أجمع النقاد والشارع الرياضي بصفة عامة على أن القيصر الروماني اولاريو كوزمين مدرب العين هو الرقم واحد في دورينا على صعيد رؤساء الاجهزة الفنية، والعنصر الأهم في المنظومة العيناوية، ليس لأنه استطاع أن يقفز بفريقه إلى قمة الترتيب في الدور الأول من دوري اتصالات المحترفين، وإنما لأن بصماته وفكره التدريبي وأسلوبه في العمل كان واضحاً للجميع داخل المستطيل الأخضر . بعودة سريعة للوراء نجد أن القيصر الروماني قد تسلم مهمة تدريب الزعيم وهو في المركز العاشر وكان يصارع على البقاء في دوري المحترفين في الموسم الذي سبقه، وفي فترة وجيزة أعاد للزعيم هيبته،ونجح في أول موسم معه في الحصول على لقب الدوري بعد غياب 8 سنوات، وفي الموسم الحالي استكمل كوزمين عمله وأستمر فريقه في تقديم عروضه القوية والممتعة طوال مشوار الدور الأول باستثناء شوط واحد أمام الأهلي في بداية المشوار، ليغرد الزعيم وحيداً خارج السرب بالصدارة وبفارق 7 نقاط عن الجزيرة صاحب المركز الثاني وأقرب منافسيه . وللحديث عن مشوار بطل الشتاء في الدور الأول وتقييم أدائه الفني، كانت جلسة مع قائد الأوركسترا العيناوية المدرب كوزمين، الذي أكد أن خسارة الأهلي في الجولة الأولى بدوري المحترفين كانت مفيدة، وكما وصفها سابقاً وكرر مجدداً كانت "دش بارد" للاعبين، وهو الأمر الذي ساعد الفريق في العودة للمسار الصحيح وقال: كان أداؤنا أكثر من جيد بعد صدمة البداية، وحافظنا على الأداء واستمراريته في كل المباريات وأمام كل المنافسين، فهناك بعض المباريات كسبناها بأريحية والبعض الآخر كانت صعبة ونلنا المراد منها، وبكل فخر واعتزاز لاعبونا كانوا مميزين جداً طوال مشوار الدور الأول، والشيء الجيد أيضاً أن النتائج كانت مقرونة بالأداء إلى أن أنهينا الدور الأول بشكل جيد وبفارق مريح عن أقرب المنافسين . وتابع: إذا رجعنا إلى الإحصائيات سوف تجدون العين أكثر فريق (ركض) في أرضية الملعب وتفوق على كل المنافسين، وهذا الشيء كفل لنا تحقيق النتائج والأرقام الجيدة التي استحققنا عليها قمة الترتيب بجدارة، وما أسعدني شخصياً العزيمة والإصرار وروح التحدي التي كانت موجودة عند اللاعبين في كل المباريات بغض النظر عن المنافس الذي نلعب أمامه، وكان هدفنا دائماً الفوز، وفي معظم المباريات إن لم تكن كلها كنا أصحاب المبادرة، ولم ننتظر أخطاء المنافسين لكي نلعب عليها كما تفعل بعض الفرق، بل اعتمدنا على أنفسنا وكنا نجبر المنافسين على ارتكاب الأخطاء وهي من سمات الفريق الذي يبحث عن الفوز والبطولة، والحمد الله كل ما تحقق لم يأت بالصدفة وكان نتاج تخطيط مسبق قبل كل المواجهات، وجاء بفضل إرادة وقوة تركيز اللاعبين الذين تحدوا أنفسهم في أكثر من مناسبة وبرهنوا على قوة شخصيتهم في الملعب . وبسؤاله إذا استطاع أن يفوز على الأهلي والجزيرة في الدور الثاني سيكون قد حسم بطولة الدوري قال كوزمين: هذا الكلام قد يبدو صحيحاً في الظاهر حسب جدول الترتيب، ولكن ما الفائدة إذا فزت على الفريقين ولم أفز في بقية المباريات، قطعاً لن أحصل على بطولة الدوري، لذلك نحن نفكر في الخطوة التي أمامنا ونأخذ المباريات بالقطعة، فالحديث عن حسم بطولة الدوري سابق لأوانه، خصوصاً أن الدور الثاني سيكون في غاية الصعوبة، لأن جميع الفرق ستجهز حالها وستدعم صفوفها باللاعبين والمباريات ستكون في غاية الشراسة . وأوضح قائلاً: صعوبة الدور الثاني بالنسبة لنا تكمن في البرمجة وجدول المباريات المضغوط والمزدحم بالمباريات في البطولات المختلفة، ومن وجهة نظري أرى أن البرمجة الموضوعة صعبة جداً وتتخطى إمكانات اللاعب المواطن، وعلى سبيل المثال نجد دولة قطر تمنح الفريق الذي يمثلها فترة أسبوع في الدوري، لذلك أتمنى أن يعاد النظر في البرمجة ويتم التعديل عندما يحين وقت البطولة الآسيوية، وأرجو أن لا يفسر حديثي هذا بطريقة خاطئة، فأنا لم اقصد التعديل للعين فقط، وإنما لكل الفرق التي ستمثل الدولة في البطولة القارية، لأن البرنامج إذا بقي كما هو عليه سنضطر إلى التضحية بالبطولة التي يكون أمل الحصول عليها ضعيفاً والتركيز على البطولة الأقرب . وعن كيفية التعامل مع البرمجة إذا استمرت علي حالها قال