بناءً على توجيهات واهتمام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبمتابعة حثيثة من اللواء سمو الشيخ طالب بن صقر القاسمي قائد عام شرطة رأس الخيمة، تمكنت إدارة التحريات والمباحث الجنائية بالإدارة العامة للعمليات الشرطية من كشف غموض قضية وفاة شخص مواطن قبل أسبوع عثر على جثته في مركبته التي سقطت في أحد الأودية العميقة بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة. وأوضح العميد محمد النوبي محمد نائب قائد عام شرطة رأس الخيمة بأن الإدارة العامة للعمليات الشرطية قد بذلت جهودا كبيرة وحثيثة في عملية البحث والتحري وجمع الاستدلالات للوقوف على الأسباب الحقيقة لوفاة المواطن ( أ.ع.ا) (54) عاماً. مؤكداً في الوقت ذاته بأن شرطة رأس الخيمة حريصة كل الحرص على تطبيق الأهداف الإستراتيجية لوزارة الداخلية، وعلى رأسها هدفها الأول في تعزيز الأمن والأمان والذي يهدف إلى تعزيز الوقاية ومكافحة الجريمة وتقليل آثارها، وهذا ما وضعه فعلاً فريق العمل المكلف بمتابعة التحقيق في القضية، نصب عينيه للكشف عن ملابسات الحادث والوقوف على المتسببين به، مهنئاً فريق العمل بالإنجاز ومشيداً بدعم سمو قائد عام شرطة رأس الخيمة ومتابعته المستمرة والحثيثة لكافة القضايا، وكذلك توجيهات سموه لتوفير كافة الوسائل اللازمة لتحقيق الأمن والأمان لكافة أفراد المجتمع، وتطبيق إستراتيجية وزارة الداخلية ومبادرتها لخفض مستوى الجريمة من خلال تقليل الجرائم المقلقة والمنظمة، وكذلك خفض مستوى الجريمة من خلال تعزيز أسلوب التعامل مع الجرائم ذات الأولوية، والتقليل من الجرائم الأكثر انتشاراً. وأشار العميد عبد الله خميس الحديدي مدير عام العمليات الشرطية بالقيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، بأن تفاصيل القضية تعود إلى ورود بلاغ لغرفة العمليات يفيد عن وجود جثة وفاة أحد المواطنين داخل سيارته التي سقطت في وادي حام بمنطقة دفتا جنوب رأس الخيمة، حيث انتقلت كافة الجهات المعنية وذات الاختصاص لموقع الحادث، ومن خلال المعاينة المبدئية للجثة ولمكان الحادث ثارت الشكوك حول وجود شبه جنائية في الحادث نتيجة وجود إيزار مقيد به قدما المتوفى، فتم إحالة الجثة للطب الشرعي بشرطة رأس الخيمة، لإعداد التقرير الطبي عن الإصابات الموجودة بالجثة، وتحديد سببها، ولتبيان الأسباب الحقيقة للوفاة، كما قام فريق آخر برفع الآثار المتخلفة من مكان الحادث عن طريق فريق مسرح الجريمة وخبراء المختبر الجنائي والبصمة الوراثية، وجاء تقرير الطب الشرعي مفاده بأن المتوفي تعرض لإصابات متعددة نتيجة السقوط في الوادي، منها كسر في الأنف، وسحجات وكدمات متعددة بالرأس وأنحاء متفرقة من الجسم، علاوة على كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق. ومع تكثيف عمليات البحث والتحري وجمع المعلومات تمكنت فرق الميدانية المشكلة والمكلف بمتابعة ملابسات القضية من التوصل إلى معلومات هامة ومؤكدة تقود إلى أن الوفاة نتيجة جريمة قتل ويقف خلفها زوجة المتوفي بمشاركة شخصين آخرين، وبعد استكمال جميع المعلومات وتوفر الأدلة الكافية واللازمة لإثبات جريمة القتل، ووصول كافة نتائج وتقارير المختبر الجنائي، تم إلقاء القبض على زوجة المتوفي (ر. أ.