يدخل المنتخب الإيطالي لكرة القدم الى مونديال البرازيل 2014 وهو يحلم بأن يضع نجمة خامسة على صدره، ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم أصحاب الضيافة، لكن «الازوري» يخوض مشاركته ال18 في العرس الكروي العالمي بأسلوب خارج عن «طبيعته» مع مدربه تشيزاري برانديلي. وتمكنت إيطاليا منذ أن استلم برانديلي الإشراف عليها خلفاً لمارتشيلو ليبي، مهندس التتويج الرابع في ألمانيا 2006، بعد الفشل التام في جنوب إفريقيا 2010، حيث خرج «الازوري» من الدور الأول، من مقايضة خطة «كاتيناتشو» الدفاعية بالإحكام على مجريات المباراة، لكنها لاتزال قادرة على أن تدافع على طريقتها القديمة بفضل قوة جماعية ستجعلها من المنتخبات المرشحة للفوز في مونديال البرازيل 2014. «المايسترو» يبحث عن نهاية أسطورية يبحث «المايسترو» أندريا بيرلو عن إسدال الستار على مسيرته الدولية بأفضل طريقة ممكنة من خلال قيادة بلاده لإحراز اللقب العالمي الخامس. كانت الخطوة التي قام بها بيرلو في صيف 2011 بالانتقال من ميلان إلى يوفنتوس مفصلية في مسيرته الاحترافية، لأنه استعاد الحياة مجدداً ولعب دوراً أساسياً في قيادة «السيدة العجوز» الى إحراز لقب الدوري المحلي في المواسم الثلاثة الاخيرة، فيما تقهقر فريقه السابق الذي انتهى به الأمر في 2014 للفشل حتى في الحصول على أحد المراكز الأوروبية. لقد ترجم بيرلو استعادته لمستواه الرائع بقيادة إيطاليا الى نهائي كأس أوروبا 2012، وهو نجح في الخروج من الظل لأنه لم يأخذ حقه على الاطلاق من ناحية التسليط على أهمية الدور الذي لعبه مع ميلان من 2001 حتى 2011، لأن الاضواء كانت دائما مسلطة على لاعبي الاموال الطائلة، مثل البرازيلي كاكا أو السويدي زلاتان ابراهيموفيتش. «بيرلو قائد صامت، إنه يتحدث بقدميه».. هذا ما قاله مدرب إيطاليا السابق مارتشيلو ليبي عن بيرلو الذي يخوض مونديال البرازيل هو في ال35 من عمره، إلا أنه مازال العقل المفكر في اي فريق يلعب فيه مهما تقدم بالعمر، وهو يأمل أن يقدم في البرازيل المستوى الذي ظهر عليه في كأس اوروبا الأخيرة حين لعب دورا مفصليا في مشوار بلاده المفاجئ في البطولة القارية. سيكون بيرلو ميزان المنتخب في البرازيل بتمريراته الرائعة وبرباطة جأشه التي ظهرت جلية في ربع نهائي أوروبا 2012 بعد أن نفذ ركلته الترجيحية ببرودة أعصاب. وقد انتقل بيرلو إلى يوفنتوس في 2011 دون أن يكون لعامل المال أي دور، لأنه كان في نهاية عقده مع ميلان، وكل ما أراده لاعب بريشيا وانتر ميلان السابق هو أن يحظى بفرصة إنعاش مسيرته بعد «الملل» مع ميلان. ونجحت إيطاليا بقيادة مدرب فيورنتينا السابق في تقديم اسلوب هجومي مميز في كأس أوروبا 2012، فاجأت به العالم، لكنها سقطت في المتر الاخير امام بطل العالم وحامل اللقب القاري المنتخب الإسباني (صفر-4). وواصل المنتخب الإيطالي أداءه الجيد في التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014، حيث تصدرت مجموعتها دون عناء يذكر، ويأمل أبطال العالم اربع مرات ان يمتد مسلسل نجاحهم في اختبارهم البرازيلي الذي وضعهم في مجموعة صعبة للغاية (الرابعة) التي تضم بطلي عالم سابقين أيضاً هما المنتخبان الاوروغوياني والانجليزي الى جانب كوستاريكا. وبإمكان برانديلي الاعتماد في المشوار البرازيلي الذي يستهله منتخبه بمواجهة الانجليز قبل لقاء كوستاريكا ثم الاوروغواي، على عناصر الخبرة، مثل صانع ألعاب يوفنتوس اندريا بيرلو وزملائه في فريق «السيدة العجوز»، المتوج بطلاً لإيطاليا للموسم الثالث على التوالي، الحارس القائد جانلويجي بوفون وثلاثي الدفاع جورجيو كييليني وليوناردو بونوتشي واندريا بارزاغلي. يملك الازوري أيضاً العلم والمرونة التكتيكية التي ظهرت في كأس أوروبا 2012، والتصفيات المؤهلة الى مونديال 2014، ويتحدث برانديلي عن هذه المسألة، قائلاً «موهبة هذا الفريق تكمن في عدم فقدان التركيز، والقدرة على المعاناة للبقاء في المباراة». ومن أجل النجاح في هذا التحول، تعتمد إيطاليا على قوة جماعية رسمها مهندس الفريق قبل أربع سنوات: «نحن فريق يعرف امكاناته تماماً، يستفيد الى الحد الأقصى من قدراته، ويقدم كل ما في وسعه». وقد حث برانديلي لاعبيه على إثبات قيمتهم في العرس الكروي العالمي، مضيفاً في حديث لصحيفة «غازيتا ديلو سبورت»: «أولاً علينا تجاوز الدور الأول ثم علينا تنظيم صفوفنا بأكبر قدر ممكن من اجل الوصول الى النهائي». وأشار برانديلي الى انه لم يقرر الخطة التي سيعتمدها في البرازيل إن كانت 2-1-3-4 أو 1-5-4 أو 2-5-3 التي طبقها في معظم مباريات كأس أوروبا 2012، معتبراً أن المرونة التكتيكية قد تكون المفتاح، على غرار ما حصل في كأس القارات العام الماضي حين وصل منتخبه الى نصف النهائي قبل أن يخسر مجدداً أمام نظيره الاسباني لكن بركلات الترجيح هذه المرة (حل ثالثاً بفوزه على منافسته في مونديال 2014 الاوروغواي بركلات الترجيح). وقال برانديلي «في كأس القارات العام الماضي قمنا بتغيير تشكيلتنا ولاعبينا كثيراً، لكن تمكنك من القيام بهذا الأمر يمنحك خيارات إضافية، إنها افضلية». الامارات اليوم