كلمات الأقلام بأنواعها ابحث في اسم الكاتب تاريخ النشر: 11/06/2014 في عالمنا قلم لا تتعدى قيمته المادية نصف درهم، لكنه يسطر لنا من الحكمة والبلاغة ويخط من بحور الثقافة وأنهر المعرفة ما لا يقدر بثمن ولا يقاس بتقدير، وقلم يشترى بآلاف الدراهم ويبقى حبيس جيب صاحبه الذي اقتناه لحاجة في نفسه أخفاها وهو يعلم بأنها لم تكن خفية أو سراً على من يراه، فهذا القلم لم تكن الغاية من وجوده سوى العرض والزينة والتباهي و"الناس وما تهوى مذاهب" . وهناك قلم ينزف معاناة صاحبه كي يعينه على أدنى حوائجه الدنيوية ويعينه على سد رمق جوع أطفاله بعد أن عزت لقمة العيش وغاب عصر معادلة وزن الكتاب بمعايير الذهب . ويوجد بذات الوقت قلم بتوقيع واحد يصرف الملايين لمن يشاء متى وكيف شاء، وثمة قلم يكتب بالحبر السري لضرورة ما وآخر يسهل مسح حروفه من على القرطاس ويصعب مسحها من بين خلجات النفس وحنايا القلوب، وفي العالم أيضاً قلم يبوح بصدق مقتنيه الذي يؤمن بأنه صاحب رسالة إنسانية، فهو دائماً مع الحق وللحق، وهناك صاحب قلم ليس له في الحياة سوى المحاباة والمجاملة . هكذا هي الأقلام وأهلها في كوكبنا الأرضي من حيث تعدد تصنيفها الحسي والمعنوي والواقعي والمجازي وحسب قوة تأثيرها وضعفها وجودة وركاكة مبناها ومعناها وبنائها وهدمها . والأقلام مع كل هذا إما أن تكون دائماً أو حيناً من الزمن، مباحة ومعززة المكانة والقيمة، وإن لم تكن شيئاً مذكوراً أو مصادرة البوح حبيسة الأدراج يهابها الذي يخشى انتشار عبق الفكر . وتبقى الأقلام، سواء كانت أقلام رصاص أو حبر أو لوحة مفاتيح لحاسب آلي أو غيرها من وسائل التقنيات الحديثة التي تخط وترسم وتطبع الحروف إما صاحبة هدي وفكر سليم أو ضلال وابتعاد عن النهج القويم هكذا هي وهكذا هم أصحابها الذين يبقون وحدهم في فلك الكتابة المعادلة الصعبة والحيرة الكبرى، ويبقى القسم الإلهي الخالد "ن والقلم وما يسطرون" إما إجلالاً لقلمهم أو ترهيباً وترغيباً لهم . في سياق ذكر المقولة المعروفة "الإنسان إما حاقد أو ناقد" كثيراً ما تعري بعض الأقلام نفسها حين تتخذ من الحقد والكراهية خطاباً تبث عبره السموم وحين تتخذ من اتجاهاتها الفكرية ومصلحتها الخاصة وما تهوى نفسها أدوات نقد ترفع شأن من تبتغي وتقمع بحكمها المستبد من لا يوافق رأيها وتشيد بحركة مرفق لا يعدو كونه فقاعة صابون في الوقت الذي تستبيح فيه حسن مدن الجمال لتشوهها بعبارات عارية عن الصحة وبعيدة عن عين الحقيقة وهي تدرك بأنها لا تحسن صنعاً ولا تنجز فعلاً ذا شأن يذكر إنما في سبيل البحث عن عنوان مثير بعد أن ضل سبيلها تعتقد بأنها بإفك قلمها المشوه للجمال قد بلغت المرام، ولكن هيهات وأنى لها ذلك . وفي سياق ذكر الأقلام نقول إن المتلقي ذكي وقادر على التمحيص، وإن القلم المبدع المعطاء لا يقاسمه القلم الدخيل إنجازاً وحباً وإنه لم يعد يقتنع بقول ذاك الرجل الذي أراد أن يقنع صاحبه حين قاسمه اختصاصات إعداد رغيف خبز يأكلانه بأن إسهامه في الإعداد يضاهي عمل صاحبه حين قال: منك الدقيق ومني النار أشعلها والماء مني ومنك السمن والعسل عبدالله الهدية الشحي [email protected] الخليج الامارتية