تمكنت إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالإدارة العامة للعمليات الشرطية في رأس الخيمة، من كشف غموض قضية وفاة مواطن قبل أسبوع، عثر على جثته في مركبته التي سقطت في أحد الأودية العميقة بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة. وقال نائب قائد عام شرطة رأس الخيمة، العميد محمد النوبي محمد، إن الإدارة العامة للعمليات الشرطية، بذلت جهودا كبيرة وحثيثة في عملية البحث والتحري وجمع الاستدلالات للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة المواطن ( أ.ع.أ - 54) عاماً. من جهته، أوضح مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، العميد عبدالله خميس الحديدي، بأن تفاصيل القضية تعود إلى ورود بلاغ لغرفة العمليات يفيد عن وجود جثة وفاة أحد المواطنين داخل سيارته التي سقطت في وادي حام بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة، حيث انتقلت كافة الجهات المعنية وذات الاختصاص لموقع الحادث، ومن خلال المعاينة المبدئية للجثة ولمكان الحادث، ثارت الشكوك حول وجود شبه جنائية في الحادث نتيجة وجود إيزار مقيد به قدما المتوفى، فتم إحالة الجثة للطب الشرعي بشرطة رأس الخيمة، لإعداد التقرير الطبي عن الإصابات الموجودة بالجثة، وتحديد سببها، ولتبيان الأسباب الحقيقة للوفاة. كما قام فريق آخر برفع الآثار المتخلفة من مكان الحادث عن طريق فريق مسرح الجريمة وخبراء المختبر الجنائي والبصمة الوراثية، وجاء تقرير الطب الشرعي مفاده بأن المتوفي تعرض لإصابات متعددة نتيجة السقوط في الوادي، منها كسر في الأنف، وسحجات وكدمات متعددة بالرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، علاوة على كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق. ومع تكثيف عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات تمكنت الفرق الميدانية المشكلة والمكلفة بمتابعة ملابسات القضية من التوصل إلى معلومات مهمة ومؤكدة، تقود إلى أن الوفاة نتيجة جريمة قتل ويقف خلفها زوجة المتوفي بمشاركة شخصين آخرين، وبعد استكمال جميع المعلومات وتوفر الأدلة الكافية واللازمة لإثبات جريمة القتل، ووصول كافة نتائج وتقارير المختبر الجنائي، تم إلقاء القبض على زوجة المتوفي (ر. أ.ح) مواطنة، وشريكيها (ح.ع.ش) مواطن و (أ.ز) من جنسية دولة آسيوية، ويعمل سائق لدى والد الشريك الأول. وبمواجهة زوجة القتيل، اعترفت بقيامها بالتخطيط والتنفيذ لقتل زوجها بمعاونة شريكيها المواطن والآسيوي، وذلك نتيجة الخلافات الزوجية المتعددة والمتراكمة بينهما منذ فترة طويلة، وخاصة وأنها متزوجة منه منذ سنوات ولديها منه عدد من الأبناء، ونتيجة لتلك الخلافات قررت التخلص منه، موضحة بأنها حاولت قتله في مرات سابقة، لكنها لم تنجح في ذلك، لذا قررت الاستعانة بشريكها المواطن لقتل زوجها والتخلص من جثته مقابل دفعها له مبلغ (100.000) درهم وتكفلها بسداد كافة التزاماته المالية، والذي بدوره قام بالاستعانة بسائق والده الآسيوي مقابل مبلغ (10.000) درهم تدفعه له زوجة القتيل. وأضاف مدير عام العمليات الشرطية، أنه وفي اليوم المحدد لتنفيذ الجريمة، قامت زوجة المتوفي بوضع عدد من الأقراص المنومة التي جلبها لها شريكها الأول في شراب وطعام زوجها لتبقيه في حالة ضعف وعدم قدرة على المقاومة، كما قامت بوضع أبنائها في غرفهم في الطابق العلوي من المنزل، وأغلقت جميع النوافذ والستائر، وكذلك أطفأت جميع الأنوار في البيت، ومكنت شريكيها من الدخول إلى المنزل عبر أحد الأبواب الجانبية للمنزل، وقاما بدخول إلى غرفة المتوفي وهو في حالة نوم وانقضا عليه وشل حركته وتكميم فمه لمنعه من الصراخ، فيما قامت الزوجة بدورها بحقنه بحقنة أنسولين، ثم قام الشرك المواطن بحقنه بحقنة أخرى، إلى أن خارت قوى الزوج وتوقف عن الحركة، فقاما الشريكين بمساعدة الزوجة بحمله ووضعه في غرفة المجلس، حسب ما كانوا متفقين عليه وإبقائه هناك ليظهروا بأن وفاته طبيعية، إلا أن الزوجة غيرت الاتفاق وطلبت منهما وضعه في إحدى سيارات المتوفى والتي أعدتها لذلك، ومن ثم أخذه والتخلص من جثته بإلقائه من مكان مرتفع في إحدى الأودية العميقة. وهذا ما تم بالفعل، حيث قاد الشريك المواطن مركبة المغدور بعد أن وضع جثته في المقعد الأمامي بجانب السائق، وقام الشريك الآسيوي بالجلوس في المقعد الخلفي للسيارة إلى أن وصلا إلى مركبة الشريك المواطن ونزل الشريك الآسيوي وقادة مركبة شريكه وصولاً إلى وادي حام بمنطقة دفتا برأس الخيمة، حيث أوقف الشريك المواطن مركبة المتوفي عند حافة الوادي ونزل منها بعد أوضع المركبة في حالة السير على الأمام لتندفع في الوادي وتسقط على الصخور، مسببة العديد من الكسور في جسم المتوفي والتي أدت إلى وفاته المباشرة نتيجة كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق. الامارات اليوم