عقيل الحلالي صنعاء حذر الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس، جماعة الحوثيين من تجاوز «الخطوط الحمراء» متعهدا بالتصدي «بحزم» للتمدد المسلح للجماعة المتمردة في شمال البلاد منذ عام 2004 وتنامى نفوذها في الشهور الماضية ليصل إلى مشارف العاصمة صنعاء. وأكد الرئيس هادي، لدى استقباله صباح الخميس وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية، آلن دنكن، عزمه إنهاء الصراع المسلح الدائر في محافظة عمران منذ أواخر مايو الماضي بين الجيش المسنود بقبائل محلية ومقاتلي جماعة «الحوثيين» التي انخرطت العام الفائت في العملية السياسية الانتقالية بعد سنوات من الاضطهاد والقمع إبان حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال :«ما جرى ويجري الآن في محافظة عمران من تحركات ومواجهات لا بد من الوقوف امامها بحزم ولا يجوز توسيع المواجهة أو تجاوز الاتفاقيات المبرمة» في مفاوضات الحوار الوطني الشامل الذي اختتم فعالياته أواخر يناير بالإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي. وأضاف هادي :«لن نسمح أبدا بأي تهديد أو خروقات مهما كانت المبررات وعلى الحوثيين الالتزام بمخرجات الحوار والتهدئة وعدم التجاوز للخطوط الحمراء»، مشددا في الوقت ذاته على مساعدته بلاده لتجاوز «تحديات في طريق استكمال المرحلة الانتقالية» التي بدأت أواخر نوفمبر 2011 بموجب خارطة طريق قدمتها دول الخليج العربية بعد تفاقم الاحتجاجات ضد الرئيس السابق. ومنذ بداية العام الجاري، خاض الحوثيون صراعات مسلحة ضد جماعات دينية وقبلية مناهضة لها أفضت إلى توسيع نفوذهم من مركزهم الرئيسي في محافظة صعدة (شمال) على الحدود مع السعودية، وصولا إلى مناطق متاخمة للعاصمة صنعاء. وفرض الحوثيون سيطرتهم، أمس، على جبل استراتيجي في قرية «الظفير» ببلدة «بني مطر» التي تبعد كيلومترات قليلة إلى الغرب من العاصمة. وبحسب مصادر قبلية ووسائل إعلام محلية فإن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على جبل «الظفير» بعد ثلاثة أيام من المواجهات مع المسلحين المحليين خلفت قتلى وجرحى. ويكتسب جبل الظفير« أهميته الاستراتيجي بسبب موقعه على طريق حيوي يربط بين محافظاتالحديدةوصنعاء والمحويت وعمران دون المرور بالعاصمة». وشن الطيران الحربي وقوات الجيش، أمس، غارات كثيفة على مواقع سيطر عليها الحوثيون مؤخرا في محافظتي صنعاءوعمران الشماليتين ما أدى إلى سقوط عدد غير معروف من القتلى في صفوف مقاتلي الجماعة المذهبية التي خاضت خلال العقد الماضي ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية. وذكر سكان محليون ل(الاتحاد) أن الطيران الحربي قصف تجمعا رئيسيا للمتمردين الحوثيين في بلدة «همدان» التابعة إداريا لمحافظة صنعاء وتبعد نحو 22 كم عن العاصمة. وأوضحوا أن مقاتلتين تابعتين للقوات الجوية قصفتا هضبة ومنزلا في منطقة «بيت الحداد» حيث يتجمع العشرات من مقاتلي جماعة الحوثيين معززين بمركبات مثبت عليها رشاشات ثقيلة. ولم يتضح بعد ما إذا كان الهجوم الجوي خلف خسائر بشرية في صفوف الحوثيين الذين اشتبكوا في وقت سابق مع قوات عسكرية مدعومة بمسلحين قبليين وتسيطر على هضبة استراتيجية في منطقة «ضروان».وقال أحد السكان :«استمرت الاشتباكات بالأسلحة الرشاشة لساعات. الحوثيون يحاولون السيطرة على تبة نقم لقطع طريق الإمدادات من العاصمة صنعاء إلى مدينة عمران» التي تشهد منذ 20 مايو الفائت معارك عنيفة بين المتمردين الحوثيين، من جهة، وقوات اللواء 301 مدرع المدعوم بقبائل محلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني من جهة ثانية.