ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 03/06/2014 فاقد الحنان لا يعطيه . من أين له أن يجد في قلبه الحنان إن لم يهزه مشهد نزف طفل ودموعه وآلامه، ولم تجعله توسلاته يرق ويلين؟ كم من حادثة اكتشفنا فيها قسوة الأهل ومعاملة أطفالهم بشكل وحشي يخلو من أي آدمية، ولن نقول خال من أي إحساس بالأبوة والحب؟ وكم قصة اقشعرت لها أبداننا عن أهل لا يرحمون، وأطفال يدفعون ثمن مجيئهم إلى الحياة بغير إرادتهم وبغير ذنب؟ في كل مرة نحسب أننا أمام أغرب وأبشع ما قد يحصل في هذا المسلسل المرعب، لكننا نفاجأ بأن هناك ما هو أكثر وأفظع . لا يهمنا معرفة أسماء هؤلاء الأهالي ومن يكونون، فيكفينا أنهم عرّفوا عن أنفسهم بأنهم هياكل تمشي بلا قلب، تخلّت عن عاطفتها بملء إرادتها، ولا عذر يشفع لها مهما حاول أحدهم تبرير تعنيفه لأطفاله إلى حد الجلد والتعذيب والحرق، بأنه نوع من التأديب أو وسيلة من وسائل التربية . هذا الرجل الذي سمح لنفسه أن يجلد صغاره الخمسة بالسوط والعصا ويحرق أصابعهم بالمكواة، لا يهمنا من يكون، فهو في نظر الإنسانية رجل بلا قلب وبلا مشاعر، وبلا مسؤولية . ضرب أطفاله، كبيرهم في العاشرة وشقيقاته الأربع صغراهن في الخامسة، حتى أصبن بعاهات والصغرى أصيبت بإعاقة، وكأنه ينتقم منهم بعد تطليقه الأم وزواجه من أخرى . ألم يؤنبه ضميره ولو للحظة ليردعه عن جريمته الإنسانية المتكررة؟ لولا وعي المدرّسة وارتيابها في شأن الشقيقات وبعض آثار العنف الظاهرة، لما تحرك أحد لإنقاذ الصغار، ولما علمت جمعية الإمارات لحقوق الإنسان في دبي بالحالة لتقوم بمتابعتها . ضمير المعلمة حثها على سرعة التحرك للمساعدة، وضمير الأب نائم . أين الأم؟ الجمعية أعادت أطفالها لها ويقال أنها كانت تخاف من طليقها وقد تخلت عن صغارها تحت التهديد ولأنه لم يكن يصرف عليهم . أما الغريب في الأمر، فهو قيام الأم بعد مساعدتها من قبل الجمعية وإصدار حكم قضائي بمنحها حق الحضانة، وبعد معرفتها بكل ما يتعرض له أطفالها، بإعادتهم إلى الأب بحجة أنها لا تملك المال لإعالتهم، ودون علم الجمعية . واليوم تعود الأم مرة أخرى لتطالب بحضانة أبنائها، ويبدو أن تنازلها عنهم في المرة الأولى والثانية جاء نتيجة الخوف من الأب أو تهديده لها خصوصاً وأنها تطالب بأخذ تعهد عليه بعدم الاقتراب منها ومنهم، علماً أن القانون كان يكفل لها هذا منذ البداية ولكنها لم تلجأ إليه . وفي كل الأحوال، من يرضى بهذا المصير لأطفال وقعوا ضحية "انتقام" أبوين مطلقين؟ ضحايا عنف أسري يجب أن يتم إنقاذهم منه بعيداً عن الأبوين إن لم يكونا جديرين بالتربية السليمة . لا يعقل أن يراهن أحد على "صحوة ضمير" الأب فجأة، بعد جلسات التعذيب مدة عامين . ثم أين قانون "وديمة" أو قانون حقوق الطفل؟ لماذا لا يطبق على هؤلاء لحمايتهم من والدهم؟ كيف سيكبر هؤلاء الصغار وأي مستقبل أمامهم؟ مارلين سلوم [email protected] الخليج الامارتية