وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيراه الكازاخي نور سلطان نزابايف والبيلاروسي الكسندر لوكاشنكو، أمس، اتفاقاً لتشكيل اتحاد أوراسيا بين الدول الثلاث. وأشاد بوتين بالاتفاقية ووصفها بأنها «ذات أهمية تاريخية»؛ لأنها تعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث لمستويات غير مسبوقة. ويرى محللون أن الاتفاق يهدف إلى تعميق ابتعاد روسيا عن الغرب بعد أزمة أوكرانيا التي يتعجل رئيسها المنتخب بيترو بوروتشنكو التحالف مع الغرب. وأشاد بوتين بالاتفاقية ووصفها بأنها «ذات أهمية تاريخية» لأنها تعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث لمستويات غير مسبوقة. وقال في تعليقاته التي بثها التلفزيون عقب توقيع الاتفاقية في أستانا عاصمة كازاخستان إن «الممارسة أثبتت أن هذه الاتفاقية مفيدة لكل منا»، موضحاً أن «دول الاتحاد سوف يكون لها سوق عمل مشترك كما سوف تهدف إلى إيجاد سوق مالي موحد وإلى تناغم أسواق العملة». واعتبر رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو ان أوكرانيا ستنضم «عاجلا أم آجلا» إلى الاتحاد الاقتصادي، أنشأته بيلاروسيا وكازاخستان وروسيا. وقال لوكاشنكو في كلمة مشتركة عقب حفل التوقيع في استانا «لقد خسرنا مشاركين في الطريق، وأفكر بأوكرانيا»، مضيفا «انني على يقين ان القيادة الاوكرانية ستدرك عاجلا ام آجلا أين هو مصيرها»، مشيرا الى ان حق الانضمام الى الاتحاد «يعود الى الشعب الأوكراني». لكن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأوكرانية بيترو بوروتشنكو أعلن أنه يريد «فوراً» بدء مباحثات مع الولاياتالمتحدة وأوروبا حول تحالف دفاعي «لحماية أوكرانيا عسكرياً». وقال بوروتشنكو في حديث نشرته صحيفة بليد الألمانية: «تخلينا في الماضي عن السلاح النووي وحصلنا على ضمانات أمنية من الروس لكننا رأينا جيداً الآن أن تلك الضمانات لا تساوي شيئاً». وأكد الرئيس المنتخب حديثاً أنه يريد التباحث مع الرئيس الروسي، لكن روسيا ترفض العملية العسكرية التي تزداد شدة وتستهدف الانفصاليين في شرق أوكرانيا وتقول إنها «عقابية». ودعت روسيا الغرب إلى الضغط على السلطات الأوكرانية لوقف تصعيد العنف وانزلاق البلاد نحو «كارثة وطنية» على ما أعلنت الخارجية الروسية أمس. وأكدت الوزارة في بيان أن «العملية المسلحة التي تشنها السلطات الأوكرانية تتسبب بسقوط المزيد من الضحايا.. نكرر دعوة شركائنا الغربيين إلى استخدام نفوذهم على كييف لمنع انزلاق أوكرانيا إلى كارثة وطنية». ميدانياً أسقط المتمردون الموالون لروسيا في شرق أوكرانيا أمس مروحية للجيش الأوكراني فقتل جنرال و11 جندياً في حصيلة قاسية تتكبدها القوات النظامية التي تحاول منذ شهرين وضع حد لحركة التمرد الانفصالية. وأعلن الرئيس الأوكراني المؤقت اولكسندر تورتشينوف أمام البرلمان أن المروحية كانت تنقل جنرالاً وجنوداً من قوات وزارة الداخلية وأسقطتها قذيفة من قاذفة صواريخ أرض-جو محمولة روسية. وتحدث اولكسندر تورتشينوف في البدء عن سقوط 14 قتيلاً قبل أن يفيد الحرس الوطني أنهم 12 إضافة إلى جريح في حالة خطيرة. وقال تورتشينوف، «أنا على يقين أن قواتنا المسلحة ستنجح في التخلص من الإرهابيين، وأن المجرمين الذين تمولهم روسيا سيقضى عليهم أو يصبحون في قفص الاتهام». إلى ذلك، اتهم وزير الداخلية الأوكراني آرسين افاكوف حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها مسؤولة عن أعمال العنف في المطار. وقال إن الأسلحة التي تم جمعها في المطار بعد إجبار الانفصاليين على الرحيل من خلال الضربات الجوية وهجمات المظليين تم إحضارها من روسيا. وكتب أفاكوف بجوار صورة لأسلحة في صفحته على «فيسبوك» «هذه ليست أسلحتنا - تم إحضارها من روسيا. أرقام التسلسل وسنة الإنتاج والنماذج المحددة ... وأنشر هذه الصورة دليلاً على عدوان نظام بوتين». البيان الاماراتية