بقلم/ علي هيثم الغريب || عندما لا يكون الأفق واضحاً، ولا توجدخطة للمستقبل القريب على الأقل،ويدار الحراك الثوري بأكمله بارتجاليةوبثقافة الإقصاء والتطرفوالتخوين ،وتشوية سمعة المناضلينالصادقين كما حصل للمعلمة النبيلةهدى العطاس من قبل العبثيين , فانمن حقنا أن نقف جميعا للمراجعةوتقييم الوضع الثوري وايجاد المخارجالعملية له.للأسف الشديد ، قد لا يكون مانشهدهاليوم يجسد " ذروة التباينات " ، وقديكون الآتي اعظم ، و يكلف الشعبالجنوبي الصابر ما لا يحتمل ، منانقسام داخل الانقسام ، او انهيارالمكونات الحالية إذا ظلت على عملهاالروتيني هذا ,ورفضها لأي تقارب بينمكونات الحراكالثوري ، لتنتج حالةاقرب الى الوضع العربي الحالي ،وعلى الشخصيات الجنوبية في الخارجوعلى رأسها الرئيس البيض أن تتنبه إلى ان وهم الواهمين الإنفراد بالثورةالتحررية ، سوف يجر وراءه سقوطهم ,أو قد يحدث وهن في جسد الثورة الجنوبية.إذن ، و باختصار ، والى جانب الحلولالعاجلة التي يتبناها المؤتمر الجنوبيالجامع ، فان انقاذ الجنوب كشعب و قضية ، يتطلب أيجاد قيادة شرعية منالآباء والبنين أي رئيس ومؤسساتشرعية لقيادة الثورة , وليس رئسبدون قيادة ولا قرار . ، و تلك خطواتعاجلة ومطلوبة , ان تحققت سترىهذه القيادة ، تجددا في الثورةالتحررية الجنوبية وتناميا في الموقفالعربي و الدولي ، سياسيا وإعلاميا ،والا فإنها حفارة قبور نفسها .فالحراك الجنوبي السلمي يشهد اليوم انفصالا تاما بينه وبين الشعب بسببثقافة التطرف ، وإذا لم نتوجه جميعاللجلوس على طاولة واحدة , وربما لن تتاح لهم ، الفرصة ليقولوا ما قالهالرئيس التونسي السابق " بن علي، الان فهمتكم ،ان الشعب الجنوبي وبعد 24 سنة على نكبته , و20 عاما على احتلاله ,لم يكل ولم يمل النضال والتضحيةلاجل قضيته وان عدوه رغم انه يستقوى بالجنوبيين( غير مدرك أنهؤلاء الجنوبيين عمرهم ما كانوا إلامناضلين أشداء على ترابهم الجنوبي ,وأن ذاكرتهموتاريخهم لابد أن يعودانيوما ما إلى مكانهما الطبيعي ,الجنوبالعربي) لم يستطع النيل من تصميمه وعزيمته في تحرير ارضه وهو مستعدلبذل الغالي والنفيس لتحقيق ذلك.فالشعب الجنوبي اليوم ينتظر ليرى من هم الشرفاء الأحرار اللذين سيبادرنفي الإعلان عن تشكيل قيادة شرعيةللحراك الثوري الجنوبي التي ستكون فيما بعد مرجعية هامة للجنوب ونتطلعجميعا الى تشكيلها في القريب العاجلانشاءالله ومن خلال مؤتمر جنوبي جامع.وهناك اسئلة كثيرة تطرح هنا , لابدمن الإجابة عليها : هل نحن الجنوبيونلدينا هوية؟؟ , هل للجنوب العربي جذور تاريخية؟؟ الخلاف حول الهويةلقد أشرت في مقابلات سابقة إلى أنأختيار طريق التحرر الوطني من الاحتلال اليمني , بات موضوع خلافبين قوى جنوبية تربط مصالحها الخاصةباستمرار التبعية لليمننة , متناقضة في ذلك مع مصالح التحرر الوطني وبناءالدولة القادمة بإذن الله , وقوى تريدالذهاب بعملية التحرر إلى نهايتها ,وهنا تجذر التباين , وأصبح من هو معالهوية الدخيلة على الجنوب , هو أقربإلى الفيدرالية والأقاليم ... وهمالرافضون لوحدة الصف الجنوبي علىهدف التحرير والاستقلال.الهوية الجنوبية التي ينشدها المؤتمرالجنوبي الجامع , لم تستطع قمعها أو إنهائها , لا النظريات الدخيلة علىشعبنا العربي ولا الحلول السهلة ,وهذه حقيقة لا يجوز أن نتغافلها , أونقلل من أهميتها , أو نعطلها وذلكبتعطيل المؤتمر الجنوبي الجامع .فالنظريات الأنسانية يمكن أن تتبدلوتتغير لكن الدين والهوية لا يمكن أن يتبدلا ...ومن هنا فلا نستطيع عزلالحراك الثوري الجنوبي عن هويتهالعربية الجنوبية .إن أبناء الجنوب في الداخل والخارج وشعبنا يترقب نتائج المؤتمر الجنوبيالجامع باهتمام بالغ، حيث أن عقدالمؤتمر بحد ذاته وهو يضم التركيبةالسياسية المفككة والتركيبة المجتمعيةيعتبر معجزة، وعقده على أرض الوطنمعجزة أخرى، لكن النتيجة ستكون أهممن هاتين المعجزتين .وشعبنا الأبي ينتظر الكثير من المؤتمرالجنوبي الجامع ، إن هذا المؤتمر يجبان يشكل منصة لانطلاقة جديدة، تعززنضالنا لاستكمال مهامنا الوطنيةالتحررية الرئيسة، وهي انجاز الحريةوالاستقلال التام ، باستعادة دولتنا المحتلة، وبناء دولتنا الجنوبيةالمستقلة .نحن مطالبون بأن نقدم لشعبنا الإجاباتالوطنية المسئولة على التحديات الماثلة أمامنا، ونحن مطالبون بان يشكلمؤتمرنا ونتائجه رافعة لنهوض وطنيجديد على قاعدة التحرير والاستقلال بقيادة وطنية توافقية . وهنا أشدد أنمهمة تطوير وتفعيل عمل مؤسساتالحراك الثوري التحرري يحتل أهمية قصوى في الوقت الحالي ، ويجب علىكل وطني شريف التعاون مع اللجنةالتحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع لإنجاز هذه المهمة ... أنه مؤتمرالهوية؟؟ .إن هذا المؤتمر مطالب بأن يقدم منخلال قراراته وتوصياته رؤية الحراك الثوري الجنوبي ، حول مختلف القضاياالتي تشكل مجال عمل القيادةالشرعية القادمة بأذن الله ، رؤيةيعكس فيها الشعب الجنوبي قناعاتهومواقفه.كما أن مهمتنا الأبرز كحركيين ثوريينهو أن يستعيد الحراك الجنوبيالسلمي ، مفجر الثورة وقائدها، مكانتهووهجه وروحه الأصيلة، وقيمه النبيلةالتي يحاول البعض تشويهها , وإيجادقيادة وطنية صادقة , تواصل القيامبأعباء دورها التاريخي، في قيادةشعبنا نحو التحرير والاستقلال .إننا مطالبون اليوم بتوسيع القاعدة الاجتماعية والسياسية للقيادةالشرعية ، حتى تكون قيادة لكل القوىالفاعلة والحية في صفوف الشعب، لجميع الطاقات الوطنية التحررية ميدانياوفكرا , من السلاطين والعمالوالمشائخ والفلاحين والمثقفينوالصيادين والأكاديميين وقطاع المهنيينورجال الأعمال، للطلاب والمعلمينوالنساء والشبيبة، داخل الوطنوخارجه. وعلى أن نطرح بثقة وتواضع ثوريأصيل الإجابات والحلول , والقدرة علىأن نتقبل النقد والانتقاد. وأن نرفض ثقافة التطرف التي سحبت من تبقىمن الجنوبيين إلى صنعاء وهم متعبين .