تونس - قنا: قال السيد صلاح الدين المزوار وزير الخارجية والتعاون المغربي إن الاتحاد المغاربي يجب أن يتأسس على "إرساء شراكة مغاربية مجدية ومثمرة تمكن الأشقاء مثل تونس والمغرب من التوجه معا نحو فضاءات اقتصادية واستثمارية واعدة على غرار الفضاءين الإفريقي والمتوسطي بحظوظ أوفر في النجاح". ووصف المزوار، الذي يزور تونس حاليا ضمن الوفد المرافق للعاهل المغربي الملك محمد السادس وضع الاتحاد المغاربي، ب "الهيكل الجامد" ، لافتا إلى" أنه لا يمكن التعامل مع هذا الطموح الشعبي بالعقلية / المنغلقة / ، كما لا يمكن تجسيد هذا الهيكل من منطق أن كل واحد من الأقطار المغاربية بإمكانه أن يحقق أهدافه وغاياته بمفرده خارج عقلية التكامل". وشدد المزوار ، في تصريح له الليلة الماضية ، على أن الاتحاد المغاربي يعد ضرورة للجميع يجب تفعليها وتجسيمها على أسس قوية ومتينة وصلبة ، معتبرا أن مجمل الاتفاقيات التي تم توقيعها بين البلدين، بمناسبة هذه الزيارة ، تعكس التطلع إلى دفع الشراكة بين تونس والمغرب وإلى تفعيل الاتحاد المغاربي. ورأى أن التنافسية بين بلاده وتونس، " لا تنفي إقامة شراكة حقيقية جادة بينهما "، معتبرا أن حظوظ إرساء هذه الشراكة واعدة وتلوح بنتائج جيدة في ظل النضج الذي وصل إليه القطاع الخاص بالبلدين وتطور الاقتصاد التونسي والمغربي". وأوضح أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها بين البلدين تسير في اتجاه ترسيخ هذه الثقافة الجديدة ، مشيرا إلى" وجود أفق وفرص وامكانات لن يمكن استغلالها إلا بتغير الثقافة المبنية على المنافسة بين البلدين والعمل على إرساء ثقافة التكامل بينهما". وبشأن خطر الإرهاب الذي يهدد المنطقة بأكملها، أشار وزير الخارجية والتعاون المغربي إلى أن كسب هذه / المعركة / لا يكون فرديا بل يكون جماعيا وبتنسيق قوي ومتين بين جميع الأقطار، مؤكدا أن التعاون بين الدوائر الأمنية المغربية والتونسية في هذا المجال "قائم ولم ينقطع". وأوضح أن التعاون المغربي التونسي في مجال مكافحة الإرهاب هو نفس المنطلق الذي تتعامل به المغرب مع ليبيا وموريتانيا وبلدان جنوب الصحراء، معتبرا أن مقاومة الإرهاب تعد جانبا أساسيا من جوانب إرساء التكامل المنشود، كما أنه خطر لا يمكن لأي بلد أن ينجح في التصدي له بمفرده . وأشار إلى أن زيارة العاهل المغربي لتونس تأتي تعبيرا منه عن دعمه لمسارها الانتقالي. وحول أسباب تأخير انعقاد اجتماع وزراء الخارجية بالبلدان المغاربية الذي كان مقررا عقده اليوم في تونس، أرجع الوزير المغربي المسألة "لعدم الحسم حتى الآن في من سيمثل ليبيا في الاجتماع ". وحيا الجهود المغاربية للتوجه نحو ليبيا لمساعدتها على تجاوز محنتها وتحقيق الاستقرار المنشود، مؤكدا " أن هذه أولوية واضحة نعمل جميعا في بلداننا المغاربية على تجسيمها ". جريدة الراية القطرية