وزير الداخلية السوري غادر مستشفى الجامعة الامريكية الى دمشق بعد إخبار ضدّه الى النيابة العامة بجرم ارتكاب مجزرة في طرابلس عام 1986 بيروت - 'القدس العربي' غادر امس وزير الداخلية السوري محمد الشعار الذي كان يمتثل للعلاج في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت متوجهاً الى دمشق على متن طائرة خاصة. وفيما لم توضح مصادر طبية اسباب هذا المغادرة وإن كان الشعار إمتثل الى الشفاء لم تستبعد معلومات أن تكون لسفره المفاجىء علاقة بالاخبار الذي قُدّم ضده الى النيابة العامة الاستئنافية بجرم ارتكاب مجزرة في باب التبانة في طرابلس في العام 1986 حين كان يومها مسؤول جهاز الامن والاستطلاع في شمال لبنان. وكانت مجموعة من أهالي ضحايا باب التبانة الذين سقطوا في مجزرة العام 1986، التي ارتكبت بحقّ مئات الأبرياء في منطقة باب التبانة على أيدي عناصر من الجيش السوري أوكلت الى المحامي طارق شندب رفع دعوى أمام النيابة العامة في الشمال ضدّ وزير الداخلية السوري محمد الشعار، وقال شندب 'طُلبَ مني من قبل عدد من أهالي الضحايا والمتضررين التقدّم بهذا الإخبار وهم سيرفقونه بادعاءات شخصية ضدّ الشعار بسبب تواجده في لبنان حالياً، ولأن أيّ جرم يرتكب بحقّ لبناني وموجود في لبنان تتمتع النيابة العامة بالصلاحية لملاحقته'، معتبراً 'أن الشعار مسؤول عن تعذيب وقتل كثيرين وهو واحد منهم'، مؤكداً 'أن ليس هناك أي طرف سياسي طلب منه رفع هذه الدعوى'. وطالب 'القضاء بأن يكون جديّاً في هذا الموضوع وأن لا ينأى بنفسه عن التدخل في الأمور القضائية لأنه من الضروري فصل القضاء عن السياسة'، داعياً الى 'عدم الاستخفاف بهذه القضية خصوصاً أن بيد الأهالي براهين سيظهرونها تباعاً'. وبحسب الاخبار الذي قُدم الى النيابة العامة الاستئنافية في شمال لبنان، يقول شندب انه في تاريخ 19 كانون الاول 1986 اقدم المدعى عليه محمد الشعار وبرفقة عدد كبير من اعوانه وبمشاركة عدد من المجرمين اللبنانيين، على الدخول الى منطقة باب التبانة في طرابلس واقدموا على قتل وذبح اكثر من 600 شخص من منطقة التبانة من مشايخ وعلماء واطفال ورجال بهدف الابادة الجماعية والتطهير العرقي حيث أن طرابلس ذات الغالبية السنية تعتبر من كبرى مدن لبنان. وكان الشعار أدخل قبل ايام الى مستشفى الجامعة الامريكية لتلقي العلاج من اصابته في تفجير استهدف وزارة الداخلية السورية في 12 كانون الاول الحالي . وفي سياق متصل، عقد 'اللقاء الوطني الاسلامي' إجتماعاً في منزل النائب محمد كبارة، في حضور النائب خالد الضاهر، المحامي حسن الخيال ممثلاً 'الجماعة الاسلامية'، والمشايخ سالم الرافعي، كنعان ناجي، بلال بارودي وزكريا المصري. وأصدر المجتمعون بياناً استنكروا فيه 'استقبال وزير داخلية النظام المجرم في سوريا محمد الشعار الذي كان إحدى أدوات النظام السوري في طرابلس، والذي إرتكب المجازر وفي مقدمها مجزرة باب التبانة عام 1986 التي ذهب ضحيتها مئات الشهداء من أبنائنا'. واعتبروا 'أن استقبال الشعار في لبنان، يؤكد بما لا يدعو للشك أن الحكومة التي ادّعت سياسة النأي بالنفس، غارقة حتى أذنيها في العمالة والخضوع والتبعية للنظام السوري، وعليها سريعاً أن تبقي الشعار تحت الحراسة القضائية وأن تحوّله الى القضاء المختص بجرم إرتكاب مجازر ضد الانسانية في طرابلس، وعمليات الاغتيال التي نفذها هذا النظام وأدواته'. ورفضوا 'جملة وتفصيلاً الاتهامات الصادرة بحق طرابلس بأنها تتحول الى إمارة إسلامية، وإن هذا المخطط أحبطه الجيش اللبناني، ونؤكد أن كل الأطراف ولا سيما الاسلامية منها ليست في وارد أي تفكير من هذا النوع، وتعتبر أن ما يصدر بحق المدينة هو تشويه لسمعتها وصورتها بمخطط من النظام السوري وملحقاته في لبنان، ليتم استهداف المدينة تحت هذا العنوان أمنياً واقتصادياً وسياسياً '، مؤكدين 'أن طرابلس كانت ولا تزال ملتزمة الدولة وسقف القانون والتعايش الكامل بين جميع أبنائها'، مطالبين'الحكومة 'بالاسراع في التعويض مالياً ومعنوياً على المتضررين من الأحداث الأخيرة '. وكان القضاء العسكري اللبناني أقدم أخيراً على طلب إستجواب رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير مكتبه العقيد عدنان بجرم ارسال متفجرات الى لبنان بالتعاون مع الوزير الاسبق ميشال سماحة.