المنامة: حفلت قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي احتضنتها المنامة، يوم امس الأول، بعدة تناقضات داخلية بين دول أعضاء المجلس الست، بدت جليا في طريقة تناول أكثر من وفد موضوع الاتحاد الخليجي بين دول المجلس، وذلك خلال القمة الافتتاحية التي جرت في قاعة أنيقة في قصر الصخير، مقر الملكية البحرينية حاليا. وبينما تحدث ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز مركزًا على قضية الاتحاد، التي لا تلاقي تحببا من كافة أعضاء المجلس، لجأ أمير الكويت إلى التحرك أكثر من خطوة إلى الأمام، من خلال الحديث عن قضايا تتجاوز اجتماع المجلس، إلى ملفات تعصف في العالم العربي، وتعصف به، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا. أما بقية المواقف فقد تلونت، وتغيرت أكثر من مرة، باستثناء موقفي البحرينوالإمارات، اللتين أبدتا تفهما عميقا لفكرة الاتحاد، بينما غيرت قطر موقفها، بعد أن كانت أولى المؤيدين، وفضلت عمان عدم التخلي عن فكر قيادتها التي لا تعترف بصيغة المجلس، وتحاول البعد الدائم عنه. وغاب أركان الحكم القطري، وهما الأمير النشط حمد آل ثاني، ووزير خارجيته، صانع السياسات القطرية، أو منفذ وحيها، الشيخ حمد بن جاسم، ليحل بديلا عنهما، ولي عهد البلاد الشيخ تميم، الذي يقال عنه في الدوحة انه حاكم في طور الإعداد، بعد أن تسلم عددا من الملفات الدولية، ولاحظ أكثر من مراقب تعاظم دوره. وتقول بعض المصادر الخليجية، إن الشيخ تميم أصر على تمثيل بلاده في القمة، خلال اجتماع اسري، رغم ان تيارا قطريا آخراً أراد تخفيض التمثيل في هذه القمة، بعد أن أصبحت الدوحة على خطوط تماس ساخن يمتد من الكويت حتى عمان، وكان أكثر من رئيس وفد خليجي يعتزم مناقشة تدخلات الدوحة في شؤون بلاده. الخلاف الكويتيالقطري يبدو انه أزلي إذ تظهر الدوحة مؤيدة لقطاعات المعارضة، مع زعم أهل الكويت من أن "الإخوان في قطر" يمدونهم بالمال، وكلمة "الإخوان" في الخليج، يمكن أن تشمل السياسيين بحكم الأخوة، أو الإسلاميين بحكم الحزب. وعلى هذا السياق، فان مسؤولي الإمارات، يرددون في مجالسهم الخاصة، أن قطر عازمة على استمرار نهجها في تأييد بعض أصوات المعارضة، بل أن قيادات كبيرة في حكم أبو ظبي توصلت إلى الملف الكامل، بالتفاصيل المملة، لدور الجارة الصغيرة في دعم تنظيم الإخوان الإماراتي. وقبل أسبوع سربت الإمارات شريطا يوضح ما يسمى بأصابع قطر في المؤامرة التي تروج ضد الإمارات. أما العلاقة بين قطروالبحرين فلا تحتاج إلى شرح، أو تفسير، كونها أزمة منذ الولادة، منذ غادر آل خليفة، حكام البحرين، قطر التي كانوا يحكمونها لعقود، ودخل البلدين في خلافات سياسية، وحدودية، وصلت إلى محكمة العدل الدولية، ولم تنته فيها. في المقابل تتهم قطرالإمارات أنها تنسق مع الجارة الكبرى، السعودية، وتتبادل الأدوار معها، في إطار تحركات تستهدف مواجهة الموقف القطري في مصر، كما روى ذلك مسؤول قطري في مجلس خاص، سمح بتناول بعض ما جاء في الجلسة. ودلل المسؤول على هذا الاتفاق السعودي الإماراتي، أن رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر قضى عشرة أيام في الإمارات، كان خلالها ضيفا على أبو ظبي، وناقش خلالها مع نظراءه خطط مواجهة النفوذ الإخواني المدعوم قطريا.