ستتحول الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في كولومبيا، غداً الأحد، إلى استفتاء حول عملية السلام مع المتمردين، في المنافسة بين أبرز المنادين بها الرئيس المنتهية ولايته خوان مانويل سانتوس، وأشد منتقديه أوسكار إيفان زولواغا . وقد حانت ساعة الحقيقة للرئيس الذي يؤكد أنه دخل "المرحلة النهائية" من المفاوضات بين حكومته و"القوات المسلحة الثورية في كولومبيا" (فارك)، التي تخوض اقدم نزاع في أمريكا اللاتينية فجرته انتفاضة فلاحية قبل نصف قرن . وسانتوس الذي يسعى إلى ولاية ثانية من أربع سنوات، وتتقارب نتائجه في استطلاعات الرأي مع منافسه، أطلق شعاراً مدوياً بصيغة بسيطة: "انتهاء النزاع أو نزاع بلا نهاية" . وهذا الزعيم الذي ينتمي إلى وسط اليمين، ولم يفز في الدورة الأولى، تمكن من استقطاب الأحزاب اليسارية التي تعارض مع ذلك ليبراليته الاقتصادية، من خلال التعهد بزيادة الاستثمار في الإنفاق الاجتماعي . ويعرض موقع حملته عداداً يحسب "تكلفة النزاع" التي تناهز 300 دولار في الثانية، أي ما يعادل الحد الأدنى للأجور . أما زولواغا فيحاول أن يستفيد من الشكوك حيال المفاوضات التي تستضيفها كوبا منذ 19 شهراً، من دون وقف ثنائي لإطلاق النار مع التمرد الماركسي . ويوجه وزير الاقتصاد السابق الذي يؤيد "سلاماً غير مشروط"، إلى سانتوس تهمة إعطاء المتمردين فرصة "الإفلات من العقاب" الذي يشكل موضوعاً بالغ الحساسية في كولومبيا . وقد فاقت حصيلة النزاع الذي يشارك فيه التمرد المؤلف من ميليشيات شبه عسكرية وعصابات من المجرمين، 220 ألف قتيل وخمسة ملايين مهجر . (أ .ف .ب) الخليج الامارتية