ساسي جبيل (أبوظبي) ودعت الساحة الفكرية والأكاديمية المغربية والعربية أول من أمس المفكر العربي وعالم المستقبليات مهدي المنجرة عن 81 عاماً. وكان المنجرة قد دخل في حالة مرضية منذ أشهر قليلة منعت كل المقربين منه وطلبته وأصدقائه من الالتقاء به لعجزه عن الكلام والتواصل مع الآخرين. وكان عدد من الطلاب والباحثين، والأساتذة الجامعيين من محبي الراحل، قد أطلقوا قبل شهرين حَملَة الكترونية لمساندة عالم المستقبليات المغربي المهدي المنجرة، بعد تدهور حالته الصحية، وهي الدعوة التي انطلقت تحت عنوان "مَعاً من أجل تكريم الدّكتور المهدي المنجرة بالمغرب"، واختارت يوم 13 مارس يوماً عالمياً للاحتفاء بالمنجرة، وتطالب من خلاله بفكّ الحظر والمنع وإزالة التهميش الذي يطاله نتيجة مواقفه. ويعتبر المنجرة من أبرز علماء الدراسات المستقبلية عالميا، إذ أصبح مع تراكم تجربته داخل وخارج المغرب، أحد أكبر المراجع العربية والدولية في القضايا السياسية والعلاقات الدولية والدراسات المستقبلية، وعرف إضافة إلى ذلك بمواقفه المثيرة للجدل الموجهة لعدد من المنظمات الدولية، التي كان له حضوره المتميز فيها مما أكسبه احترام العديد من المفكرين والمتابعين في مختلف أنحاء العالم. يذكر إلى أن المهدي المنجرة، الذي ولد بالرباط في 13 مارس 1933، درس بالولايات المتحدة الأميركية، حيث حصل على إجازة في الكيمياء والعلوم السياسية، كما تولى مهمة مدير الإذاعة والتليفزيون المغربي العام 1954، إضافة إلى اضطلاعه بعدة مناصب علمية رفيعة، ومساهمته في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وحيازته على جوائز علمية وطنية وعربية ودولية معتبرة. تولى مهدي المنجرة رئاسة لجان وضع مخططات تعليمية لعدة دول أوروبية، وشغل عضوية العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية، وعمل مستشارا ببعضها، وكان له حضوره البارز كواحد من أهم الشخصيات العربية التي قدمت الكثير من الإضافات للإنسانية، كما كتب المنجرة الكثير من المقالات والدراسات في العلوم الاقتصادية والسوسيولوجيا وقضايا التنمية. ومن أهم مؤلفاته "نظام الأممالمتحدة" (1973)، و"من المهد إلى اللحد" (1981)، و"الحرب الحضارية الأولى" (1991)، و"حوار التواصل" (1996)، و"عولمة العولمة" (1999)، و"الإهانة في عهد الميجا إمبريالية" (2004)، وآخرها كتاب "قيمة القيم" (2007). الاتحاد الاماراتية