وقفت الأسرة المواطنة حائرة أمام غرفة العمليات بأحد مستشفيات تايلاند، حيث يخضع ابنها «محمد» لجراحة في الرأس، أقر الأطباء ضرورتها فوراً، وهو ما لم يكن في الحسبان، فقد قطعت كل هذه المسافة للاطمئنان فقط على الطفل الذي يعاني من تجمع سوائل في الرأس بسبب الضغط المرتفع، وقضت الأسرة ساعات حزينة إلى أن خرج الابن من غرفة العمليات، وأكد الأطباء للوالدين نجاح العملية، إلا أن مفاجأة أخرى كانت في انتظارهما حين طالبت إدارة المستشفى والد الطفل بمبلغ 100 ألف درهم قيمة إجراء الجراحة. وفور مناشدة الوالد المسؤولين عبر «البيان» لدفعه تكاليف جراحة ابنه، أكدت وزارة الصحة أنها تواصلت على الفور مع سفارة الدولة في تايلاند لإنهاء معاناة المواطن، مبينة حرص القيادة الرشيدة على توفير كافة متطلبات العلاج للمواطنين. تفاصيل وتفصيلاً، وجه وليد عبيد القحومي، مواطن من الفجيرة، نداء من دولة تايلاند عبر « البيان »، إلى وزارة الصحة وأصحاب الخير في الإمارات، من أجل مساعدته في دفع تكاليف العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً إلى ابنه الوحيد الذي لا يتجاوز من العمر 4 سنوات في أحد المستشفيات التخصصية في تايلاند، حيث يحتجز المستشفى جواز سفر الطفل المريض « محمد» لحين استحقاق المبلغ المتكلف من ذويه. وأكد والد الطفل أن العملية الجراحية التي أجريت لطفله « محمد» منذ عدة أيام في احد مستشفيات تايلاند قاربت تكلفتها ال 100 ألف درهم إماراتي، حيث لم يتوقع والداه إجراء جراحة له إذا كانا في زيارة طبية اعتيادية للاطمئنان على صحة طفلهما « محمد» الذي يعاني منذ ولادته من تجمع سوائل في الرأس بسبب الضغط المرتفع. وأجرى له سابقاً في عمر السنة جراحة خطيرة في الرأس استدعت تركيب جهاز في رأسه، وجرى توصيله من خلال أنبوب بالبطن لتصريف المياه التي تتجمع في الرأس. وأشار إلى أن قرار الأطباء بعد الفحوصات التي أجريت للطفل في مستشفى تايلاند خلال الزيارة كانت بإجراء جراحة جديدة عاجلة للطفل في الرأس، مما دفع بهم إلى الإسراع في إجراءات العملية للحفاظ على حياته، ولم يمكنهم الوقت الضيق والاتصالات التي أجراها الأب لوزارة الصحة وللجهات الرسمية في الإمارات من إسعاف الموقف بالمساهمة في دفع التكاليف، حيث لم يوفق بالحصول على رد بخصوص دفع تكاليف جراحة ابنه « محمد»، مشيراً إلى أن ماديته لا تمكنه من تغطيه تكاليف الجراحة، كما وأن المستشفى المعني يحتجز جواز سفر الطفل لحين استحقاق المبلغ كاملاً. شفاء وأوضح المواطن وليد القحومي أن ابنه « محمد» بدأ يتماثل للشفاء بعد الجراحة التي أجريت له، مطالباً وزارة الصحة بالمساهمة العاجلة في استحقاق تكاليف الجراحة ليتمكن وأسرته من العودة للوطن، مثنياً على الدور الذي ساهمت به وزارة الصحة سابقاً في علاج طفله « محمد»، الذي ظل يعاني من هذا المرض المزمن والخطير، وأكد على حاجتهم الماسة بوقوف الوزارة معهم من جديد ليتمكنوا من الحفاظ على حياة طفلهم. استجابة فورية أكد ناصر خليفة البدور وكيل وزارة الصحة المساعد ومدير مكتب معالي وزير الصحة مدير منطقة دبي الطبية أن مشكلة الطفل محمد في طريقها إلى الحل، لافتاً إلى أن وزارة الصحة قامت بالتواصل مع الملحق الصحي في سفارة الإمارات في تايلاند لدفع كافة تكاليف علاج الطفل. وأوضح ناصر خليفة البدور ل« البيان» أن والد الطفل سبق وتكلم معه في المشكلة ووعده أن يتم حل الموضع بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى أن سفر الطفل إلى تايلاند تم من دون التنسيق مع وزارة الصحة، والتي تحملت تكاليف علاج الطفل منذ فترة وكانت تبتعثه مرتين سنوياً إلى هناك للعلاج. ولفت البدور إلى أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات يعتبرون صحة المواطن أعز وأغلى ما نملك وتوفير العلاج للمواطنين في أي مكان في العالم لا يجب التهاون معه. وقال وكيل وزارة الصحة المساعد : إن معالي وزير الصحة وجه فور سماعه بالخبر بضرورة حل مشكلة المواطن، وتم التواصل مع السفارة للتحرك فوراً، مناشداً كافة المواطنين بضرورة التواصل مع وزارة الصحة أو مع سفارات الدولة في الخارج قبل اتخاذ أي قرارات فردية لتجنب حالات الاحتيال، التي قد يتعرضون لها من قبل بعض المراكز العلاجية في الخارج. الشامسي : أبوابنا مفتوحة للمواطنين أكد محمد علي عمران الشامسي سفير الدولة لدى تايلاند انه يتابع بنفسه حالة الطفل، محمد، بعد أن تواصل والده عبيد القحومي مع الملحقية الصحية بالسفارة قبل يومين، وقدم التقارير الطبية عن حالة ابنه، حيث تم إرسالها فوراً إلى وزارة الصحة للحصول على موافقة اللجنة الطبية المختصة لعلاج الطفل، مشيراً إلى أنها الإجراءات المتبعة في التعامل مع مثل هذه الحالات، والتي تستغرق بعض الأيام لحين ورود موافقة الوزارة. وقال في اتصال هاتفي مع « البيان» :إن أبواب السفارة مفتوحة أمام جميع المواطنين للتواصل معها في كافة الأمور التي تخصهم، في حال تعرضهم لأية مشاكل، داعياً أي مواطن يتعرض لمشكلة ما المبادرة بالاتصال بالسفارة مباشرة ولن تتوانى في إيجاد حل للمشكلة التي تواجهه وتوفير كافة أشكال الدعم والرعاية له. البيان الاماراتية