كوزمين: حاولت منذ فترة أن أتبع أسلوب تدوير اللاعبين وأمنح فرصة المشاركة لأكبر عدد منهم في المباريات تحسباً للمرحلة القادمة التي ستكون مزدحمة وتتطلب عدداً كبيراً من اللاعبين، وعلى سبيل المثال نجد الوهيبي ومهند العنزي وعجب وهلال سعيد جلوساً على دكة البدلاء في بعض الفترات وهم على دراية وفهم لماذا لا يشاركون بصفة دائمة، ففي بعض المباريات اخترنا أن نغير من طريقة اللعب، وسنكون مجبورين أيضاً باللعب بطرق مختلفة في البطولة الآسيوية أو البطولات المحلية من أجل أن نصل لهدفنا، وأتمنى أن أنجح في الحصول على كل البطولات التي ننافس فيها . وتابع: كل مدرب له استراتيجيته في العمل ولديه خطط وأفكار في رأسه يريدها أن تظهر على أرض الواقع، وإذا لم يجد من ينفذها لن تكون هناك فائدة، وأعتقد أن العين يملك نوعية لاعبين جيدين لديهم الفكر والوعي التكتيكي الذي يساعدهم على تنفيذ وتطبيق أفكاري على أكمل وجه . وهل برأيه ان "عين" الموسم الماضي الأفضل أم الموسم الحالي قال كوزمين: لا يمكن أن نعقد مقارنة بهذا الشكل، ففي الموسم الماضي كنت جديداً على الفريق وكانت البداية بكأس اتصالات وكنت محظوظاً لأنها خدمتني في التعرف عن قرب على إمكانات اللاعبين، وفي هذا الموسم أنا موجود مع الفريق للسنة الثانية وعرفت وخبرت اللاعبين، وهم أيضاً استوعبوا طريقتي في العمل وفهموا ما هو المطلوب منهم، وما تحقق حتى الآن هو استمرارية لنجاح العمل في الموسم السابق، وهدفي بكل أمانة أن أصنع فريقاً يقدم المتعة ويلعب كرة قدم حقيقية وليس إحراز الفوز فقط لأن هناك طرقاً أخرى يمكن أن نحقق بها الفوز، مثل أن نسجل هدفاً ونغلق اللعب ونلعب على الهجمات المرتدة وهذا الأسلوب بعيد كل البعد عن أهدافنا . وعن أقرب المنافسين للعين من الناحية الفنية حسب وجهة نظره قال كوزمين: كما قلت سابقاً في أكثر من مرة نادي الجزيرة هو أفضل فريق يلعب كرة قدم ولديه لاعبون مميزون وإن لم يظهر بمستواه في كثير من مباريات الدور الأول، وأعتبره مع الأهلي هما أقوى المنافسين للعين على اللقب ومن الممكن أن يدخل معهما بني ياس على الخط . وأشار إلى أن ضغط النتائج أثر على بعض الفرق التي كانت تسعى لإحراز الفوز بأي ثمن، ولكي يتحقق ذلك لابد من أن تحارب بنفسك ولا تنتظر خدمة الآخرين . وحول إذا كان العين هو الأقوى في الدور الأول أم أن بقية الفرق غير جيدة وبعيدة عن مستواها قال كوزمين: لا أستطيع أن أتحدث عن الفرق الأخرى ومشاكلها وأعتبره من الغباء أن أتحدث عن عمل الآخرين، ولكن بالنسبة لفريقي فقد لعبنا 25 شوطاً بصورة جيدة ومميزة وشوطاً واحداً أعتبره سيئا بمعنى الكلمة، وهو الشوط الثاني أمام الأهلي والذي استقبلت فيه شباكنا 5 أهداف وهو شوط استثنائي وعابر ولن يتكرر . وعن تقييمه للتحكيم والاحتجاجات الكثيرة عليه في الدور الأول قال كوزمين: أنا ليس محلل تحكيمي ولا من اختصاصي أن أقيم أداء الحكام، خصوصاً أنني لا أستطيع متابعة كل مباريات الجولة وأشاهد مباراة واحدة فقط، ولكن في اعتقادي أن التحكيم هو دائماً (شماعة) الفشل وهذا ليس في دوري الإمارات فقط، وإنما في كل دول العالم، صحيح توجد هناك بعض الأخطاء ولكنها في النهاية هي جزء من اللعبة . وعن فترة توقف المنافسة وهل تعتبر ناحية سلبية أم ايجابية للعين قال كوزمين: نوعية العمل الذي نقوم به هو من يحدد إذا كانت فترة التوقف سلبية أم ايجابية، وهي بالتأكيد ستكون سلبية لمن لا يعمل، وبالنسبة لي كنت أفضل أن تستمر منافسة الدوري جولتين أو ثلاثاً بدلاً من اللعب في الكأس، حتى نخفف ضغط المباريات في الدور الثاني، ولكن البرنامج لا يوضع على هوانا ومثل ما نحن نريد أو ما نخطط له، وعلينا التأقلم معه وإعداد برامجنا على ما هو موضوع عليه . وحول إذا كان الدوري الإماراتي وصل للاحترافية المطلوبة قال كوزمين: هناك تحسن كبير والدوري يسير بخطوات جيدة نحو الأمام، ولكن بصراحة لم نصل إلى الاحترافية الكاملة وهناك أشياء كثيرة يجب العمل عليها، خصوصاً من جانب الأندية التي يقع عليها الدور الأكبر، لذلك علينا أن نعمل بصورة دائمة ونبذل أقصى ما عندنا حتى نبلغ الطموح، وإذا فكرنا أننا قمنا بعمل جيد لن نتطور ولن نتقدم للأمام .