ونزحت عشرات العوائل، غالبية أفرادها من النساء والأطفال، أمس، من منازلها في مناطق عدة ببلدة «همدان» خوفا من الصراع المسلح، بحسب مصدر قبلي. في غضون ذلك، شن الجيش اليمني هجوما عنيفا بالدبابات والمدافع على معاقل الحوثيين في محيط مدينة عمران التي يقطنها نحو مائة ألف شخص. وذكر مسؤولون محليون وعسكريون ل(الاتحاد) أن قوات الجيش المتمركزة في جبل «ضين» الاستراتيجي، بسبب موقعه على طريق صنعاءعمران، قصفت بالدبابات والمدافع معاقل الحوثيين في مناطق بلدة «عيال سريح»، جنوب شرق عمران. وأشاروا إلى أن القصف استهدف تجمعات المتمردين في مناطق «قهال»، «بني ميمون»، «بني الزبير»، «عمد»، و«بيت عامر»، وخلف قتلى وجرحى وأضرارا مادية لحقت بعدد من المنازل التي احتلها الحوثيون بعد نزوح سكانها في الفترة الماضية. كما شنت قوات الجيش هجوما مدفعيا عنيفا على المقاتلين الحوثيين المتمركزين في جبل «المحشاش» (شمال غرب) ومنطقة «بيت الربوعي»، جنوب غرب المدينة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات عسكرية ومسلحين حوثيين حاولوا اقتحام مدينة عمران عبر منطقة «بيت بادي» غربي المدينة. وقال مصدر في اللواء 310 مدرع، إن القوات العسكرية تصدت لهجوم الحوثيين وأوقعت 13 قتيلا في صفوفهم، مؤكدا إحراز الجيش تقدما في معاركه ضد الحوثيين في جميع محاور القتال في محيط مدينة عمران. ويشترط الحوثيون لإنهاء القتال إخراج اللواء 310 مدرع من المدينة أو إقالة قائده العميد حميد القشيبي المقرب من الجنرال علي محسن الأحمر السند القوي لحزب الإصلاح الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وأفادت وكالة »خبر« للأنباء الخاصة في اليمن، أمس، بأنه تم الاتفاق بين جماعة الحوثيين ولجنة رئاسية مكلفة بإنهاء التوتر المسلح في عمران على نقل اللواء 310 مدرع إلى محافظة تعز (وسط) واستبداله باللواء 22 مدرع المرابط هناك ووحدات عسكرية من اللواء العاشر المتمركزة في محافظة الحديدة (غرب). من جهة ثانية، أعلن حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التوصل إلى اتفاق بشأن قضية «جامع الصالح» التي أثارت في الأيام الماضية توترا غير مسبوق بين صالح والرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الذي يشغل المنصب الثاني في الحزب. ونشبت الأزمة بين الرجلين يوم السبت الماضي على خلفية تنازعهما أحقية حراسة جامع «الصالح» القريب من القصر الرئاسي جنوب العاصمة ويخضع لحماية حراسة الرئيس السابق منذ افتتاحه في عام 2008. وذكر موقع حزب «المؤتمر الشعبي العام»، إنه تم التوصل إلى «اتفاق نهائي» بعد اجتماع عقد الليلة قبل الماضية برئاسة الرئيس هادي وحضور عدد من قيادات الحزب، بينهم رئيس البرلمان، يحيى الراعي، ونائب رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، بالإضافة إلى وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد. ونص الاتفاق على إبقاء الحراسة السابقة للجامع مع إضافة سرية من قوات الحماية الرئاسية التابعة لهادي، بالإضافة إلى «إشراف وزارة الأوقاف على الجانب الإرشادي في الجامع»، و«ترشيد الخطابة فيه بما في ذلك تجنب أي إساءة لرئيس الجمهورية».وقال الرئيس السابق علي صالح، لدى استقباله أمس لليوم الثالث على التوالي زعماء ورجال قبائل، إن حزبه «قادر على تجاوز كافة التحديات» التي تواجهه مشددا على ضرورة «تفويت الفرصة على من يريد جر المؤتمر الشعبي العام الى صراعات عبثية». شبام نيوز