وزير دولة ونائب رئيس الحكومة: هناك فتور بعلاقات الرباطونواكشوطوموريتانيا تمنع السفير المغربي بفرنسا من زيارة الرئيس الموريتاني بباريسالرباط 'القدس العربي': اكد مسؤول مغربي كبير وجود فتور بالعلاقات المغربية الموريتانية الا انه وصفها بسحابة صيف ستنقشع. وقال وزير الدولة المغربي نائب رئيس الحكومةٍ، عبد الله باها، إن ما تعرفه العلاقات الموريتانية المغربية 'سحابة صيف وستنقشع'، مؤكدا 'أن العلاقات بالجيران لا تكون دائما على وتيرة واحدة، لا بد أن يقع فيها بعض سوء التفاهم في بعض الأحيان، لكن هذا (كما نقول) لا يفسد للود قضية، فنحن لسنا جيرانا فقط، وإنما إخوان، ولنا مصالح مشتركة بين البلدين، ولنا تداخل في عدد من المجالات'. وحملت الاسابيع الماضية مؤشرات فتور بين الرباطونواكشوط حيث منع السفير المغربي في باريس من عيادة الرئيس الموريتاني اثناء علاجه من اصابات الاعتداء الذي تعرض له وايضا عدم استقبال وزير الخارجية المغربي لوزير الخارجية الموريتاني خلال مشاركته الأخير في مؤتمر أصدقاء سورية في مراكش'. ونقلت صحيفة 'الأخبار' الموريتانية عن عبد الله بها الذي كان في زيارة لنواكشوط لتمثيل حزبه بمؤتمر حزل موريتاني 'أنا لا أنزعج كثيرا من هذه الأمور، أنتم ترون أنه حتى مع إخواننا الجزائريين التي بيننا معهم خلاف ونزاع مفتعل ومزمن منذ فترة طويلة، ومع ذلك نحافظ على علاقات طيبة مع الجزائر، لأن هذا هو واجبنا وهو منطقنا'. وتحدث وزير الدولة المغربي امس الاربعاء عن الملف الصحراوي، وتطوراته، وسر مراجعة المغرب لموقفه من المبعوث الدولي روس بعد سحب الاعتراف به، كما تحدث في المقابلة عن الملفات الداخلية، والتصعيد الذي واجهته الحكومة من المعارضة. كما تحدث الوزير المغربي عما وصفها 'بالانتقالات' التي يشهدها المغرب والعالم من حوله، مستعرضا موقف الحكومة المغربية من التطورات التي يعرفها الملف الأمني والسياسي في الشمال المالي. تدهورت العلاقات الثنائية بين المغرب وموريتانيا الى مستوى جعلت الرئيس الموريتاني محمد بن عبد العزيز لا يستقبل نائب رئيس الحكومة عبد الله بها الذي تواجد في نواكشوط ولكنه استقبل في الوقت نفسه مبعوث جبهة البوليزاريو محمد سالم بل تعمدت السلطات الموريتانية إبراز اللقاء. وتحدثت أخبار ومنذ أكثر من شهر عن توتر في العلاقات الثنائية بين البلدين وأبرزها عدم استقبال الرئيس محمد بن عبد العزيز لمبعوث دبلوماسي أوفده الملك محمد السادس عندما كان يوجد(الرئيس الموريتاني) في العاصمة باريس للعلاج من إطلاق النار الغامض الذي تعرض له. وقالت صحيفة 'سراج' الرقمية الموريتانية ان الحكومة الموريتانية تجاهلت وجود الشخصية الثانية في الحكومة المغربية بموريتانيا ضمن فعاليات المؤتمر الثاني لحزب تواصل، حيث لم يستقبل الرئيس الموريتاني وزير الدولة في الحكومة المغربية عبد الله بها في حين خص الرئيس ضيوف آخرين بالاستقبال. وكان آخر مسؤول استقبله الرئيس الموريتاني هو عبد العزيز رباح، وزير النقل المغربي اب (اغسطس) الماضي. ولاحظت صحيفة سراج التي تعتبر الأكثر مقروئية في شبكة الإنترنت في موريتانيا ان عدم الاستقبال يؤكد التوتر في العلاقات الثنائية والتي ينضاف إليها عدم وجود سفير موريتاني في الرباط. وقال موقع الف بوست ان من المثير أن الرئيس الموريتاني خصص لمسؤول بجبهة البوليزاريو محمد سالم السالك الاثنين من الأسبوع الجاري استقبالا رسميا وبحث معه عدد من المواضيع في ظل التساؤل حول المسار الذي شهدته العلاقات الثنائية، حيث كان المغرب هو الداعم للرئيس محمد بن عبد العزيز عندما نفذ الانقلاب وقدم له الكثير من الدعم الدبلوماسي وزار المغرب واستقبله الملك محمد السادس، لكن الذي حدث هو توتر حقيقي للعلاقات الثنائية لاحقا. وقالت المصادر ان التوتر بدأ في منتصف كانون الاول/ ديسمبر الماضي عندما طردت السلطات الموريتانية الصحافي الذي كان معتمدا لوكالة المغرب العربي للأنباء في نواكشوط واتهمته بتصرفات تتنافى والصحافة بالاضافة الى قرار السلطات المغربية غض الطرف عن تنقل مدير المخابرات الليبية السابق عمر السنوسي من الدار البيضاء الى نواكشوط، وهو ما اعتبرته موريتانيا توريطا لها في هذا الملف الشائك حيث تعرضت لاحقا لضغوط من طرف السلطات الليبية الجديدة. في حين أن مصادر تؤكد أن تنقل السنوسي كان باتفاق بين الرباط وباريس ونواكشوط وأن السبب الحقيقي هو ما تعتبره موريتانيا 'تدخلا مغربيا سافرا' في شؤون البلاد.