اتجه قطاع الطاقة النووية في الصين نحو الخارج خلال السنوات القليلة الماضية، بحثاً عن فرص جديدة، في وقت يواجه فيه القطاع تحديات في الداخل لكسب القبول الشعبي لخطط توسعية، تقدر بنحو 150 مليار دولار. وأثارت المخاوف، النابعة عن رد الفعل العنيف ضد الطاقة النووية التي عززتها التظاهرات الأخيرة المناوئة لقيام مشاريع صناعية كبرى أخرى، حفيظة المنظمين والشركات العاملة في تشغيل هذا النوع من الطاقة مثل، الشركة الصينية الوطنية للطاقة النووية، والصينية العامة للطاقة النووية. وتكتسب الطاقة النووية أهمية كبيرة خاصة، ضمن سعي بكين لخفض الانبعاثات الكربونية، في الوقت ذاته الذي تحافظ فيه على وتيرة اقتصادها الصناعي القوي في مدن الشرق المكتظة بالسكان. وتخطط بكين لزيادة سعة توليد الكهرباء بالطاقة النووية إلى 58 جيجاواط بحلول عام 2020، بجانب 30 جيجاواط أخرى قيد التنفيذ عند ذلك الوقت. وتتقدم الشركة الصينية الوطنية للطاقة النووية، والصينية العامة للطاقة النووية، ركب الشركات الأخرى في هذا المضمار، حيث تقوم بتشغيل المفاعلات النووية كافة، البالغ عددها 20، وتسير جنباً إلى جنب في إنشاء المفاعلات الجديدة، حيث تستحوذ على 25 مفاعلاً من العدد الكلي، البالغ 28، تحت الإنشاء. وتسعى كلتا الشركتين لتطوير تصميمها الخاص بالمفاعلات كقاعدة يمكن الانطلاق منها للخارج، في وقت تعتمد فيه كلتاهما على قبول الناس للاستمرار، إضافة إلى بناء نماذج ناجحة لم يتم اختبارها من قبل في منطقة أخرى حول العالم. وفي السنة الماضية، نتج عن التظاهرة الوحيدة ضد المفاعلات النووية في الصين حتى اليوم، إلغاء مفاجئ لمحطة لمعالجة اليورانيوم بتكلفة قدرها 6 مليارات دولار، كانت مقترحة من قبل الشركتين في مقاطعة جواندونج. ويتخوف المنظمون، من أن تؤدي صرامة عمليات تصدي شرطة مكافحة الشغب للمحتجين، إلى تنامي الشعور العام المعادي لقطاع الطاقة النووية. ويقول شاو هيبينج، الذي يدرس علم الاقتصاد الأخضر في جامعة بكين: «إذا استمرت الحكومة في النهج ذاته في إخفاء الحقائق على الجمهور كما دأبت على ذلك في الماضي، ربما ينجم عن ذلك المزيد من المشكلات. ويترتب على الشركات تنفيذ مشاريع الطاقة النووية بالمزيد من الحيطة والحذر، وتوفير معايير السلامة المطلوبة، وإلا سيكون هناك المزيد من الصدامات بين أفراد الشعب والحكومة». وقادت هذه المخاوف المنظمين الصينيين، للاستعانة بحكومة المملكة المتحدة لتقديم بعض النصائح لكسب الدعم الشعبي والإعلامي لمناصرة قطاع الطاقة النووية في البلاد. وتسعى بريطانيا من جانبها لتحسين تقارير الشفافية عن الصين، التي من المنتظر أن تضم في وقت قريب ثاني أكبر سعة لتوليد الكهرباء من الطاقة النووية في العالم بعد أميركا. ... المزيد الاتحاد الاماراتية