لوّحت طهران مجدداً أمس بالتدخّل (عسكرياً) في العراق من بوابة «المراقد المقدّسة»، وتحت مسمى «متطوعين»، الأمر الذي حذر منه رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، في حين غلّف رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ما يجري في العراق بنظرية «المؤامرة». وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، إن طهران لن تتردد في حماية المراقد المقدسة في العراق، وذلك بعد التقدم السريع الذي حققه مسلّحون هناك. وفي بث تلفزيوني، قال روحاني إن كثيرين عبروا عن استعدادهم للذهاب إلى العراق للدفاع عن المراقد المقدسة «ووضع الإرهابيين في حجمهم الطبيعي». وأضاف أن مقاتلين مخضرمين من سنة وشيعة وأكراد العراق «مستعدون للتضحية» في مواجهة المتشددين. وتابع «بالنسبة للمراقد الشيعية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء، نقول للقتلة والإرهابيين، إن الأمة الإيرانية الكبيرة لن تتردد في حماية المراقد المقدسة». وقال «هذه الجماعات الإرهابية ومن يموّلونها في المنطقة وعلى الساحة الدولية بلا قيمة، ونأمل أن يوضعوا في جحمهم الطبيعي». تدخّل إيران في السياق، حث إياد علاوي، زعيم القائمة الوطنية في العراق، الولاياتالمتحدة على وقف التدخل الإيراني في شؤون العراق. وقال علاوي لفضائية «سكاي نيوز عربية»، إن الوجود الإيراني له تأثير في القرار الاستراتيجي العراقي، مشيراً إلى أن إيران الآن هي اللاعب السياسي في العراق. وطالب الدول العربية والإسلامية بإيقاف إيران، مشدداً أن على «إيران حماية وضعها الداخلي من دون التدخل السافر في شؤون الدول العربية الأخرى». وأردف «هناك تدخل قوى خارجية في العراق والمجتمع الدولي يغض الطرف عن ذلك»، وأضاف أن «العراقيين قادرون على حماية المراقد المقدسة من دون تدخل من إيران»، وأنه يجب «منع إيران من احتلال العراق»، مشدداً على أن هناك تنسيقاً أميركياً إيرانياً حول العراق، و«نحن لا نريد أن تكون العراق ضحية لذلك». وقال علاوي إن إنقاذ الوضع في العراق يكمن في تشكيل حكومة وحدة وطنية. وأوضح «لا بد من استبدال الحكومة فوراً بحكومة وحدة وطنية بدون المالكي.. بعيداً عن الطائفية». وقال محذّراً «هناك مؤشرات واضحة على حرب أهلية في العراق الآن، وكل الأحداث تشهد على ذلك، والقوى الوطنية العراقية غضت النظر عن وجود القاعدة في العراق». فشل أمني وذكر علاوي أنه وقع مع رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي عدداً من الاتفاقيات لم ينفذ أياً منها، وأن المالكي فشل فشلاً ذريعاً في إدارة الملف الأمني. وأوضح أن المالكي هو من سكت عن وجود «داعش» و«القاعدة» في العراق. وصرح لأول مرة، أن حديثاً خاصاً دار بينه وبين رئيس وزراء إقليم كردستان العراق، مسعود برزاني، حيث أشار إلى أن برزاني كان غاضباً من المالكي بعد قطع الرواتب والمخصصات عن الأكراد، قائلاً «قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق»، منوهاً بأن الأكراد لن يتراجعوا عما حققوه على الأرض، مشدداً على أنه «ليس صحيحاً اتهام السنة بالإرهاب، وليس كل الشيعة مرتبطين بإيران». ولفت علاوي إلى أن العراق يتعرض لمؤامرة من أجل التقسيم. صدمة المالكي المالكي تحدث بدوره، أمس، عن «مؤامرة»، وقال إن ما حصل في «مؤامرة إقليمية، تعاونت معها بعض القوى السياسية المحلية»، وقال إن بلاده ستواجه الإرهاب وتسقط «المؤامرة»، مضيفاً «العراق يشهد عملية تزييف للحقائق». ودعا العشائر لإعلان براءتها من التنظيمات المسلحة «المدعومة بأجندات قوى خارجية». وقال إن العشائر لا تقبل تخريب البلد. ووصف ما حدث في الموصل ب «الصدمة الكبيرة»، وتابع «يبدو أن خيوط المؤامرة تسللت إلى الصفوف المسلحة، ورغم أن الضربة قاسية ومؤلمة، تمكنا من إيقاف حالة التدهور وتجاوز الهزيمة النفسية». واستطرد «القوات العراقية تعرضت لنكبة، لكنها لم تهزم.. الإرهاب لن يتوقف عند حدود العراق، وسيذهب إلى الدول الداعمة له». ميركل: دور أميركي رأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن الولاياتالمتحدة ملزمة بشكل خاص بوقف زحف الإسلاميين في العراق، قائلة أمس «بالطبع لدى الأميركيين مسؤولية خاصة». وأكدت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرك هذه المسؤولية جيداً. وكان فولكر كاودر رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي ترأسه ميركل، حمل الولاياتالمتحدة مسؤولية خاصة بشأن تطورات الأوضاع في العراق. وقال في تصريحات صحافية «الأميركان يتحملون بغزوهم السابق للعراق مسؤولية خاصة تجاه تطورات الأوضاع هناك». وذكر أنه يتعين على الأميركان انطلاقاً من هذه الخلفية «دراسة تدخل عسكري جديد» في العراق. وأضاف أن جماعات إرهابية تسعى إلى فرض نظام مرعب في العراق وتعدم الأطفال بوحشية، وقال «لا ينبغي لأميركا السماح بذلك». وفي الوقت نفسه، أكد كاودر أن بلاده لن تشارك في مهمة عسكرية في العراق، وقال «الاهتمام بإحلال الاستقرار في العراق مهمة الأميركان». واستبعدت ميركل تقدم بلادها بأي نوع من المساعدة العسكرية في العراق، وقالت «إن ما تستطيع ألمانيا فعله بعيداً عن أي جهود عسكرية، هو المساهمة بالتأكيد في العملية السياسية..». غير أن وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون دير لاين، أكدت أنها لا ترى أن الجزء الأكبر من المسؤولية عن الأحداث في العراق يقع على عاتق الولاياتالمتحدة. برلين - د.ب.أ البيان الاماراتية