تقدم طبي ملحوظ يبعث الآمال في علاج جميع مشكلات اللحمية سواء المرضية أو الخلقية، هذا ما يؤكده الدكتور رضا حسين كامل، أستاذ أمراض الأنف والأذن بقصر العيني، موضحاً أن المناظير تلعب دوراً مهماً في علاج مشكلة اللحمية المزمنة والمرتجعة، والتهابات الجيوب الأنفية، ففي معظم الحالات الناجمة عن الحوادث والعمليات الجراحية غير الناجحة في الحاجز الأنفي أو إصلاح أي إعوجاج . كان المريض يعاني في هذه العمليات حدوث الفتحات التي تشوه الوجه والتخدير الكامل، لكن عن طريق المنظار يستطيع الطبيب إجراء العملية واستئصال هذه اللحميات من جذورها والعمل على تقليل احتمالات ارتجاعها وتتم فقط عن طريق فتحة الأنف الخارجية . يشير الدكتور رضا حسين إلى أن المريض يشعر بانسداد في الأنف وظهور الإفرازات في الأنف الأمامية والخلفية، والشعور بالهرش والصداع المتكرر والخنف والشخير كعرض فقط، وحالات من النزف، وظهور بعض الروائح الكريهة من الأنف وإحساسه بفقدان حاسة الشم، وهنا على المريض التوجه إلى الطبيب المختص ليتم تشخيص هذه اللحمية بالمنظار والأشعة المقطعية لتحديد مكان جذرها حتى يتم الاستئصال وتحديد نوعها بعد أخذ عينة منها . ويؤكد الدكتور محمد شفيق خليفة، أستاذ جراحة الأنف، أهمية التشخيص والكشف المبكر عن نوعية هذه الأورام سواء كانت حميدة أم غير حميدة، ففي حالة الأورام الحميدة يتم استئصالها عن طريق فتحة الأنف فقط ومن دون ألم، ويخرج المريض من دون حدوث فتحات في وجهه أو تشوهات، وإذا ما تبين أن هذا الورم غير حميد يكون العلاج بالكيماوي . ويقول الدكتور خليفة: علينا كمجتمع محاربة التلوث بجميع صوره وأشكاله والتعامل معه على أنه العدو الأول للإنسان، خاصة بعد أن تبين أن 70% من ظهور هذه اللحميات يكون بسبب الحساسية للأتربة والسجائر والدخان وعوادم السيارات والكيماويات والأسمدة، وتكون نسبة الإصابة بهذا النوع من اللحمية عند الكبار أكثر من نسبة حدوثها عند الأطفال، ولكن بعض الأطفال ممن لديهم الاستعداد الوراثي يكون حدوثها بنسبة كبيرة . ويضيف: إذا كان الانسداد خلقياً يتم عمل توصيلة صغيرة صناعية لتصريف الدموع والصديد في حالات التهابات القناة الدمعية، حيث يتم إغلاق هذه الفتحات الموجودة بين المخ والأنف التي تتسبب في تسريب سائل النخاع، وتتم هذه العملية بسد الغشاء الأنفي مع تسليك الغشاء المصاب من العظم والغضاريف المجاورة، ويتم سد هذا الثقب بغشاء مماثل للغشاء المصاب وتجميل العملية عن طريق جرح قطعي في أسفل الأنف، ونسبة النجاح في هذه العملية تصل إلى 95% .