‘سمك القرش يقترن عادة بهذه الصورة السيئة: إذ يوصف بأنه حيوان عنيف ومتعطش للدماء، ولكن في واقع الأمر هو أكثر هشاشة من ذلك بل هو حيوان ودود'.تقول مراسلة يورونيوز. حوض ‘caresse' في متحف علوم المحيطات بموناكو، تحول إلى عامل جذب رئيسي للزوار. الهدف من هذه العملية هو إظهار أن هناك مجموعة كبيرة من أنواع أسماك القرش، بعضها صغير والبعض الآخر كبير، هناك أشكال وألوان مختلفة من أسماك القرش في الواقع. بعض هذه الأنواع قد تكون أكثر عدوانية من غيرها، ولكن الغالبية العظمى منها لا تمثل خطرا على البشر، بل على العكس من ذلك تماما. يقول مدير متحف علوم المحيطات بموناكو:'أسماك القرش، هي حيوانات هشة رغم أنها تعد من الحيوانات المفترسة. منذ450 مليون سنة نظمت هذه الحيوانات نفسها لتكون فعالة للصيد ولكن ليس للدفاع عن نفسها. معظم الحيوانات قادرة على التكاثر بسرعة، لكن الأمر مختلف بالنسبة لأسماك القرش، فعندما تضع بيضها لا ينتج عن ذلك سوى عدد قليل من المواليد. كما أن أسماك القرش لا تصل إلى مرحلة النضج الجنسي إلا بعد خمسة عشرعاما في بعض الحالات.' هناك 500 نوع معروف من سمك القرش، لكن ربعها مهدد بالانقراض. يقول مدير متحف علوم المحيطات بموناكو:'في العالم أجمع، هناك أقل من عشرة أشخاص يقتلون سنويا من قبل أسماك القرش بينما تقتل التماسيح سنويا أكثر من ألفي شخص وتقتل الثعابين حوالي مائة ألف شخص، فيما يقتل البعوض حوالي ثمانمائة ألف شخص. في المقابل يقتل الإنسان سنويا حوالي مائة مليون من سمك القرش.' لتغيير صورة سمك القرش السلبية يركز المتحف على أهمية الربط بين بين الفن والعلم. وبالتعاون مع الفنان جورج وونغ والمنظمة غير الحكومية Wild Aid ينظم معرض ‘أسماك القرش والإنسانية' الذي يضم أعمال عشرة فنانين صينيين. من بين 100 مليون سمك قرش يقتل كل عام، هناك حوالي ستين مليون تذهب الى الدول الآسيوية لتحضير أكلات عديدة مثل حساء زعانف القرش. يقول الفنان الصيني زو ليانغ:'عملنا لا يهدف إلى حظر ذلك، وإنما هي وسيلة للتنبيه، لأننا لسنا بصدد الدفاع عن منع تناول زعانف سمك القرش ولكن يجب وضع حد لهذا الإفراط، لا يجب إلحاق الضرر بالسلسلة الغذائية لسمك القرش، أنا شخصيا لن أتناول الزعانف مستقبلا.' بفضل حملات منظمةWild Aid التوعوية، انخفض استهلاك زعانف القرش في الصين. أما بالنسبة لأسماك القرش، فقد أصبح سلوكها الغذائي معقولا وهو أمر ضروري لسلامة المحيطات. يقول مدير متحف علوم المحيطات بموناكو:'أسماك القرش تقع في الجزء العلوي من الهرم الغذائي في المحيطات. وفي موقعها هذا فإنها تسيطر و تحافظ على التوازن وتنظم لأنها تأكل الحيوانات المريضة، وتقوم بدور كبير في توازن الشبكات الغذائية في المحيطات، وإذا اختفت أسماك القرش، فمن المحتمل أن تفقد المحيطات توازنها وستمتلىء تدريجيا بالطحالب وقناديل البحر.' معرض ‘أسماك القرش والإنسانية'، يتواصل في متحف علوم المحيطات بموناكو حتى آذار 2015 لينتقل بعدها إلى بيكين. الاماراتيةللاخبار العاجلة