عنصراً إرهابياً على 3 مراحل ضمن عملية استباقية بعد تلقي الأجهزة الأمنية لمعلومات استخباراتية، مضيفاً أنه تم خلال إيقاف العناصر الثلاثة السبت بمدنين جنوبتونس وقرب الحدود الليبية حجز ألغام أرضية وأحزمة ناسفة وعلب كهربائية جاهزة للتفجير وصواعق . ويأتي الإعلان عن هذه العملية بعد يومين من سقوط ضابطين وجرح أربعة جنود في صفوف الجيش، إثر انفجار لغم بجبل الشعانبي غرب البلاد الذي يعد البؤرة الرئيسية للجماعات المسلحة . وفجر الحادث حالة من الإرباك في الشارع التونسي، بعد أن تم الإعلان في وقت سابق عن تطهير جبل الشعانبي من الألغام التقليدية، والسيطرة على أغلب المناطق المحيطة به . وازدادت وتيرة القلق في تونس مع تصاعد الاشتباكات المسلحة في البلد الجار لليبيا وإمكانية انعكاس ذلك على الأوضاع الأمنية في تونس . ودفعت الأجهزة الأمنية والعسكرية بالفعل بتعزيزات على الحدود الشرقية مع ليبيا تحسباً لأي تهديدات، كما حذرت وزارة الدفاع من احتمال تسلل عناصر إرهابية من ليبيا وتسريب السلاح إلى التراب التونسي أو اندلاع اشتباكات بين الليبيين المتواجدين في تونس والذين يقدر عددهم بنحو مليون و900 ألف . وتعمل الحكومة التونسية على تفادي أكثر ما يمكن أي إعمال إرهابية من شأنها أن تعرقل ما تبقى من المسار الانتقالي، وتحدث قلاقل اجتماعية ومزيداً من التجاذبات السياسية . وكان جمعة أكد في وقت سابق بأن الأولية المطلقة لعمل حكومته هي توفير مناخات ملائمة لإجراء انتخابات نهاية العام الجاري، وعلى رأسها توفير المناخ الأمني والاقتصادي . الخليج الامارتية