وأن نتعلم من أخطائنا ونسعى على الدوام إلى تصويب مسيرتنا النضاليةبإخلاق وقيم وطنية رفيعة ، وأن نصححطرق نضالنا ، كي نكون الأقرب إلى نبض الشارع، وكي تتعزز قدرتنا علممارسة دورنا، وكي نستعيد الروحالوطنية الأصيلة، في العطاء والإيثارونكران الذات لصالح الهدف الوطنيالعام.إن المؤتمر الجنوبي الجامع يوفرفرصة نادرة، كي نطلق من خلالجلساته وأعمال لجانه، ورشة عملحقيقية، تسعى لتطوير وتحديث بنيتناالتنظيمية والسياسية ، بما يستجيبللتطورات والمستجدات الجذرية التي طرأت على الحراك الثوري الجنوبيخلال السنوات الماضية، والبحث عماهو أكثر موائمة وانسجاما مع الطبيعةالمزدوجة الخاصة لنضالنا، التي تجمعثنائية استكمال مهام التحرر الوطنيوانجاز الاستقلال، ومهمة ترسيخ بناءملامح الدولة العربية الجنوبية بإذن اللهفي وضع كوضعنا يقف فيه الاحتلالاليمني متربصا.كما أن علينا ان نولي اهتماما خاصابدور الشباب المتعطش للحريةوالاستقلال ، التي أتمنى وأتوقع أنيكون حضورهم في المؤتمر الجنوبيالجامع لافتا ومؤثرا، وأن نرى وأنندعم وصول شبابنا مع آبائهم إلىصدارة الهيئات القيادية. كما أن عليناان نحرص على العمل الجاد في أوساط القطاعات النسوية والمهنية والأكاديميةوالمثقفين، وأن نفتح أمام فعاليتهمالأبواب العريضة للمشاركة والعطاءوالإسهام في مسيرتنا التحررية.وأن نولي اهتماماً مماثلاً بالحركاتالشبابية القاعدة الصلبة للحراك الثوريالجنوبي وخزانهالتنظيمي. وأن نوفرلها فرص خوض غمار التجارب لصقلقدراتهم وتأهيلهم لتحمل الأعباء وتسلمالراية في المستقبل.قد تبدو هذه المهام صعبة، وهيكذلك، وقد يبدو سقف الطموح عاليا،لكن الحراك الثوري الجنوبي لا يملكغير هذا الخيار، هذا هو قدرنا، وهذاهو دورنا، وأنا على ثقة أن شعبناالصامد قادر على تنفيذ هذه المهام.وحين أتحدث عن الحراك الثوريالجنوبي والشعب الجنوبي والمؤتمرالجنوبي الجامع فلن امر مرور الكرامعن الشهداء وذويهم الذين هم كلالشعب الجنوبي , فالشهيد هو أبن / بنت وأخ / أخت وأب /أم الشعب الجنوبي كله , فالشهيد هو الوحيد الذي تتكونأسرته من الشعب الجنوبي , ونناشدالمجموعات الداعمة , هذه المجموعاتالتي ساهمت في الثورة والخبزوالدواء أن تعمل لجنة مالية وطنيةلتوفر لساكني الجنة في السماء منالشهداء ما يستحقذويهم على الأرضوهذه أيضا مسؤولية المؤتمر الجنوبيالجامع . بوحدتنا السياسية ننتصر العهد هو العهد والقسم هو القسم بوحدتنا الوطنية ننتصر. 25 مايو 2014م – عدن – حي السعادة الجنوبية نت