ح) مواطنة، وشريكيها (ح.ع.ش) مواطن و(أ.ز) آسيوي الجنسية ويعمل سائق لدى والد الشريك الأول، وبمواجهة زوجة القتيل اعترفت بقيامها بالتخطيط والتنفيذ لقتل زوجها بمعاونة شريكيها المواطن والآسيوي، وذلك نتيجة الخلافات الزوجية المتعددة والمتراكمة بينهما منذ فترة طويلة، وخاصة وأنها متزوجة منه منذ سنوات ولديها منه عدد من الأبناء، ونتيجة لتلك الخلافات قررت التخلص منه موضحة بأنها حاولت قتله في مرات سابقة ولكنها من تنجح في ذلك، لذا قررت الاستعانة بشريكها المواطن لقتل زوجها والتخلص من جثته مقابل دفعها له مبلغ (100.000) درهم وتكفلها بسداد كافة التزاماته المالية، والذي بدوره قام بالاستعانة بسائق والده الآسيوي مقابل مبلغ (10.000) درهم تدفعه له زوجة القتيل. وأضاف مدير عام العمليات الشرطية بأنه وفي اليوم المحدد لتنفيذ الجريمة قامت زوجة المتوفي بوضع عدد من الأقراص المنومة التي جلبها لها شريكها الأول في شراب وطعام زوجها لتبقيه في حالة ضعف وعدم قدرة على المقاومة، كما قامت بوضع أبنائها في غرفهم في الطابق العلوي من المنزل، وأغلقت جميع النوافذ والستائر، وكذلك أطفأت جميع الأنوار في البيت، ومكنت شريكيها من الدخول إلى المنزل عبر أحد الأبواب الجانبية للمنزل، وقاما بدخول إلى غرفة المتوفي وهو في حالة نوم وانقضا عليه وشل حركته وتكميم فمه لمنعه من الصراخ، فيما قامت الزوجة بدورها بحقنه بحقنة أنسولين، ثم قام الشريك المواطن بحقنه بحقنة أخرى، إلى أن خارت قوى الزوج وتوقف عن الحركة، فقام الشريكان بمساعدة الزوجة بحمله ووضعه في غرفة المجلس بحسب ما كانوا متفقين عليه وإبقائه هناك ليظهروا بأن وفاته طبيعية، إلا أن الزوجة غيرت الاتفاق وطلبت منهما وضعه في إحدى سيارات المتوفى والتي أعدتها لذلك، ومن ثم أخذه والتخلص من جثته بإلقائه من مكان مرتفع في إحدى الأودية العميقة، وهذا ما تم بالفعل حيث قاد الشريك المواطن مركبة المغدور بعد أن وضع جثته في المقعد الأمامي بجانب السائق، وقام الشريك الآسيوي بالجلوس في المقعد الخلفي للسيارة إلى أن وصلا إلى مركبة الشريك المواطن ونزل الشريك الآسيوي وقادة مركبة شريكه وصولاً إلى وادي حام بمنطقة دفتا برأس الخيمة، حيث أوقف الشريك المواطن مركبة المتوفي عند حافة الوادي ونزل منها بعد أوضع المركبة في حالة السير على الأمام لتندفع في الوادي وتسقط على الصخور، مسببة العديد من الكسور في جسم المتوفي والتي أدت إلى وفاته المباشر نتيجة كسرين في العمود الفقري بمنطقة العنق. وقد أعرب العميد عبد الله خميس الحديدي عن عميق شكره وتقديره للتعاون الكبير الذي أبدته وبذلته القيادة العامة لشرطة الفجيرة متمثلة في الإدارة العامة للعمليات الشرطية بكافة إدارتها، وخاصة لفريق العمل الفني والميداني المميز الذي أبدى تعاون وجهد عظيم، أثمر عن التوصل لحل وفك لغز هذه القضية والقبض على الجناة في فترة وجيزة، كذلك وجه سعادته كل الشكر والثناء لكافة فرق العمل بشرطة رأس الخيمة من إدارة التحريات والمباحث الجنائية، ومسرح الجريمة، وخبراء المختبر الجنائي والبصمة الوراثية والجنائية، والطب الشرعي، على الجهود الحثيثة التي قاموا بها لكشف ملابسات القضية. البيان الاماراتية