يحل فصل الصيف، ومعه ترتفع درجتا الحرارة والرطوبة، وكثيراً ما يقترن ارتياد الأطفال للشواطئ بإصابتهم بضربة الشمس، وأحياناً يصابون بها وهم داخل المنزل خلال موجات الحر الشديد، فإذا كان الطفل في غرفة غير جيدة التهوية، فإنه يعجز عن التخلص من الحرارة الزائدة بشكل سريع، وبالتالي تستمر درجة حرارة الجسم لدرجة تشكل خطراً عليه، ومن ثم تؤدي ضربة الشمس إلى خلل في عمل أعضاء الجسم إذا ما بلغت درجة حرارة الجسم 40 درجة مئوية، ومن ثم قد تسبب خللاً في عمل الدماغ. وخطورة ضربة الشمس تكمن في أنها تسبب خللاً مؤقتاً أو دائماً في عمل الأجهزة الحيوية في الجسم كالقلب والرئتين والكليتين والدماغ والكبد، وكلما كان ارتفاع درجة الحرارة شديداً كان الخطر أكبر، وقد تسبب الحالات الخطيرة دون إسعاف الشمس إلى الوفاة. الأعراض الدكتورة شيرين سري، اختصاصية الأطفال، تقول إن الحالة الظاهرة لإصابة الطفل بضربة الشمس، عادة ما تحدث صيفاً عندما تشتد موجات الحر الشديد ويستغرق الشخص، لا سيما الأطفال، في اللعب واللهو على الشواطئ تحت أشعة الشمس، أو الوجود لساعات طوال في مكان غير جيد التهوية، وقد تتطور ضربة الشمس خلال أيام أو ساعات، وأحياناً بسرعة عند الأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة عالية مع الرطوبة العالية، وقد تصبح درجة حرارة الجسم مرتفعة جداً وتتجاوز ال 41 درجة ولا يقيسها ميزان الحرارة من شدة ارتفاعها، ويلاحظ أن نصف حالات ضربات الشمس تحدث دون سابق إنذار، وقد لا يحدث التعرق رغم الحرارة الشديدة، فيصاب الطفل أو المريض بواحدة أو أكثر من الأعراض، أهمها الشعور بالجفاف وبمتاعب أشبه بالصداع والدوخة والدوار، والإسهال، والإحساس بالإجهاد والتعب أو الوهن العام، مع تشوش و«زغللة» الإبصار والنظر والشعور بمتاعب في العظام والمفاصل، وقد يحدث الغثيان والقيء واضطرابات وسرعة في التنفس وفي ضربات القلب، وأحياناً يحدث هبوط أو ارتفاع في التوتر الشرياني، وعادة ما يصبح الجلد حاراً و أحمر وجافاً، وفي أحيان كثيرة يصاب المريض بالهذيان وفقد الوعي. التدخل تنصح الدكتورة شيرين أهل الطفل المصاب، بنزع ملابس المصاب وإرقاده على ظهره مع رفع رأسه وكتفيه قليلاً، وعمل تبريد سريع لجسم الطفل مباشرة، بأخذ حمامات باردة ومتكررة بماء الصنبور المعتاد، وإذا كان المصاب في وعيه، فيجب إعطاؤه ماء أو مشروباً مثلجاً لرشفه أو شربه، مع ضرورة تجنّب المشروبات الساخنة أو المنبهة. أما إذا كان فاقداً للوعي، فيجب أن يرش على جسمه ماء بارداً أو يتم مسح جسمه بقطن به ماء بارد، ومن الممكن غمر جسمه في حوض مليء بالماء إذا كان ذلك ممكناً، ومن الممكن لفه بملاءة من القماش القطني المبلل بالماء ومن الممكن استخدام الماء المثلج قليلاً حتى يتحمله المصاب وتجديد تبللها بالماء من لحظة لأخرى، لأن تبخر القماش المبلل يصحبه انخفاض في درجة الحرارة، ووضعه في مكان جيد التهوية، أو الاستلقاء أمام مروحة هواء أو جهاز تكييف، أو الاعتماد على تحريك الهواء حوله بأي شيء يدوي «تهوية»، وتناول كثير من السوائل تجنباً للجفاف، إلى حين عمل المساعدة الطبية العاجلة لنقل الطفل أو المريض إلى المستشفى، كما يمكن إعطاء الطفل المصاب بضربة الشمس السوائل عن طريق الوريد، والتوقف عن تبريد الجسم إذا هبطت درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية. وإذا أتيح، مسح جبهة الطفل بقطعة قماش مبللة بالكحول أو «الكولونيا» أو وضعها على جبهته «كمادات»، لأن سرعة التبخر يصحبها انخفاض طبيعي في درجة حرارة سطح الجلد بشكل ملموس، ما يساعد في خفض درجة حرارة الجسم بشكل سريع، وإلى أن يصل الطفل إلى أقرب مركز طبي أو مستشفى للفحص وعمل اللازم. (أبوظبي- الاتحاد) الاتحاد الاماراتية